مجازر الأسد في سوريا.. مقابر لا تنتهي ودماء لا تجف

هي مأساة القرن التي فشل الجميع في حلها، تُعد أكبر حالة طوارئ في تاريخ البشرية، حروب مستعرة خلفت ورائها ألآف القتلى وملايين اللاجئين السوريين، ومجازر يومية وضعت الشعب السوري على رأس الدول الأكثر مأساوية في العالم.

قتل وقصف ودمار.. تشريد وإبادة للجميع.. شوارع سكنتها الأشباح بعدما قُتل سكانها بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، وعائلات أبيدت مُحيت من سجلات الحياة قبل أن يحاصرها الجوع والمرض والفقر، ونظام يُصر على حرق شعبه..

هكذا الحال في سوريا التي تئن وجعاً من كثرة آلامها منذ قرابة 5 سنوات، حيث تشهد أراضيها مجازر جماعية يومية لم يتخيلها بشر، والتي ازدادت في الآونة الأخيرة تزامناً مع الحديث عن قرب سقوط بشار الأسد بعد تقدم المعارضة في عدة مناطق.

أربع سنوات ونصف مرت على الشعب السوري، هي الأصعب في تاريخه، منذ أن هتف بأول صوت للحرية في سوريا، بعد أن قرر بعض الأطفال إعلان الشرارة الأولى للثورة عبر كتابة عبارات رافضة لنظام بشار الأسد على جدران مدرستهم، ليعاقبهم عليها النظام القمعي بالإبادة والتجويع والحصار.


قصف حلب

سوريا التي لُقِّبت بجنة العرب، تحولت إلى ركام، القصف في كل مكان بالبراميل المتفجرة، والغازات السامة، والمحارق الجماعية باتت عنوان يومها في كل صباح، والقتل والدمار وأشلاء الجثث تتناثر في كل مكان، ورائحة الموت تهُب من كل اتجاه، وشعبها لم تتوقف أوجاعه من كثرة الألم والمعاناة.

1000 قتيل في 20 يوم

ومنذ نهاية الشهر الماضي وحتى اليوم، لم تتوقف مجازر بشار الأسد يوما ولم تجف دماء ضحاياه من المدنيين حتى يرتكب مجزرة أخرى يسقط على أثرها مئات السوريين الذين يستيقظون على أصوات آزيز طائراته وبراميله المتفجرة ورصاصه الطائش، ففي العشرين يوماً الأخيرة فقط قتل أكثر من 1000 سوري غالبيتهم في حلب وإدلب حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

المجازر الجماعية باتت عنوان ليوميات الشعب السوري، فالأسد يسعى بكل طاقته ألا يمر يوماً دون أن يوقع فيه على شهادة وفاة أحد أفراد شعبه، ليكافئهم بالمقابر الجماعية التي ملأت غالبية جبال دمشق، بعد أن واصلت طائرات الأسد المحملة بالصواريخ الفراغية والمواد الكيماوية المحرمة، استهدافها الأحياء السكنية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية بمدينة حلب، وخاصة الأسواق الشعبية والمدارس.


سوريا تموت

وتواجه الثورة السورية كلاً من "جيش الدفاع الوطني، وكتائب البعث، واللجان الشعبية، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون، والشبيحة والمخبرين الموالين للنظام، ومسلحين موالين للنظام من جنسيات أجنبية، ولواء القدس الإيراني الشيعي، وعناصر حزب الله اللبناني، وقوات التحالف الدولي، وداعش إلى جانب حزب الله.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أصدرت تقريراً مفصلاً حول الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات المتحالفة، وذلك خلال الأعوام الفائتة، ووثق قيام قوات النظام بقتل 176678 شخصًا مدنيًا، بينهم 18242 طفلاً، 18457 امرأة، ومن بينهم أيضاً 11427 تحت التعذيب.

كما أوردت الشبكة في تقريرها حصيلة المعتقلين بما لا يقل عن 215 ألف حالة، من بينهم قرابة 6580 امرأة إضافة إلى ما لا يقل عن 9500 طفل.

بينما رجح تقرير أصدره الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مقتل 220 ألف شخص في هذه الحرب التي دفعت 4 ملايين شخص إلى اللجوء إلى الدول المجاورة لسوريا، وأجبرت 7 ملايين و600 ألف على النزوح داخل بلادهم.

"مصر العربية" تقدم ملفاً هاماً حول ما يتعرض له الشعب السوري مؤخراً من انتهاكات ومجازر وإبادة بحق المدنيين.

مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -