بعد الانتصار الذي حققه جيش الفتح بتحرير مدينة أريحا وقرى في ريف إدلب من نظام الأسد اصبحت محافظة ادلب وريفها بالكامل تحت سيطرة المعارضة السورية..

فارضاً بذلك مستجدات لابد على المجتمع الدولي والدول العربية وسائر الدول من أصدقاء الشعب السوري التعاطي معها بشكل يمهد لانتقال سياسي كامل ومن ثم إعادة بناء دولة تحقق تطلعات أبنائها جميعاً.

وفي حوار لأبو محمد الجولاني أمير جبهة النصرة لقناة الجزيرة أكد فيه أن المناطق المحررة تمثل الخطوط الدفاعية الأولى لمناطق العلويين بالساحل، وأن العلويين قد تسببوا بقتل ما يقرب من مليون من أهل السنة في سورية، وبعد تحرير ادلب وريفها انتقلت الحرب إلى مناطق العلويين بعد أن كانوا ينعمون بعيشة آمنة طوال فترة الثورة السورية، ولكنهم أدركوا الآن أن نظام الأسد كان يستخدمهم لتثبيت كرسيه وهو عاجز عن حمايتهم والمعركة في طريقها للساحل ولكنها لن تنتهي هناك وإنما في دمشق.



وأشار الجولاني إلى أن جبهة النصرة لا تقاتل إلا من يرفع السلاح في وجهها ، وعند سؤال المذيع للجولاني عن الإشاعة التي تقضي بأن جبهة النصرة سترتكب مجازر بحق العلويين والأقليات بالمنطقة كانت إجابته بأن جبهة النصرة اليوم تسيطر على عدة قرى درزية ولم تقم بارتكاب أي مجزرة بحق أهلها وإنما هم محط دعوتهم.

وفي إشارة للعلويين قال إن كل من يتخلى عن الأسد ونظامه ويفر إلى جبهة النصرة فسوف يتم العفو عنه حتى لو قتل ألف رجل منا، والدليل على ذلك أن كل الجنود الذين سلموا أنفسهم أعدناهم إلى أهلهم سالمين.


وتعهد الجولاني بحماية العلويين والدفاع عنهم في حال "توبتهم عن الشرك وامتناعهم عن القتال وتبرؤهم من نظام الأسد”، على حد قوله.


أما بالنسبة للغرب عموماً وأمريكا خصوصاً فأكد أن كل ما يهمهم هو تطبيق الشريعة الإسلامية ولا يكترثون للغرب أبداً وأنه لن يحمل النصارى ما تقوم به أمريكا أو حتى "أقباط مصر”.



وأشار إلى عدم تلقي جبهة النصرة أي نوع من المساعدات الخارجية من الدول وإنما فقط من أفراد مسلمين لئلا يتم توجيه الثورة بحسب أجندات خارجية بشكل غير مباشر.

و أكد الجولاني أن "حزب الله" يدرك أن معركته في سورية خاسرة، ولكنه مجبر على خوضها حتى النهاية، ودعا جميع القوى السياسية في لبنان للتكاتف مع جبهة النصرة لإسقاط نظام الأسد و"حزب الله".

وأضاف أن سقوط نظام الأسد سيعزل "حزب الله" في الجنوب اللبناني ويجعل إنهاء وجوده مسألة وقت.

وكشف الجولاني عن تلقيه إرشادات من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري تقضي بأن مهمة جبهة النصرة هي إسقاط النظام وحلفائه مثل "حزب الله"، ثم التفاهم مع الشركاء لإقامة حكم إسلامي راشد، مؤكدا بأنهم لن يستخدموا الشام كقاعدة لاستهداف أميركا وأوروبا.

وفي نهاية حديث الجولاني أكد عدم قبوله بالحلول السياسية التي تخضع للإدارة الأمريكية.

ومن خلال تصريحات قادة ميدانيين فإن الخطوة التالية لجيش الفتح هي فتح جبهة في محافظة حلب لتمشيطها من القوات المتبقية في بعض المناطق ليتم تحرير المنطقة بالكامل، وسيتابع جيش الفتح مسيره من إدلب باتجاه الساحل السوري الذي يفصل بينه وبين الثوار 30 كيلومترًا ولكنها ستكون معركة صعبة بعض الشيء بحسب تصريحات أحد القادة بسبب وعورة المنطقة.

أما بالنسبة لجنوب سورية فيملك جيش الفتح بعض الفصائل في منطقة درعا بالإضافة إلى فصائل أخرى ، وجيش الإسلام الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من ريف دمشق محيطاً بالجزء الجنوبي من محافظة دمشق إضافة إلى الصراع الدائر بين جيش الفتح وحزب الله المساند للنظام السوري على منطقة القلمون التي تعد منطقة استراتيجية لأنها جسر الوصل بين دمشق والساحل وإذا سيطر عليها جيش الفتح فسيقطع الطريق على النظام باتجاه الساحل وتتم محاصرة الأسد في دمشق.

والجدير بالذكر أن جيش الفتح يضم في طياته عدة فصائل مسلحة، بينها أحرار الشام وجبهة النصرة وجند الأقصى وجيش السنة وأجناد الشام ولواء الحق وفيلق الشام، وسبق له أن رفض دمج فصيل "جيش الإسلام" الذي يسيطر على معظم الريف الدمشقي إلى غرفة عملياته قبيل بدء عملية تحرير إدلب.


مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -