رجل بلغ من العمر أرذله، لا يتمكن من الوقوف على قدميه بمفرده، تظهر عليه آثار الشيخوخة في كل ملامحه بعدما نهشت قواه، فهو ابن الـ 80 ربيعا تقريبا.
وقف الرجل مرتديا بزة زرقاء فاقع لونها، ويتعكز على بعض رجال الشرطة، ليقف وسط غرفة مكتظة بالبشر، يستمع إلى الاتهامات الموجهة إليه في جلسات محاكمته بالقضية المعروف بـ "خلية الظواهري".
يكفي الإشارة إليه بالقول "أقدم سجين سياسي في مصر"، بالطبع فقضى الرجل ما يزيد عن 31 عاما داخل السجون.
نبيل المغربي.. لقى ربه قبل يومين عن عمر يناهز الـ 80 عاما تقريبا، قضى أكثر من ثلث عمره داخل الزنازين متنقلا بين السجون المصرية.
وتعرض المغربي إلى تدهور في حالته الصحية، استدعت طلب دفاعه في القضية نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، أو نقله على نفقته الخاصة إلى إحدى المستشفيات للعلاج، لأنه يعاني من سرطان في المعدة.
البداية كانت مع الحكم عليه في القضية المعروفة إعلاميا بـ "الجهاد الكبري"، وحصل على حكم بالمؤبد، ذلك على الرغم من اعتقال والزج به في السجن قبل عملية اغتيال السادات في 6 أكتوبر من عام 1981.
ولكن ضمت المحكمة المغربي باعتباره متورط في عملية اغتيال السادات بشكل ما أو بآخر.
في آواخر الثمانينات، اتهم المغربي في قضية "الهروب الكبرى" مع عصام القمري ومحمد الأسواني وخميس مسلم، وحصل على حكم بالسجن 3 سنوات، على الرغم من عدم مشاركته في عملية الهروب، بحسب المحامي عادل معوض.
وبات معدل الأحكام التي لابد وأن يقضيها "أقدم سجين سياسي" نحو 28 عاما، قبل أن تمتد إلى 53 عاما.
وزاد معدل الأحكام على الرجل، بعد صدور حكم عليه بتهمة السعي لقلب نظام الحكم من داخل السجن، في تسعينيات القرن المنصرم، الكلام لمعوض.
ويكشف المحامي، عن عدم التحقيق مع المغربي منذ القبض عليه قبل اغتيال السادات، وعانى من ويلات التعذيب الشديد والمعاملة القاسية.
أفرجت السلطات المصرية عن المغربي بعفو صحي من قبل المجلس العسكري عقب ثورة 25 يناير، وتحديدا في يونيو 2011، قبل أن يعاد القبض عليه في القضية المعروفة إعلاميا بـ "خلية الظواهري".
ويقول معوض، وهو أحد المحامين في القضية، إن التهم الموجهة إلى المغربي السعي لإعادة إحياء تنظيم الجهاد، مشيرا إلى أن التهم لا تتناسب مع حالته الصحية.
ويؤكد أن المغربي أفرج عنه في الأساس بعفو صحي لتدهور حالته الصحية، فكيف يعيد إحياء تنظيم، وهو أمر يحتاج إلى قدرة على الحركة ولكنه خرج من السجن على كرسي متحرك.
والمغربي خريج كلية ألسن قسم لغة إسبانية، والغريب أنه انضم إلى الجيش وتحديدا المخابرات الحربية.
وفي هذا السياق، أكد المغربي في لقاء تلفزيوني عقب الإفراج عنه بعد ثورة 25 يناير، أنه اُعتِقل وأودع السجن لأنه اكتشف فساد وخيانة خلال خدمته بالمخابرات الحربية، على حد وصفه.
وتعرض أقدم سجين سياسي إلى شتى ألوان تعذيب، وتظهر آثارها على جسده ووجه، فضلا عن معاناته في الحبس الا نفرادى و الضرب المبرح.
واستقرت الأوضاع عقب خروج المغرب من السجن، حتى 30 يونيو و3 يوليو، ليستقبل في 16 أغسطس 2013 نبأ مقتل ابنه محمد في أحداث رمسيس بمسجد الفتح.
وقبل جلسة محاكمته في قضية "خلية الظواهري" يوم 2/ 6 طلب دفاع المغربي، بتقرير طبى عن حالته الصحية، وكلفت المحكمة النيابة باحضار التقرير.
وجاء في التقرير أن المتهم لا يعاني من أمراض مزمنة وحالته جيدة، بيد أنه خلال جلسة المشارة إليها، تبين للمحامين عدم حضور المغربي .
وقدمت النيابة خطاب من مستشفى القصر العينى يفيد احتجازه لأنه يعانى من قيء مستمر وسرطان في المعدة وحالته الصحية متدهورة.
وطلب الدفاع تصريح من المحكمة بنقله إلى أى مستشفى خاص حيث أنه طبقا لما قررته النيابة حالته الصحية متدهورة و أن سرطان المعدة فى مرحلة متأخرة وأنه اخترق المعدة وبدأ في الانتشار وهو ما يبرر القىء المستمر، ولكن المحكمة رفضت، بحسب معوض.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment