النجوم هم تلك المرآة التي يستطيع أي شخص التعرف من خلالها علي " القيم السائدة " في المجتمع والحالة " النفسية الاجتماعية " لمجموع أفراده , ولا يقتصر الأمر فقط علي نجوم السينما والتليفزيون ولكنه ينطبق أيضا علي النجوم من الشخصيات العامة .
والتي قد تنتمي الي مجالات الاقتصاد سواء تجارة أو صناعة ورغم ثراء النوعين الا أن تغليب نجومية أحدهما علي الاخر ينبع بالأساس من المكانة التي تحتلها كل من التجارة باعتبارها بيع وشراء فقط وتلك التي تحتلها الصناعة باعتبارها بيع وشراء وبناء لاقتصاد وطني حقيقي .
ويقترب نجوم السينما والتليفزيون والغناء من هذا المعني فبعضهم ظهر في وقت كان المجتمع خلاله في حاجة الي أشخاص يشعر أنهم أقرب الي تصوره عن الزعامات الوطنية أو رجال الأعمال الشرفاء أو غيرهم .
ولأن المجتمع يتكون من مجموعات متنوعة من حيث مستوي التعليم والمستوي الاقتصادي والاجتماعي فثمة اختلاف بين فتي الشاشة بالنسبة لطبقة وفتي شاشة ثاني بالنسبة لأخري وقد يتمتع النجمان بالشهرة والنجاح .
وتركز الأضواء في المرحلة نفسها لذلك لم يكن من الغريب أن يظهر فريد شوقي ويتمتع بهذه الشعبية الكاسحة وفي الوقت ذاته يتمتع نجم وسيم مثل كمال الشناوي وفي الوقت ذاته يحتل اسماعيل ياسين مساحة كبيرة من النجومية فطبقا للتنوع في الشعب المصري تتنوع أحلامه والنجم هو ذلك النموذج الذي يدور حوله حلم التوحد للفتي والاتحاد للفتاة .
من الصعب تقييم تجربة محمد هنيدي بمعزل عن أبناء جيله من الكوميديانات الذين توالي ظهورهم كأبطال بعده ذلك أن ما جعل من هنيدي ورفاقه موجة سينمائية هادرة ليست الموهبة التي تمتع كل منهم باختلاف المستويات ولكنه ذلك الظرف المجتمعي المركب اذ بلغ القهر السياسي والاقتصادي مداه في نهاية التسعينات حيث قبع في المناصب من تجاوزوا السبعين من أعمارهم مسيطرين علي مقدرات البلاد الاقصادية وبمعدلات دخل هائلة بينما بلغت قسوة الظروف أقصي مداها بشباب مصر " جمهور السينما " فكان أن ظهر نجوم مثل هنيدي لا يملكون من صفات فتي الشاشة الأول شيئا ذلك أن هذا النوع من الموهبة والذي يملك صاحبه" خفة الروح ".
والقدرة علي القاء الافيه بأسلوب مضحك كان يظهر سنيدا في المراحل السابقة للسينما اما في صورة صديق البطل أو أحد أقاربه ليضفي الابتسامة علي المناخ الميلودرامي أو الجاد للفيلم ولكن بعد أن اكتشف الشعب أنه ليس أكثر من سنيد في بلاد ليست بلاده تماما ولا يملك – من شدة القهر – تغيير هذا الواقع انتخب هنيدي ورفاقه ممثلين له في برلمان الضحك الذي يمنحه فرصة للغياب عن واقع قاسي وامعانا في احتقار الذات لم يشترط المشاهد أيا من صفات الجمال الجسدي فهنيدي القصير بدرجة مبالغ فيها لا يحتاج لطول مناسب ليكون نجما كوميديا لكنه وفي ظل ظل اختلال منظومة القيم المجتمعية صار أيضا ذلك العاشق ولعل التحولات التي طرأت علي المجتمع من افاقة ورغبة في التحرر من تلك الحالة هي التي تفسر الفترة القصيرة التي تشبه الحلم في تاريخ السينما لمحمد هنيدي ذلك أن فيلمه " اسماعيلية رايح جاي " هو تلك المصادفة التي أفرزت جيل موجة الكوميديا اللفظية .
ثم جاء " صعيدي في الجامعة الأمريكية " ليتربع بموجبه علي عرش الايرادات ولكنه في الأفلام التالية انحدر ومنذ قدم " جاءنا البيان التالي " لم يحقق أي فبلم لهنيدي نجاحا معقولا سوي " مبروك أبو العلمين حمودة " ولعل التحولات الثورية ساهمت بشكل ما في الحد من قبول البطل من هذا النوع وأعادت هنيدي الي برواز النابلسي وغيره من السنيدة وهي خطوة نحو استعادة قيم الجمال واستقرار الكوميديا كنوع سينمائي وليس كل أنواع السينما في دور العرض
بدأ عمله في أدوار صغيرة في السينما أولها في فيلم إسكندرية ليه ومع عاطف الطيب في فيلم الهروب بطولة الراحل أحمد زكي وفي المسرحقدم عددا من المسرحيات الكوميدية لكنه برز في العسكري الأخضر بطولة سيد زيان وهياتم ، حقق نجاح كبير في فيلميه إسماعيلية رايح جاى وصعيدي في الجامعة الأمريكية، وفي نهاية تسعينيات القرن العشرين استطاع من خلال دور صغير في فيلم بخيت وعديلة أن يثبت نفسه في الساحة الفنية وما لبث ان صار نجمًا تحقق افلامه أعلى الايرادات، قام بالغناء في افلامه بعد أن نجحت أغنية «كامننا» مع الفنان محمد فؤاد.
ولعل تحول الشاب المصري النصف ايطالي الي فتي أحلام نساء مصر والوطن العربي لم يكن غريبا في سياق مجتمعي مازال يحمل قيم تركها الاحتلال وخريطة جينية عبر الزواج فضلا عن وجود طبقة أخذت علي عاتقها الحفاظ علي ذلك النمط من الحياة والذي تعلمته من المحتل
ورشدي أباظة ولد في مصر لأم ايطالية وأب أباظي شركسي الأصل ورغم أنه لم يكن يخطط للعمل بالتمثيل الا أن مؤهلاته كشخص وسيم طويل القامة متناسق القد والملامح أهله لوراثة مقعد فتي الشاشة والذي كان حكرا علي نماذج الرجل تمثل ابن البلد المصري أو البنية الشبيهة بباشاوات تلك المرحلة مثل عماد حمدي ويحيي شاهين ولعل ذلك التردد الذي صاحبه في البداية بين البقاء في مصر للتمثيل أو الهجرة الي ايطاليا للحياة والعمل ثم المراوحة بين أعمال عالمية وأخري محلية حتي أنه كان مرشحا قبل عمر الشريف لتقديم دور لورنس العرب في الفيلم المعنون بنفس الاسم والذي كان مفتاح عالمية عمر الشريف فيما بعد ولكنه – أي رشدي أباظة – رفض الخضوع لاختبار بينما ذهب عمر الشريف
وكان أول أعماله فيلم (المليونيرة الصغيرة) عام 1949م أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وغيرها من الأعمال، ثم انصرف عن ذلك إلى أمور أخرى، إلا أنه عاد ومثل أدوارا صغيرة في أفلام (دليلة - رد قلبي - موعد غرام - جعلوني مجرما) وغيرها من الأعمال. منها فيلم (الشياطين الثلاثة) الذي شاركه في البطولة الفنانان أحمد رمزي وحسن يوسف وشاركت في بطولة الفلم الفنانة القديرة برلنتي عبد الحميد ولعل هذا العمل من أجمل الأعمال التي أداها رشدي أباظة.
واسترد نجوميته في فيلم (امرأة على الطريق) عام 1958 مع شكري سرحان وزكي رستم وهدى سلطان، والذي أخرجه الراحل عز الدين ذو الفقار، ثم قدم بعد ذلك أفلاما ذات قيمة عالية وهي (جميلة عن البطلة الجزائرية (جميلة بوحيرد) و واإسلاماه وفي بيتنا رجل و الطريق ولا وقت للحب وراء الشمس و أريد حلا و غروب وشروق
كان رشدي أباظة يجيد خمس لغات مختلفة، وكان مرشحا للسينما العالمية، وكان من الممكن أن يسبق عمر الشريف إلى هوليوود ويغزو السينما العالمية لولا أنه أضاع كل هذه الفرص.
ولم يحظ ممثل في تاريخ مصر والوطن العربي بجماهيرية تعادل عادل امام فقد ظل متربعا علي عرش ايرادات السينما لثلاثين عاما ورغم بدء حياته الفنية في منتصف السبعينات بأدوار صغيرة الا أن بداية عقد الثمانينات كانت الموعد المؤكد له مع نجومية وأفلام ومسرحيات شكلت ملامح قصة نجاح جبارة استطاع خلالها أن يصبح زعيما في عالم الفن وفنان في عالم السياسة وقد منحت القيم التي تناولها في العديد من أفلامه لجماهيره صورة قاسية وخاصة في البداية حيث قدم الهلفوت والمتسول والمحفظة معايا والبحث عن فضيحة وهي أفلام – علي خفتها – كانت تتناول قيم ارتبط بها المجتمع المصري منذ سنوات طويلة واحتوت تلك الأفلام علي قيم انفتاحية سار في ركابها العمل واستجاب لها الجمهور الذي يعيش نتائج الانفتاح علي المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
واذا كان عادل امام قد بدأ ممثلا كوميديا وهو ما تؤهله له خفة روحه وملامحه التي لا تصلح لتقديم فتي أحلام وسيم يصلح جان بريميير فان النجاح الساحق في الكوميديا والظروف التي تركها الانفتاح الاقتصادي وتمتع طبقة من الرأسماليين الطفيليين بقدرات اقتصادية اتاحتها قوانين لتسهيل التجارة واستيراد كل شيء دفع بطبقة مختلفة من أسفل السلم الاجتماعي الي أعلي فأصبح من الطبيعي أن يظهر فتي أحلام لا يتمتع بالوسامة اللازمة خاصة أن عادل امام ينتمي الي حي شعبي بالقاعرة هاجر اليه والدة من قريته في المنصورة وبالتالي فان تلك الملامح لم يستشعر معها المشاهد غربة من أي نوع لكن الأكثر تأثيرا في حياة امام الفنية هي تلك الأعمال التي قدمها مع كل من وحيد حامد وشريف عرفة وهي أفلام اللعب مع الكبار والمنسي وطيور الظلام والنوم في العسل واستطاع وحيد حامد خلالها أن ينفذ الي أعماق الأزمات الطاحنة التي يتعرض لها المجتمع المصري وأن يشير الي اكثر من ضوء أحمر ينذر بكارثة لكن امام بعد انفصاله عن الثنائي قدم سينما تصلح لزمن العشوائيات في سلسلة بخيت وعديلة ثم جاءت موجة الكوميديا التي قاومها في البداية بأفلام فاشلة تماماا ليسترد بعض عافيته نسبيا في " التجربة " الدانماركية " ثم يعود لتقديم فيلم دعائي هو حسن ومرقص ويبدأ في اثارة الجدل بتصريحات سياسية تعكس عدم ايمانه بتلك القيم التي قدمها في أفلامه ويثير الجدل أيضا بأفلاملا ترقي لمستوي ما هو متوقع منه مثل " بوبوس " ليسقط من عرش النجومية عبر تصؤيحات ابان ثورة يناير وليكون علي رأس القائمة السوداء للفنانين الذين ساندوا نظام المخلوع ويقدم بعد الثورة عملا خطابيا مباشرا ليس فيه من عادل امام سوي صورة مسخها الزمن
ولد عادل إمام في17 مايو 1940 وبدأت شهرته في منتصف سبعينات القرن العشرين، ومنذ ذلك الوقت يعتبر واحدًا من أهم الممثلين العرب، والأكثر شعبية في تاريخ السينما المصرية. أدّى أكثر من مائة فيلم. اشتهر بأدواره الكوميدية الممزوجة بالطابع السياسي. تطبع بعض أعماله الجرأة وتثير ضجة وجدلاً لنقاشه لقضايا اجتماعية وسياسية ودينية هامة.
كأن المرحلة التي ولد فيها أحمد زكي كممثل هي التي نادته ليعبر عن تلك الانعطافة الحادة في تاريخ المحتمع وليترك بصمة في التاريخ الاجتماعي لمصر تشير الي تلك التحولات سواء في الذوق الشخصي لمشاهدي السينما أو فغي منظومة القيم الحاكمة للسلوك الفردي والجماعي لشعب غلبه الظرف الاقتصادي والظرف السياسي فتحول من النظر الي الفتي الوسيم حسين فهمي أو الرومانسي محمود ياسين أو الرجولي ري أباظة الي ذلك الشاب الأسمر والذي كان أقصي ما يقدمه علي الشاشة لو لم تحدث تلك التطورات والتقلبالت السياسية والاقتصادية هو دور سفرجي في مطعم راقي
تألق أحمد زكي في شخصيات من الطبقة الفقيرة، البعيدة عن شخصية الأفندي التركي، وراح في كل مرة يقدم وجهاً أكثر صدقاً للمصري الأصيل، وإحتفظ بميزة التعبير عن الإنسان ذي المرجع الشعبي.. يفسر أحمد زكي ذلك القول : تغيرت السينما كثيراً عما كانت عليه وزادت الشخصيات تعقيداً. السينما الواقعية اليوم ليست تلك التي تنزل فيها الكاميرا إلى الشارع فقط، بل أيضاً تلك التي تتحدث عن إنسان الحاضر بكل مشاكله وأفكاره ودواخله. كما يرى أحمد زكي بأن التركيبة الشخصية إختلفت باختلاف الأدوار التي أداها : صحيح لعبت دور صعلوك أو هامشي في أفلام أحلام هند وكاميليا وطائر على الطريق وكابوريا، لكن كل دور ذا شخصية مختلفة. شخصيات اليوم غالباً رمادية، ليست بيضاء وليست سوداء.. ليست خيرة تماماً وليست شريرة تماماً، وما على الممثل سوى ملاحظة الحياة التي من حوله حتى يفهم أن عليه أن يجهد ويجتهد كثيراً في سبيل فهم هذه الحال
أحمد زكي عرف كيف ينتقل من دور إلى آخر حتى لو لم تكن هناك قواسم أساسية مشتركة بينها. فهو الفلاح الساذج في فيلم البريء، ومقتنص الفرص الهائم على وجهه في فيلم أحلام هند وكاميليا، وإبن الحي الذي قد يهوى إنما يحجم ويخجل في فيلم كابوريا، كما هو ضابط الاستخبارات القاسي الذي يفهم حب الوطن عل
النجوم هم تلك المرآة التي يستطيع أي شخص التعرف من خلالها علي " القيم السائدة " في المجتمع والحالة " النفسية الاجتماعية " لمجموع أفراده , ولا يقتصر الأمر فقط علي نجوم السينما والتليفزيون ولكنه ينطبق أيضا علي النجوم من الشخصيات العامة .
والتي قد تنتمي الي مجالات الاقتصاد سواء تجارة أو صناعة ورغم ثراء النوعين الا أن تغليب نجومية أحدهما علي الاخر ينبع بالأساس من المكانة التي تحتلها كل من التجارة باعتبارها بيع وشراء فقط وتلك التي تحتلها الصناعة باعتبارها بيع وشراء وبناء لاقتصاد وطني حقيقي .
ويقترب نجوم السينما والتليفزيون والغناء من هذا المعني فبعضهم ظهر في وقت كان المجتمع خلاله في حاجة الي أشخاص يشعر أنهم أقرب الي تصوره عن الزعامات الوطنية أو رجال الأعمال الشرفاء أو غيرهم
ولأن المجتمع يتكون من مجموعات متنوعة من حيث مستوي التعليم والمستوي الاقتصادي والاجتماعي فثمة اختلاف بين فتي الشاشة بالنسبة لطبقة وفتي شاشة ثاني بالنسبة لأخري وقد يتمتع النجمان بالشهرة والنجاح .
وتركز الأضواء في المرحلة نفسها لذلك لم يكن من الغريب أن يظهر فريد شوقي ويتمتع بهذه الشعبية الكاسحة وفي الوقت ذاته يتمتع نجم وسيم مثل كمال الشناوي وفي الوقت ذاته يحتل اسماعيل ياسين مساحة كبيرة من النجومية فطبقا للتنوع في الشعب المصري تتنوع أحلامه والنجم هو ذلك النموذج الذي يدور حوله حلم التوحد للفتي والاتحاد للفتاة .
من الصعب تقييم تجربة محمد هنيدي بمعزل عن أبناء جيله من الكوميديانات الذين توالي ظهورهم كأبطال بعده ذلك أن ما جعل من هنيدي ورفاقه موجة سينمائية هادرة ليست الموهبة التي تمتع كل منهم باختلاف المستويات ولكنه ذلك الظرف المجتمعي المركب اذ بلغ القهر السياسي والاقتصادي مداه في نهاية التسعينات حيث قبع في المناصب من تجاوزوا السبعين من أعمارهم مسيطرين علي مقدرات البلاد الاقصادية وبمعدلات دخل هائلة بينما بلغت قسوة الظروف أقصي مداها بشباب مصر " جمهور السينما ".
فكان أن ظهر نجوم مثل هنيدي لا يملكون من صفات فتي الشاشة الأول شيئا ذلك أن هذا النوع من الموهبة والذي يملك صاحبه" خفة الروح " والقدرة علي القاء الافيه بأسلوب مضحك كان يظهر سنيدا في المراحل السابقة للسينما اما في صورة صديق البطل أو أحد أقاربه ليضفي الابتسامة علي المناخ الميلودرامي أو الجاد للفيلم ولكن بعد أن اكتشف الشعب أنه ليس أكثر من سنيد في بلاد ليست بلاده تماما ولا يملك – من شدة القهر – تغيير هذا الواقع انتخب هنيدي ورفاقه ممثلين له في برلمان الضحك الذي يمنحه فرصة للغياب عن واقع قاسي وامعانا في احتقار الذات لم يشترط المشاهد أيا من صفات الجمال الجسدي فهنيدي القصير بدرجة مبالغ فيها لا يحتاج لطول مناسب ليكون نجما كوميديا لكنه وفي ظل ظل اختلال منظومة القيم المجتمعية صار أيضا ذلك العاشق ولعل التحولات التي طرأت علي المجتمع من افاقة ورغبة في التحرر من تلك الحالة هي التي تفسر الفترة القصيرة التي تشبه الحلم في تاريخ السينما لمحمد هنيدي ذلك أن فيلمه " اسماعيلية رايح جاي " هو تلك المصادفة التي أفرزت جيل موجة الكوميديا اللفظية ثم جاء " صعيدي في الجامعة الأمريكية " ليتربع بموجبه علي عرش الايرادات ولكنه في الأفلام التالية انحدر ومنذ قدم " جاءنا البيان التالي " لم يحقق أي فبلم لهنيدي نجاحا معقولا سوي " مبروك أبو العلمين حمودة " ولعل التحولات الثورية ساهمت بشكل ما في الحد من قبول البطل من هذا النوع وأعادت هنيدي الي برواز النابلسي وغيره من السنيدة وهي خطوة نحو استعادة قيم الجمال واستقرار الكوميديا كنوع سينمائي وليس كل أنواع السينما في دور العرض
بدأ عمله في أدوار صغيرة في السينما أولها في فيلم إسكندرية ليه ومع عاطف الطيب في فيلم الهروب بطولة الراحل أحمد زكي وفي المسرحقدم عددا من المسرحيات الكوميدية لكنه برز في العسكري الأخضر بطولة سيد زيان وهياتم ، حقق نجاح كبير في فيلميه إسماعيلية رايح جاى وصعيدي في الجامعة الأمريكية، وفي نهاية تسعينيات القرن العشرين استطاع من خلال دور صغير في فيلم بخيت وعديلة أن يثبت نفسه في الساحة الفنية وما لبث ان صار نجمًا تحقق افلامه أعلى الايرادات، قام بالغناء في افلامه بعد أن نجحت أغنية «كامننا» مع الفنان محمد فؤاد.
ولعل تحول الشاب المصري النصف ايطالي الي فتي أحلام نساء مصر والوطن العربي لم يكن غريبا في سياق مجتمعي مازال يحمل قيم تركها الاحتلال وخريطة جينية عبر الزواج فضلا عن وجود طبقة أخذت علي عاتقها الحفاظ علي ذلك النمط من الحياة والذي تعلمته من المحتل
ورشدي أباظة ولد في مصر لأم ايطالية وأب أباظي شركسي الأصل ورغم أنه لم يكن يخطط للعمل بالتمثيل الا أن مؤهلاته كشخص وسيم طويل القامة متناسق القد والملامح أهله لوراثة مقعد فتي الشاشة والذي كان حكرا علي نماذج الرجل تمثل ابن البلد المصري أو البنية الشبيهة بباشاوات تلك المرحلة مثل عماد حمدي ويحيي شاهين ولعل ذلك التردد الذي صاحبه في البداية بين البقاء في مصر للتمثيل أو الهجرة الي ايطاليا للحياة والعمل ثم المراوحة بين أعمال عالمية وأخري محلية حتي أنه كان مرشحا قبل عمر الشريف لتقديم دور لورنس العرب في الفيلم المعنون بنفس الاسم والذي كان مفتاح عالمية عمر الشريف فيما بعد ولكنه – أي رشدي أباظة – رفض الخضوع لاختبار بينما ذهب عمر الشريف
وكان أول أعماله فيلم (المليونيرة الصغيرة) عام 1949م أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وغيرها من الأعمال، ثم انصرف عن ذلك إلى أمور أخرى، إلا أنه عاد ومثل أدوارا صغيرة في أفلام (دليلة - رد قلبي - موعد غرام - جعلوني مجرما) وغيرها من الأعمال. منها فيلم (الشياطين الثلاثة) الذي شاركه في البطولة الفنانان أحمد رمزي وحسن يوسف وشاركت في بطولة الفلم الفنانة القديرة برلنتي عبد الحميد ولعل هذا العمل من أجمل الأعمال التي أداها رشدي أباظة.
واسترد نجوميته في فيلم (امرأة على الطريق) عام 1958 مع شكري سرحان وزكي رستم وهدى سلطان، والذي أخرجه الراحل عز الدين ذو الفقار، ثم قدم بعد ذلك أفلاما ذات قيمة عالية وهي (جميلة عن البطلة الجزائرية (جميلة بوحيرد) و واإسلاماه وفي بيتنا رجل و الطريق ولا وقت للحب وراء الشمس و أريد حلا و غروب وشروق
كان رشدي أباظة يجيد خمس لغات مختلفة، وكان مرشحا للسينما العالمية، وكان من الممكن أن يسبق عمر الشريف إلى هوليوود ويغزو السينما العالمية لولا أنه أضاع كل هذه الفرص.
ولم يحظ ممثل في تاريخ مصر والوطن العربي بجماهيرية تعادل عادل امام فقد ظل متربعا علي عرش ايرادات السينما لثلاثين عاما ورغم بدء حياته الفنية في منتصف السبعينات بأدوار صغيرة الا أن بداية عقد الثمانينات كانت الموعد المؤكد له مع نجومية وأفلام ومسرحيات شكلت ملامح قصة نجاح جبارة استطاع خلالها أن يصبح زعيما في عالم الفن وفنان في عالم السياسة وقد منحت القيم التي تناولها في العديد من أفلامه لجماهيره صورة قاسية وخاصة في البداية حيث قدم الهلفوت والمتسول والمحفظة معايا والبحث عن فضيحة وهي أفلام – علي خفتها – كانت تتناول قيم ارتبط بها المجتمع المصري منذ سنوات طويلة واحتوت تلك الأفلام علي قيم انفتاحية سار في ركابها العمل واستجاب لها الجمهور الذي يعيش نتائج الانفتاح علي المستويين الاقتصادي والاجتماعي واذا كان عادل امام قد بدأ ممثلا كوميديا وهو ما تؤهله له خفة روحه وملامحه التي لا تصلح لتقديم فتي أحلام وسيم يصلح جان بريميير فان النجاح الساحق في الكوميديا والظروف التي تركها الانفتاح الاقتصادي وتمتع طبقة من الرأسماليين الطفيليين بقدرات اقتصادية اتاحتها قوانين لتسهيل التجارة واستيراد كل شيء دفع بطبقة مختلفة من أسفل السلم الاجتماعي الي أعلي فأصبح من الطبيعي أن يظهر فتي أحلام لا يتمتع بالوسامة اللازمة خاصة أن عادل امام ينتمي الي حي شعبي بالقاعرة هاجر اليه والدة من قريته في المنصورة .
وبالتالي فان تلك الملامح لم يستشعر معها المشاهد غربة من أي نوع لكن الأكثر تأثيرا في حياة امام الفنية هي تلك الأعمال التي قدمها مع كل من وحيد حامد وشريف عرفة وهي أفلام اللعب مع الكبار والمنسي وطيور الظلام والنوم في العسل واستطاع وحيد حامد خلالها أن ينفذ الي أعماق الأزمات الطاحنة التي يتعرض لها المجتمع المصري وأن يشير الي اكثر من ضوء أحمر ينذر بكارثة لكن امام بعد انفصاله عن الثنائي قدم سينما تصلح لزمن العشوائيات في سلسلة بخيت وعديلة ثم جاءت موجة الكوميديا التي قاومها في البداية بأفلام فاشلة تماماا ليسترد بعض عافيته نسبيا في " التجربة " الدانماركية " ثم يعود لتقديم فيلم دعائي هو حسن ومرقص ويبدأ في اثارة الجدل بتصريحات سياسية تعكس عدم ايمانه بتلك القيم التي قدمها في أفلامه ويثير الجدل أيضا بأفلاملا ترقي لمستوي ما هو متوقع منه مثل " بوبوس " ليسقط من عرش النجومية عبر تصؤيحات ابان ثورة يناير وليكون علي رأس القائمة السوداء للفنانين الذين ساندوا نظام المخلوع ويقدم بعد الثورة عملا خطابيا مباشرا ليس فيه من عادل امام سوي صورة مسخها الزمن
ولد عادل إمام في17 مايو 1940 وبدأت شهرته في منتصف سبعينات القرن العشرين، ومنذ ذلك الوقت يعتبر واحدًا من أهم الممثلين العرب، والأكثر شعبية في تاريخ السينما المصرية. أدّى أكثر من مائة فيلم. اشتهر بأدواره الكوميدية الممزوجة بالطابع السياسي. تطبع بعض أعماله الجرأة وتثير ضجة وجدلاً لنقاشه لقضايا اجتماعية وسياسية ودينية هامة.
كأن المرحلة التي ولد فيها أحمد زكي كممثل هي التي نادته ليعبر عن تلك الانعطافة الحادة في تاريخ المحتمع وليترك بصمة في التاريخ الاجتماعي لمصر تشير الي تلك التحولات سواء في الذوق الشخصي لمشاهدي السينما أو فغي منظومة القيم الحاكمة للسلوك الفردي والجماعي لشعب غلبه الظرف الاقتصادي والظرف السياسي فتحول من النظر الي الفتي الوسيم حسين فهمي أو الرومانسي محمود ياسين أو الرجولي ري أباظة الي ذلك الشاب الأسمر والذي كان أقصي ما يقدمه علي الشاشة لو لم تحدث تلك التطورات والتقلبالت السياسية والاقتصادية هو دور سفرجي في مطعم راقي
تألق أحمد زكي في شخصيات من الطبقة الفقيرة، البعيدة عن شخصية الأفندي التركي، وراح في كل مرة يقدم وجهاً أكثر صدقاً للمصري الأصيل، وإحتفظ بميزة التعبير عن الإنسان ذي المرجع الشعبي.. يفسر أحمد زكي ذلك القول : تغيرت السينما كثيراً عما كانت عليه وزادت الشخصيات تعقيداً. السينما الواقعية اليوم ليست تلك التي تنزل فيها الكاميرا إلى الشارع فقط، بل أيضاً تلك التي تتحدث عن إنسان الحاضر بكل مشاكله وأفكاره ودواخله. كما يرى أحمد زكي بأن التركيبة الشخصية إختلفت باختلاف الأدوار التي أداها : صحيح لعبت دور صعلوك أو هامشي في أفلام أحلام هند وكاميليا وطائر على الطريق وكابوريا، لكن كل دور ذا شخصية مختلفة. شخصيات اليوم غالباً رمادية، ليست بيضاء وليست سوداء.. ليست خيرة تماماً وليست شريرة تماماً، وما على الممثل سوى ملاحظة الحياة التي من حوله حتى يفهم أن عليه أن يجهد ويجتهد كثيراً في سبيل فهم هذه الحال
أحمد زكي عرف كيف ينتقل من دور إلى آخر حتى لو لم تكن هناك قواسم أساسية مشتركة بينها. فهو الفلاح الساذج في فيلم البريء، ومقتنص الفرص الهائم على وجهه في فيلم أحلام هند وكاميليا، وإبن الحي الذي قد يهوى إنما يحجم ويخجل في فيلم كابوريا، كما هو ضابط الاستخبارات القاسي الذي يفهم حب الوطن على طريقته فقط في فيلم زوجة رجل مهم.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment