رغم أن عيد الأضحى المبارك معروف عند المصريين بعيد "اللحمة"؛ حيث سُنة الأضحية وتوزيع اللحوم على الفقراء، كما يُكثر فيه المواطنون من شراء اللحوم، ولكن قد لا يتمكن الفقراء من أكل اللحوم في عيد اللحمة هذا العام بسبب غلائها وفسادها، وغياب الجمعيات الخيرية التي كانت توزعها على الفقراء.
وأدت السياسيات لحكومات السيسي المتعاقبة، في اشتعال أسعار اللحوم القائمة والمذبوحة، حيث بلغ سعر الخروف المتوسط 3 آلاف جنيه، كما شهدت اللحوم ارتفاعًا كبيرًا حتى وصل سعرها إلى 95 و110 جنيهات في بعض الأماكن؛ الأمر الذي جعل بعض الشباب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يطلقون حملةً لمقاطعة اللحوم، اعتراضًا على ارتفاع الأسعار، وانتشرت على نطاق واسع في محافظات: البحيرة وأسيوط وبني سويف وسوهاج وأسوان والقليوبية، لما يُعرف عن هذه المحافظات من فقر سكانها.
كما أعلن المقاطعون استمرارهم في المقاطعة حتى تنخفض أسعار اللحوم، ورفعوا شعارات "معًا ضد جشع الجزارين"، و"كن إيجابيا وشارك الشعب"، و"كن متعاونا وشارك محدودي الدخل"، و"أنت حر يا تدفع دم قلبك وتقف فالزحمة، يا إما بلاها لحمة".
أهم الأسباب التي أدت لأزمة اشتعال أسعار اللحوم:
1ـ حل الجمعيات الخيرية:
إغلاق نظام عبد الفتاح السيسي للمئات من الجمعيات الخيرية والاجتماعية بدعوى ارتباطها بجماعة الإخوان، التي كانت تسهم بشكل كبير في كفالة الفقراء واليتامى والأرامل، وتحرص على ذبح أضحية لإدخال البهجة عليهم في العيد، ما أدى إلى حرمان الفقراء من اللحمة في عيد اللحمة.
2ـ لحوم فاسدة:
الأزمة الثالثة التي يواجهها المصريون مرتبطة بفساد اللحوم وعدم صلاحياتها، فلا يمر أسبوع إلا ويتم ضبط مئات الكيلوجرامات من اللحمة الفاسدة، فمؤخرًا ضبطت مديرية الطب البيطري بالقاهرة 27 طنًّا من اللحوم الفاسدة بمصنع لحوم مفرومة بدار السلام.
أما في الإسماعيلية فتم ضبط 148 كيلوجرامًا من اللحم المفروم غير الصالحة للاستخدام الآدمي، داخل مطعم مشهور بالقنطرة غرب.
وتم ضبط 250 كيلوجرامًا من اللحوم الفاسدة بثلاجة كبابجي شهير في حي المناخ ببورسعيد، إذ يتم طهوها وتقديمها للزبائن من خلال وجبات داخل المطعم.
وفي المنيا ضبطت إدارة المجازر والتفتيش على اللحوم التابعة لمديرية الطب البيطري 184 كيلوجرامًا من اللحوم الفاسدة ضمن 6 قضايا بدائرة بندر ملوي.
وضبطت مباحث التموين في الهرم 821 كيلوجرامًا من اللحوم دون بيانات، وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، كما أحبطت مباحث التموين في النزهة بيع وترويج 120 كيلوجراما من اللحوم الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي بمحل جزارة شهير.
3 ـ لحوم الحمير:
وتأتي الأزمة الأخطر إذ قد يشتري المواطن اللحمة رغم ارتفاع سعرها، ويفاجأ في نهاية الأمر أنها لحم حمير، إذ يتجه بعض الجزارين إلى ذبح الحمير لتقديمها إلى المواطنين سعيا للكسب السريع؛ حيث ضبطت الأجهزة الأمنية مجموعة من الأشخاص يقومون بذبح أعداد كبيرة من الحمير وتجهيز لحومها لبيعها للمطاعم الكبرى في القاهرة والجيزة ومطاعم الكباب والكفتة والمشاوي في يونيه الماضي، وكانت مزرعة الحمير المضبوطة بالفيوم بها 1500 حمار حي، و30 حمارًا مذبوحًا، كما تم ضبط 8 عمال يقومون بتقطيع اللحوم ونزع العظم منها وإعدادها تمهيداً لتوزيعها.
وفي الشرقية اكتشف أهالي قرية سماكين بالحسينية، قيام جزار بسرقة الحمير وذبحها وبيعها للأهالي على أنها لحوم بلدي صالحة للاستخدام الآدمي.
4 ـ ارتفاع أسعار الأعلاف:
وأدت زيادة أسعار الأعلاف بنسبة تزيد على الـ50% فضلاً عن العلف الأخضر، في عزوف المربين عن تربية الماشية المواشي لأنها لم تعد مربحة كما في السابق بسبب الأمراض والأعلاف، فضلاً عن رفض الحكومة دعم المربين بشتى الطرق والوسائل منها توفير أعلاف بأسعار تتناسب مع الوضع الحالي مع توفير رعاية بيطرية مناسبة، كما أن العديد من رؤؤس الماشية قد نفقت بسبب "الحمى القلاعية والعقد الجلدي".
5 ـ فشل الحكومة في التعاقد مع الشحنات الخارجية:
ورغم إعلان الحكومة عن التعاقد على شحنات لحوم من السودان وغيرها من الدول الإفريقية فضلا عن اللحوم البرازيلية لسد العجز في قطاع اللحوم ومحاولة كبح جماح الأسعار استعداد لاستقبال عيد الأضحى المبارك، إلا أن هذا لم يتحقق مثل كل وعود الحكومة.
6 ـ خلل الثرة الحيوانية:
يرى الدكتور رضا عيسي الخبير ألاقتصادي أن السبب وراء أزمة اللحمة هو الخلل في منظومة الثروة الحيوانية مشددا علي الطريقة العشوائية التي تدار بها المنظومة.
وقال إن الكميات المستوردة من اللحوم الحية من الخارج تؤثر بالسلب على الثروة الحيوانية.
وطالب الدولة بالتوسع في المشروعات الزراعية والخدمية مع تسهيل تمويل مشروعات اللحوم والمزارع لدعم الثروة الحيوانية.
7 ـ أمراض الماشية وغياب الخدمات البيطرية:
أما محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بالاتحاد العام للغرف التجارية: فيرى أن من بين أسباب ارتفاع أسعار اللحوم تعرض الثروة الحيوانية للخطر بسبب الأمراض التي انتشرت مؤخرًا وأدت إلى نفوق الكثير من رؤؤس الماشية، في وقت عجز فيه الطب البيطري عن ملاحقة الأمراض والقضاء عليها.
وطالب وهبة المسئولين في الحكومة بإعادة إحياء مشروع البتلو وعدم ذبح الإناث وتوفير الرعاية البيطرية للمواشي؛ الأمر الذي يساعد على توازن الأسعار.
0 التعليقات:
Post a Comment