أعطت ثورة 25 يناير 2011 الأمل للشباب المصري في مستقبل أفضل، ما أدى لزيادة الرغبة لديهم في الزواج والإنجاب وتكوين أسرة بعد أن كان الإحباط مسيطرًا عليهم قبل الثورة.
هذه القراءة من جانب خبراء جاءت على خلفية تقرير رسمي أظهر زيادة في عقود الزواج التي بلغت 897 ألفًا و969 عقدًا في عام 2011 بزيادة قدرها 33 ألفًا و112 عقدًا مقارنة بـ 2010، وبنسبة تقارب 4%.
وكشف الجهاز المركزي للتعئبة العامة والإحصاء في تقرير حديث أن أعلى نسبة زواج كانت بين فئة الشباب في الفئة العمرية من 25 إلى أقل من 30 سنة لتسجل عدد العقود بها 385 ألفًا و585 عقدًا بما نسبته 42.9% من جملة العقود، بينما كانت أقل نسبة زواج في الفئة العمرية 65 سنة فأكثر بما نسبته 0.7% لتبلغ 6 آلاف و144 عقدًا.
ولفت التقرير إلى أن الحاصلين على شهادات متوسطة كانوا أعلى الفئات في نسبة الزواج والتي سجلت 39.1% بعدد 350 ألفًا و805 عقود، بينما كان الحاصلون على درجة جامعية عليا أقل الفئات في الزواج والتي بلغ عدد العقود نحو ألفين و394 عقدًا بنسبة 0.3%.
وترجع أميرة بدران، الخبيرة النفسية والاجتماعية بمركز تواصل للتدريب والاستشارات، هذا الارتفاع في معدلات الزواج إلى "الأمل الذي نبت في قلوب الشباب بسبب ثورة 25 يناير".
ولفتت "أميرة" في مقابلة مع مراسلة وكالة الأناضول للأنباء إلى أن "الزواج حركة موجودة في المجتمع تتأثر بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المحيطة".
واستطردت قائلة: "دائرة الإحباط قبل الثورة كانت متسعة جدًا مما أثر بالسلب على نفسية الشباب وبالتالي أثرت على مدى إقبالهم على الزواج"، مشيرة إلى أن "غياب الأمل في حياة أفضل كان أكبر التحديات التي عاني منها الشباب قبل الثورة، وليس سوء الأحوال الاقتصادية كما هو شائع".
وأردفت "أميرة" قائلة: "والدليل على ذلك أنه رغم عدم حدوث وفرة اقتصادية بعد الثورة بل على العكس هناك أزمات وتحديات أكبر فإن الأمل أصبح يلعب دور البطولة في نفسية الشباب فأصبح هناك متنفس وأيضا هناك ثقة في مستقبل أفضل قد تتحسن فيه الأحوال الاقتصادية بالعمل والكد، مما أدى إلى زيادة عقود الزواج وفقاً للإحصاءات الرسمية التي خرج بها الجهاز المركزي للتعئبة العامة والإحصاء قبل أيام.
وتضيف الخبيرة النفسية والاجتماعية بعدًا جديدًا إلى أن هناك ثقة من الأهل تجاه الشباب أصبحت موجودة بعد ثورة يناير، مما أدى إلى عدم مغالاة أهل العروس في المهور، والتخفف من المطالبات التي تثقل كاهل الشباب لاستكمال الزواج من أثاث وشقة وهدايا ذهبية.
من جانبه، يفسّر محمد المهدي، رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر، هذه الزيادة بقوله: "هذا أمر طبيعي، فهناك حقيقة علمية أنه في أوقات الحروب وما بعدها وأوقات الاضطرابات تزيد الرغبة في الزواج والإنجاب وكأنه نوع من المقاومة للفناء والتحدي والتمسك بالحياة".
وأضاف المهدي لمراسل الأناضول: "بعد ثورة 25 يناير زاد حدوث الانفلات الأمني والإحساس بالخطر وتهديد المجتمع وهو ما يتم مقاومته بالرغبة في الإنجاب والزواج، كما أنه عقب الثورة زاد أمل الشباب في المستقبل وزادت رغبتهم في الإقبال على الحياة".
وأوضح الجهاز المركزي للتعئبة العامة والإحصاء، في نشرته السنوية عن إحصاءات الزواج والطلاق خلال عام 2011 الصادرة، الإثنين الماضي، أن ارتفاع حالات الطلاق خلال 2011 بما نسبته 1.7% ليبلغ 151 ألفًا و933 إشهاد طلاق بزيادة قدرها 2557 إشهادًا مقارنة بعام 2010.
غير أن هذه الزيادة تبقى أقل بمقدار النصف تقريبا عن حالات الزواج المسجلة في نفس فترة المقارنة.
0 التعليقات:
Post a Comment