بعد ساعات من خطاب الرئيس المصري محمد مرسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي طالب فيه مجلس الأمن بالتصدي للأفعال التي تحض على الكراهية بعد "الإساءة" للرسول
طالب مفتي مصر بمراجعة مناهج أمريكا وأوروبا الدراسية التي تكرّس الكراهية بين الأديان.
وأضاف علي جمعة، خلال استقباله اليوم وفدا من شباب الجامعات الأمريكية في دار الإفتاء بالقاهرة، إن الهدف من مراجعة هذه المناهج هو ضرورة لتنشئة أجيال تبنى على قبول الآخر واحترامه.
وتابع: "الشباب هم أمل العالم في بناء الجسور بين الحضارات والثقافات"، مشددًا على أنه لا ينبغي أن ينعزل الشباب الأمريكي أو يتأثروا بالصور "النمطية" في الغرب عن الإسلام والمسلمين.
جاء ذلك على خلفية الفيلم "المسيء" للرسول الذي بثه موقع "يوتيوب" يوم 11 سبتمبر/أيلول الجاري، والرسوم المسيئة للرسول التي نشرتها إحدى الصحف الفرنسية قبل نحو أسبوع.
وفي اللقاء الذي جرى في إطار حملة دار الإفتاء للتعريف بالإسلام وبالرسوم محمد خاتم الأنبياء للغرب، قال المفتي إن "الحوار بين الحضارات ليس ترفًا، ولكنه ضرورة إذا ما أردنا إنهاء النزاعات التي تهدد الاستقرار العالمي".
واستطرد قائلًا: "الحوار لابد أن يتحول إلى عمل مؤسسي مستمر، ونحن نريد من شباب الولايات المتحدة الأمريكية أن يدركوا أن ما يجمع الإنسانية أكثر بكثير مما يفرق بيننا".
وفي تعريفه للدار، قال المفتي إن الدار "مؤسسة مستقلة بالرأي الشرعي منذ إنشائها عام 1895، ولم تحابِ أحدًا، سواء أكان نظامًا حاكمًا أو غيره، وهذا يرجع لعراقة ورسوخ هذه المؤسسة التي تولى الإفتاء فيها عبر تاريخها خيرة من أكابر علماء الأمة".
وفي ختام لقائه مع وفد الجامعات الأمريكية، استعرض المفتي مراحل تطور منظومة الخدمات المقدمة من دار الإفتاء للمسلمين في جميع أنحاء العالم، والأقسام الفقهية المتعددة التي يتم استحداثها لتلبية وتوضيح الرأي الشرعي الصحيح القائم على الاعتدال والوسطية.
وكان الرئيس المصري محمد مرسي دعا مجلس الأمن الدولي إلى التصدي لكل من يأتي بأفعال تحض على الكراهية.
وأضاف مرسي، في كلمة أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء: "ما وقع من تصرفات من بعض الأفراد من إساءة للرسول نرفضه ولا نقبله ونعادي من يفعله ولا نسمح لأحد أبدا أن يقول بذلك بقول أو بفعل".
واعتبر أن الإساءة للرسول تتعارض مع أبسط مبادئ الأمم المنظمة، مطالبا بالتحرك ضد هذا "التطرف" ولمواجهة "الحض على الكراهية على أساس الدين أو اللون أو العرق".
0 التعليقات:
Post a Comment