القاهرة - ( أش أ ):

قال الرئيس مرسي في حواره مع التليفزيون المصرى إن مصر ستبقى دولة مدنية دستورية ديمقراطية وفقا لما جاء بوثيقة الأزهر ، واستعرض في الحوار قرارات 12 و 18 أغسطس الماضي ، مشيرا الى أن هذه القرارات اتخذت لتصب في مصلحة البلاد ، معربا عن تقديره لتفهم من نالتهم هذه القرارات لأبعادها.

وأكد في هذا الصدد حرص جميع الأطراف على تحقيق المصلحة العليا للبلاد ، وتناول مرسي مسألة الإعلان الدستوري الذي أصدره والذي ضم بمقضاه السلطة التشريعية إليه ، والحديث عن الحياة الحزبية في مصر والسياسية بشكل عام ، وعقب على إصرار البعض ببث التخويف من تيار الإسلام السياسي بالتأكيد على أن هناك من لا يريدون أن تستقر مصر وتبدأ في تحقيق معدلات التنمية وصولا إلى نهضتها .

وأشار إلى أنه مع الوقت سيتأكد للجميع أن الاختلاف بين الآراء فيه خير لمصر شريطة أن يصب في مصلحة البلاد، وأنه لم يعد هناك داع للتخويف لأن المواطن المصري قادر على إدراك كل ما يدور حوله .

وتناول الرئيس محمد مرسى خلال حواره للتليفزيون المصري القضايا الحياتية للمواطن المصري والمشاكل التي يواجهها المواطن البسيط والتحديات التي تواجه الوضع الاقتصادي وموضوعات الحد الأدنى والأقصى للأجور.

وأوضح بالأرقام والاحصائيات المراحل الاقتصادية التي مرت بالبلاد منذ أحداث الثورة وحتى اليوم وما تتطلبه من جهد حتى تتمكن الدولة من تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار ورفع مستوى دخل الفرد وتخفيف الأعباء عن المواطنين ، موضحا أنه يتابع بشكل يومي أدق تفاصيل الشارع المصري ومعاناة الجماهير حيث إنه يضع في أولوياته القضايا الملحة والتي يتخذ من فترة الى أخرى قرارات من شأنها التخفيف عن المواطنين حتى الوصول الى حلول جذرية لتلك القضايا.

كما استعرض الرئيس مرسي الخطط القصيرة وطويلة المدى التي تضعها السلطة التنفيذية وصولا الى أعلى معدلات التنمية المرجوة، متطرقا الى مشروع النهضة الذي طرحه كبرنامج انتخابي.

واستعرض الرئيس مرسي أيضا خلال حواره مع التليفزيون المصري سياسة مصر الخارجية في إطار الأمن القومي المصري للجمهورية الثانية واستعداد مصر لعلاقات جيدة مع كل دول العالم، مؤكدا أن مصر لا تعادي أحدا وتقف على مسافة واحدة من الجميع إلا مع من يعاديها أو يحاول الإضرار مصالحها.

واهتم الرئيس بشرح نتائج زيارته الخارجية التي قام بها مؤخرا وما تمخض عنها من نتائج ينعكس مردودها على الشعب المصري ، كما تعرض سيادته إلى مشكلة دول حوض النيل والأزمة السورية ودور مصر الفعال في محاولة حلها وكذلك العلاقات المصرية الإيرانية والقضية الفلسطينية.

كما تضمن الحوار مع الرئيس مرسي الحديث عن العلاقات المصرية العربية والدولية، حيث أكد ثقته في قدرة مصر وشعبها على تحقيق ما يراه لها من مكانة وقدرة على الوصول الى مصاف الدول الصناعية في العالم.

وجه الرئيس مرسي تحية إلى كل الشعب المصري ، قائلا'' من قلبي وبكل روحي ومشاعري أتوجه بكل الحب ، بتحية إلى الشعب المصري سواء في داخل مصر أو خارج مصر، وتحية خاصة إلى أسر شهداء الثورة المصرية مع دعاء إلى الشهداء بالرحمة والمغفرة، وتحية واجبة وخاصة أيضا إلى المصابين في هذه الثورة ومنذ قيامها حتى الآن'' .

وعن شعوره وقت إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، قال الرئيس مرسي '' إن شعورى ملئ بالإحساس بالمسئولية والتحسب الشديد للمسئولية في هذه المرحلة فأنا كنت مشفقا على نفسي وراجيا الله سبحان الله وتعالى التوفيق ، ومتوجها حينئذ إلى الشعب المصري كله بدون تمييز أو تفرقة لأي سببب من الأسباب أن يكون بعد الله سبحانه وتعالى خير عون لي وأن أكون عند ظنه بهذه الثقة الكبيرة الغالية.

وأضاف قائلا : ''كنت أشعر بأن الدنيا تريد لمصر خيرا وأن السماء أرادت لها خيرا ليس بسببي ولكن لأن المصريين هبوا بوعي شديد بهذه الثورة وأختاروا لهم رئيسا بإرادتهم في جو من الديقراطية ، هذا يضع بإحساسي حينئذ وحتى الآن بالنظر إلى المستقبل يضع على عاتقي يضع على نفسي على عقلي على قلبي على روحي على حياتي كلها إحساس كبير جدا بمسئولية ضخمة جدا لا تجعلني أنام قرير العين تؤرق مضاجعي طول الوقت منذ ذلك التاريخ هذه اللحظة وحتى الآن وأنا ما أتمناه لهذا الشعب كل الخير وإن شاء الله أكون عن ظن هذا الشعب بإحساسي بتلك اللحظة وحتى الآن بهذه الكيفية ،وعن أمل الناس ورحابة نظرتهم إلى المستقبل وأحساسهم بأنه هذه ثورتهم وهذه أرضهم هذه السماء التي تظلهم هذا هو النيل هذه هي الأرض هذه هي الإرادة التي أمتلكتها والحرية التي بذلنا من أجلها كل غالي ونفيس ماذا نحن فاعلون هل سيعود ذلك بالخير علينا هذا أحساسي الناس ''.

وأوضح أنه على يقين بتفاؤل شديد وبواقع عملي حقيقي وبمعرفة ودراية بالموارد وبالإرادة وبالامكانيات وبالشعب وطبيعته وتاريخه وحاضره وأبنائه ورجاله وشبابه ونسائه ومسلميه ومسيحييه ومعرفتي بكل هذا يجعلني متفائل جداً ونحن نخطوا خطوات معاً إلى الأمام فالأهداف كبيرة والأمال عريضة والموارد كثيرة والجهد المطلوب بذله مني ومن كل هذا الشعب مجتمع مع بعضه جهد كبير جداً لدينا الإرادة والموارد ولدينا الحرية والمناخ ولدينا الحب ''.

وأضاف ''لدينا واقع مطمئن نستطيع إن شاء الله أن نحقق أهداف تأخذ بعض الوقت ونحتاج بعض الوقت وهذا الوقت لا أقوله تسويفاً ولا أقوله بعداً عن المشاكل وإنما أنا في داخل المشاكل وحاملاً لها ومقدر لقيمتها ولأمال هذا الشعب وشبابه وفرص العمل وتقليل البطالة والأمن والأستقرار والأمان والصحة والتعليم والسياحة والنيل والمياه والزراعة والصناعة والتحديث والشركات والمصانع والانتاج والقطاع العام وقطاع الأعمال والحكومة والقطاع الخاص كل هذا ونحن نتحرك معا به إلى غد أفضل إن شاء الله '' .

كما تعرض الرئيس محمد مرسي في حواره مع التليفزيون المصري للاضطرابات والوقفات الاحتجاجية التي تشهدها البلاد ، مؤكدا حق الجميع في الإدلاء والتعبير عن الرأي دون الإضرار بالمصالح العامة والخاصة، وأكد الرئيس مرسي إحساسه بدرجات معاناة المواطنين والمطالبين بحقوقهم، كما أكد أنه لن يهدأ له بال حتى تتحقق مطالبهم.

وقال مرسي '' إن العمل والإدراك على حل تلك المشكلات لن يتحقق إلا ببذل مزيد من الجهد دون تعطيل لعجلة الإنتاج'' .

وتناول الرئيس في حديثه للتليفزيون المصري ما تم إنجازه في برنامج المائة يوم حتى الآن وما سيتم خلال الفترة المقبلة دون التقيد بفترة حتى تتحقق كل تطلعات المواطن، إلا أنه أكد حرصه على سرعة الإنجاز خاصة ما يتعلق بالملفات الرئيسية في برنامجه حتى يشعر المواطن ويلمس النتائج .

وتحدث مرسي عما تبذله الحكومة من جهد على اختلاف قطاعاتها لتلبية المطالب العاجلة والسير بمحاذاة ذلك في دراسة، ووضع خطط واستراتيجيات مستقبلية .

وأكد الرئيس مرسي أن الانتخابات التي جرت في مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير اتسمت بالنزاهة والمصداقية والشفافية.

واتسم حديث الرئيس مرسي مع التليفزيون المصري بالصراحة والشفافية والوضوح والمباشرة والبساطة رغم ما تضمنه من أرقام وإحصائيات وتفاصيل ، وتضمن الحوار سردا لمواقف وأحداث هامة بطريقة مباشرة أكدت إحاطة ومتابعة الرئيس لكافة المجريات على الساحة الداخلية والخارجية أولا بأول.

وعن ثمن التغيير بعد وأثناء الثورة ، قال الرئيس مرسي :إن الشعب المصري شارك في الثورة كله ويوم 11 فبراير 2011 يوم الجمعة كان في شوارع مصر وميادنها في ميدان التحرير وكل ميادين الحرية في مصر بالكامل الاحصائيات قالت والواقع ما يقرب من 20 مليون مصري هذا أمر غير مسبوق في التاريخ كله هذا أمر عظيم.

وأضاف ''أنا قلت وأكرر وأؤكد أنه لا يوجد بيت في مصر على الإطلاق لم يكن منه على الأقل أحد أبناءه كبير أو صغير شاب أو رجل أو إمرأة على الاختلاف أو التنوع مشاركاً في هذه الثورة هذا الشعب الذي قام بهذه الثورة ولم يجرح أحد ولم يعتدي فيه على ملكية خاصة ولا عامة ورعي الجميع الجميع ولم يكن أحد قائد بمفرده أو مجموعة أو جماعة أو حزب أو غيرة ولكن وإنما كانت الأهداف وعناوين الأمل هي التي تقود هذه الثورة هؤلاء بهذه العزيمة وبهذه الروح وبهذه الإرادة وما حققوه بعد ذلك حتى الآن كان منهم شهداء سقط منهم رجال ونساء وأريقت دماء بعضهم هذه دماء زكية غالية هذه كانت وقود حقيقي لاستمرار الثورة وكانت وقود حقيقي لكل خطوات تلت بعد ذلك من أجل الانتقال السلمي من حالة الديكتاتورية والفراغ السياسي والجبروت والظلم والتزييف ، وتزييف الوعي والإرادة والتزوير والديكتاتورية المقيتة وإهدار الموارد والفساد ،و الانتقال بكل هذا إلى حالة جديدة مضي ما يقرب من 20 شهر تقريبا وخلال 20 شهر شهدت أحداث كثيرة جدا.

وأشار إلى أن هذا الثمن من الشهداء والمصابين وكل من خرج من 20 مليون كان من الممكن أن يكون شهيدا وكل من خرج إلى الشوارع يعلي قيمة الحرية ويطالب بالحقوق وإعلاء قيمة الإرادة الشعبية كان ممكن أن يكون شهيدا لم يكن أحد يعرف من أين يأتي الرصاص أو القتل (الحمد لله أن العدد على قيمته الكبيرة محدود).

وأضاف ''هذه ثورة سلمية دفع هؤلاء هذا الشعب دفع ثمن باهظا قبل الثورة دفع المعانة النفسية ، التهميش السايسي، الظلم ، الإحساس بالقهر وتدني الخدمات، التعليم، الصحة، الفساد، الرشوة، المحسوبية- مجموع العائلات التي لم تتعدى 32 عائلة التي كانت تهدر كل الموارد وتسيطر عليها وتستنزفها وتفسد 500 واحد من الذين عاثوا في الأرض المصرية فسادا هذا شعور كان يعيشه المواطن المصري المعاناة اليومية الأسعار الحارقة الدخول المتدنية هذا الفساد الذي كان موجود ، هذا ثمن كبير دفعه المصريون جميعا ،وكلنا دفعناه سنوات طويلة جدا من 30:40 سنة.

وتابع قائلا ''هي ممتدة وتتراكم ويزداد الحال سوءا يوم بعد يوم كانت القشة التي قسمت ظهر البعير الانتخابات المزورة 2010 (انتخابات مجلس الشعب) وكان للقضاء دور عظيم في إظهار هذا التزوير الذي وقع وكان للقضاه دور عظيم في التصدي لهذا التزوير ، ولكن الطغيان كان عاليا جدا والقهر والظلم ووقع قضاة ضحيتة لذلك ايضا وتحركت القوة الشعبية حين إذا كانت هذه كلها مقدمات للثورة كان هذا هو المخزون الاستراتيجي للغضب الشعبي الذي أدى إلى الثورة العظيمة (ثورة 25 يناير) هذا شارك فيه الجميع وعانى منه الكل ليس فصيل بعينه وحده وليس حزب وحده ولا فرد وحده .

وقال الرئيس مرسى ''إن الشعب المصرى الذي حقق حريته وامتلك إرادته بيده الذى شارك في انتخابات مجلسي الشعب والشورى ما يقرب من 40 مليون وهذا الشعب الذى تحرك في انتخابات الرئاسة وشارك باكثر من 25 مليون منه في الإنتخابات ، هذا الشعب الذى وعى وأدرك وقرر لا يمكن أن يقول من الأفضل أن أعود لما كان مقابل أن أغلق بابى عليا ،فهذا ترويج لمفهوم خاطئ في محاولة لتزوير وعي المرحلة ،و لكن الناس يريدون استقرار حقيقي وأمن حقيقي والناس يحتاجون الى من يطمئنهم وما يطمئنهم ونحن نبذل كل الجهد والخطوات الجادة نحو إعادة مكونات الأمن وعناصره إلى حالها وليس الإعادة إلى ما كانت عليه ولكن الإعادة بمفهوم القيام بالواجب الكامل ، وقد قطعنا في ذلك خطوات كثيرة ، والأمن اليوم يختلف عن الأمن منذ شهور ، فقد صار أمنا حريصا على منع الجريمة قبل وقوعها- التدخل لفض الاشتباكات ، والمحافظة على الناس وحرية الرأي .

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -