سلطت إذاعة "فويس أوف أميركا" الضوء على غارات طائرات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، واصفة إياها بأنها "تدكّ" محافظة صعدة شمال غرب اليمن اليوم السبت، في حين استهدفت الغارات الجوية الأخرى مطار صنعاء الدولي في اليوم الـ45 من القتال ضد المتمردين الحوثيين.
جاء ذلك عقب تحديد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية يوم 12 مايو الجاري موعدا لبدء هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام في اليمن، حيث يشن التحالف حملة جوية ضد تقدم الحوثيين، وهو الصراع الذي جعل آلاف اليمنيين في أشد الحاجة إلى الإمدادات الأساسية.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن الخطة في مؤتمر صحفي عقد في باريس أمس الجمعة، بحيث تدخل الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ يوم الخميس المقبل في تمام الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت اليمن.
وحث كيري الكيانات التي تدعم الحوثيين على تشجيعهم لقبول الهدنة، إذ يتحالف المتمردون الشيعة مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ويُعتقد أنهم مدعومون من إيران.
شروط وقف إطلاق النار
قال كيري إن شروط وقف إطلاق النار واضحة جدا، موضحا: "لا تطلقوا النار، ولا تحاولوا إعادة السيطرة على المناطق واستغلال الموقف، إنها هدنة إنسانية، ويجب التعامل معها وفقا لذلك".
وأشار أيضا إلى أن قوات التحالف الذي تقوده السعودية سيقدم تنازلات عن المخالفات الطفيفة خلال الهدنة، مؤكدا: "لن يكسر التحالف الهدنة بسبب بعض الأخطاء أو المخالفات البسيطة"، غير أنه لا يمكن التسامح مع المحاولات "الجريئة والكبيرة والواضحة" للهجوم على الأشخاص.
وجاء الإعلان عن الخطة في نفس اليوم الذي أوردت فيه وسائل الإعلام السعودية تقارير تفيد بأن قوات التحالف أعطت سكان صعدة – الواقعة بالقرب من الحدود السعودية – مهلة لمغادرة المنطقة قبل حلول الظلام، وذلك عقب الإعلان بأن معاقل المتمردين الحوثيين "أهداف عسكرية".
وقال الجبير إن هذه الخطوة تأتي ردا على العدون العابر للحدود، متهما الحوثيين بمهاجمة وقتل المدنيين في المملكة العربية السعودية.
وتابع: "هذا شيء لن نتسامح معه، إنه تصعيد خطير من جانب الحوثيين يستوجب الرد عليه".
دبلوماسية الخليج
في وقت سابق أمس الجمعة، التقى كيري وزراء خارجية الدول الست في مجلس التعاون الخليجي لوضع حجر الأساس لقمة تعقد الأسبوع المقبل في واشنطن.
وضمت هذه المجموعة المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر والكويت.
وذكر كيري إنهم ناقشوا القضايا المتعلقة بالمفاوضات النووية الإيرانية والتحديات الأمنية الإقليمية.
وأعربت بعض الدول الخليجية عن قلقها إزاء ما تعتبره اتساع النفوذ الإيراني في المنطقة، متساءلة إذا ما كان الاتفاق النووي مع طهران سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار، لاسيما في ظل دعم إيران الحوثيين في اليمن.
وخرج أكثر من ألف شخص إلى شوارع طهران أمس الجمعة للتنديد بالضربات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن، مرددين شعارات بعضها كان معاديا للولايات المتحدة أيضا.
وعاد كيري في نهاية المطاف إلى واشنطن، مختتما بذلك أسبوع من الزيارات الخارجية التي شملت أيضا سريلانكا وإفريقيا.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment