يخطئ من يتصور أن إصابة الثورة بفيروس الفلول بدأت مع انفجار الغضب على الإعلان الدستورى الذى أصدره رئيس الجمهورية فى 21 نوفمبر الماضى ورفضه الجميع كونه يمنح الرئيس سلطات مطلقة.
فالحاصل أن خارطة التحالفات تبدلت قبل ذلك بكثير، وكانت بداية المأساة فى الأسبوع الأخير من سبتمبر الماضى حين أقدم عدد من الرموز السياسية، الثورية ومنتحلة صفة الثورية، على تكوين تحالف يقصى رجلا بحجم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.. ذلك كان مستصغر الشرر الذى صار نارا أمسكت بالثورة كقيم ومبادئ محترمة، حتى وجدنا من لا يخفى استدعاءه لقوى مضادة للثورة فى هوجة الحشد ضد الرئيس وإعلانه، والاستفتاء على الدستور.
وأذكر أنه فى 26 سبتمبر الماضى نبهت لخطورة هذا المسلك تحت عنوان «عملية إقصاء عبدالمنعم أبوالفتوح» وقلت بالحرف: «بكل المقاييس لا يمكن تصور أن يتداعى عدد من الرموز الوطنية للنظر فى المأزق الذى تمر به مصر فى وضع دستورها، ويمارسون الإقصاء والإبعاد ضد رجل بقيمة عبدالمنعم أبوالفتوح».
وكان ذلك تعليقا على أنباء متداولة عن لقاء ثلاثى بين البرادعى وصباحى وعمرو موسى.
وقبل ذلك بأيام معدودات كتبت نريد «معارضة لا مكايدة.. تحالفات لا بوتيكات» وفصلت بالقول إنه مصلحة مصر والمصريين أن تكون هناك جبهة قومية عريضة تشكل بديلا محترما لتجربة الحكم الحالية، عبر صناديق الانتخاب.. ولكى يكون هذا البديل جديرا بتولى مقاليد البلاد لابد أن ينشأ على أرض تربة صلبة مكوناتها هى أهداف ومطالب الشعب المصرى كما تبلورت فى ثورة ٢٥ يناير.
ولكى يتحقق ذلك يجب أن تبنى هذه الجبهة بمنطق المعارضة وليس المكايدة، بمعنى أن يكون لديها المشروع السياسى البديل، القائم على برنامج قادر على إقناع جمهور المصريين بأن حياتهم ستكون أفضل فى حالة وصولها للحكم، وهذا يتطلب أن تخرج المعارضة من حالة «النقد للنقد» إلى حالة «النقد لفرض البديل» شريطة أن يكون الإطار الجامع لأطياف وأطراف هذه الجبهة هو مبادئ وقيم ثورة يناير.. بمعنى أنه لا يكفى للدخول فيها أن تكون فقط رافضا لجماعة الإخوان المسلمين، فيما أنت حتى وقت قليل مضى كنت منتميا قلبا وقالبا لتيارات تنبع وتصب فى أرض النظام الذى قامت الثورة لإسقاطه.
وعلى ذلك لو أقيمت التحالفات فقط على أساس مناوأة ومكايدة الإخوان، فإن كل هذا الجهد المبذول سيصب فى مصلحة الإخوان بالتأكيد، وسنكون بصدد إعادة إنتاج للوضعية التاريخية والسياسية التى حشرت جماهير الثورة المصرية بين خيارى (مرسى شفيق) أو ثنائية (الإخوان الفلول).
وأذكر أنه بعدها تلقيت اتصالا كريما من الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أكد فيه أنه مستعد للدخول فى عملية تنسيق مع كل رموز الثورة لتدارك هذا المأزق الذى يهدد مصر، وبعدها شرفت بلقاء مع الدكتور البرادعى بمنزله فى حضور الدكتور عبدالجليل مصطفى وكبار قيادات الهيئة الاستشارية لحزب الدستور، حيث كررت التنبيه لخطورة الانزلاق إلى حالة استقطاب عنيفة لا تضع فى اعتبارها الثورة معيارا وحيدا للتحالفات والجبهات.
وهل الاخوان رجز من عمل الشيطان حتي تساويه بالفلول او تضعهم معه في كفه واحده ؟؟؟!!! اليس ابوالفتوح اصلا تربيه الاخوان وعضو بمكتب ارشاد الجماعه 18 عاما؟؟!!!
ReplyDeleteعجيبه ديموقراطيتكم هذه!!!