حين يتحول الخلاف بين الأحزاب والقوى السياسية إلى معارك تكسير عظام وحروب إلغاء متبادلة، وتلصَق الاتهامات الجزافية بممارسى السياسة، تنهار الشراكة الوطنية والصالح العام وسيادة القانون فى الدولة والمجتمع.
ومصر اليوم، وبجانب أزمات خطيرة أخرى، تشهد الكثير من تكسير العظام وحروب الإلغاء والاتهامات هذه.
حين يفقد ممارسو السياسة القدرة على التواصل والحوار والتفاوض وبناء التوافق فى إطار الالتزامات المبدئية والاحترام المتبادل ويوظفون طاقاتهم فقط للتنكيل بالمنافسين واغتيالهم معنوياً، تستحيل الحياة السياسية إلى مساحة عاجزة وظالمة وفاسدة وينزَع عنها كل ارتباط إيجابى بالصالح العام وهموم المواطنات والمواطنين.
ومصر اليوم، وبجانب أزمات خطيرة أخرى، بها حياة سياسية بلا حوار جاد أو تفاوض يفضى للتوافق، أو مقاربات موضوعية تطرح على المجتمع حلولا حقيقية.
حين تتعاطى دوائر مختلفة فى الرأى العام، مدفوعة بمواقف الأحزاب والقوى السياسية وحروب الإلغاء المتبادلة بينها، مع السياسة كمعادلة صفرية بها فوز كامل وخسارة كاملة وصواب كامل وخطيئة كاملة، يجرد المجتمع من القدرة على مناقشة أهم ما فى السياسة ومصدر الكثير من اختياراتها الرشيدة، التفاصيل.
ومصر اليوم، وبجانب أزمات خطيرة أخرى، تتسع بها الدوائر الإعلامية والقطاعات الشعبية التى لا ترى فى السياسة إلا المعادلات الصفرية واختيارات الأبيض والأسود غير العقلانية وغير العادلة.
حين يتَّهم ممارسون للسياسة بالتحريض على العنف أو بالعمل على قلب نظام الحكم أو يتَّهمون فى نزاهتهم المالية واستقامتهم الشخصية، وكل هذا دون دليل وبجزافية فاضحة، ولا يرفَض ذلك من قبل من يختلف معهم لدواعى الصراع السياسى والمنافسة الحزبية، يطغى على السياسة أسوأ ما فيها والسبب النهائى لفك الارتباط بينها وبين الصالح العام، غياب الأخلاق.
ومصر اليوم، وبجانب أزمات خطيرة أخرى، تتواتر بها الاتهامات الجزافية للسياسيين ويخيم عليها صمت منافسيهم، علّ التنكيل والاغتيال المعنوى يحدان من بعض صعوبات إدارة العلاقة بين الحكم والمعارضة أو يقللان عبر استبعاد المنافسين من احتمالات الخسارة فى الانتخابات حين تأتى.
وحصيلة كل هذا هى أزمات بلا حلول وحوارات غير جادة ومبادرات للتفاوض (المائدة المستديرة) تفشل قبل أن تبدأ.
0 التعليقات:
Post a Comment