الاهرام

جدد محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، موقف مصر تجاه الأزمة السورية منذ اندلاعها في مارس 2011 ، مؤكدًا رفضه واستغرابه للتقارير التي تنشرها بعض وسائل الإعلام من آن لآخر حول حدوث تغير في الموقف المصري تجاه الأزمة السورية.

ويشارك الوزير في اجتماع الدول الرئيسية الداعمة للمعارضة السورية المقرر عقده بعمان يوم الأربعاء المقبل، بمشاركة وزراء خارجية الأردن والسعودية وقطر والإمارات وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، والذي يأتي في إطار الجهود الجارية للتوصل إلى حل لإنهاء الصراع الدموي بسوريا والإعداد للمؤتمر الدولي المقرر عقده بالأسابيع المقبلة لتحقيق هذا الهدف.

ولفت البيان إلى ما وصفته وزارة الخارجية بالحقائق وهي نصًا فيما يلي:

١- أن مصر قد وقفت ومنذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة السورية إلى جانب الشعب السوري ودعت إلى الاستجابة لتطلعاته المشروعة في التغيير والديمقراطية عبر عملية سياسية تفضي إلى نقل السلطة في سوريا بشكل آمن ومنضبط يحفظ لسوريا وحدتها الإقليمية ووحدة نسيجها المجتمعي ويحافظ علي مؤسساتها الوطنية، مع ضمان خروج بشار الأسد ودائرته المقربة من معادلة الحكم بسوريا.

وأعرب الرئيس محمد مرسي في أكثر من مناسبة، آخرها في القمة المصرية/البرازيلية ببرازيليا يوم ٨ مايو ٢٠١٣، عن تأييده الكامل للشعب السوري، ودعا الرئيس النظام السوري الي الاستماع لصوت العقل والاستجابة لمطالب شعبه وتطلعاته المشروعة نحو الحرية والكرامة والعدالة. كما أكدت مصر ولا تزال أنه لا مكان في سوريا الجديدة لأي من القيادات التي تلوثت أياديها بدماء الشعب السوري وعلى رأسهم بشار الأسد.

٢- أن مصر أوضحت في أكثر من مناسبة أن الأسلوب الأمثل لتجنيب هذا البلد الشقيق مخاطر الاحتراب الداخلي والتقسيم ويضمن العيش المشترك لكافة أطياف الشعب السوري هو الاستجابة لجهود جامعة الدول العربية وغيرها من الجهات المعنية بالشأن السوري الرامية لإطلاق عملية تفاوضية بين المعارضة السورية وممثلين عن النظام ممن لم تتلوث أيديهم بدماء الشعب السوري لإطلاق مرحلة انتقالية تفضي إلى حكومة كاملة الصلاحيات تؤسس لسوريا الجديدة التي ينشدها السوريون.

٣- أن الجهود المصرية مستمرة للتوصل إلى الحل المنشود الذي يستجيب لإرادة الشعب السوري، حيث شاركت مصر بفعالية في اجتماعات الجامعة العربية واجتماعات مجموعة أصدقاء الشعب السوري و انخرطت في جهود مجموعة الدول الرئيسية الداعمة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وكانت مصر جزءاً من التوافق الذي تم التوصل اليه في الاجتماع الذي عقد في أبي ظبي بتاريخ ١٣ مايو ٢٠١٣ بمشاركة خمس دول عربية وتركيا، كما تستضيف مصر مقر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في القاهرة. ولم تتوقف مصر عن ممارسة جهودها مع كل الاطراف ذات التأثير في الازمة السورية للتجاوب مع الطرح المصري وحث النظام السوري على الاستجابة لصوت العقل والتعاطي مع الجهود الرامية لتأمين نقل آمن ومنضبط للسلطة في سوريا.

٤- في نفس الوقت، تواصلت مصر وبشكل مكثف مع كافة أطياف المعارضة السورية لحثها علي توحيد رؤيتها والاتفاق على موقف تفاوضي موحد بما يحقق تطلعات الشعب السوري. وتعتزم مصر تكثيف تلك الجهود في الأيام المقبلة.

٥- ولتعزيز المساعي المبذولة للتوصل إلى الحل السياسي المنشود، طرحت مصر مبادرة إقليمية لحلحلة الأزمة السورية عبر تفعيل آلية إقليمية تضم، بالاضافة للقوى الإقليمية الفاعلة، كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والمبعوث الأممي/العربي المشترك لسوريا، لإطلاق عملية تفاوضية جادة تضم ممثلي المعارضة السورية وممثلين عن النظام السورى ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السورى ومقبولين للمعارضة ولديهم صلاحيات تفاوضية كاملة، تنتهي إلى تشكيل حكومة سورية كاملة الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية، بما يضمن وحدة الأراضي السورية ويحفظ للشعب السوري ترابط نسيجه المجتمعي بجميع أطيافه بدون إبعاد أو إقصاء.

٦- رحبت مصر بالتفاهم الروسي الامريكي الأخير بعقد مؤتمر دولي للتوصل الي حل ينهي النزاع السوري، وتأتي اتصالاتها مع جميع الأطراف الفاعلة، ومنها إيران وروسيا، في سياق تأمين تأييدها للحل المنشود ووضع حد للمأساة السورية وتحقيق تطلعات الشعب السوري المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة.

وفي ختام بيانه أكد وزير الخارجية على أن "ما يقوم به النظام السوري من قتل ودمار وتشريد يدمي قلب كل مصري"، مشيراً الى أن مصر تستضيف حالياً علي أراضيها عشرات الآلاف من الأخوة والأخوات السوريين الذين لا تتعامل معهم كلاجئين بل ضيوف يعيشون بين أهلهم ويفتح لهم المصريون جميعاً قلوبهم قبل بيوتهم حتى تتحقق آمالهم في العيش في سوريا المستقبل متمتعين بحقوقهم المشروعة في الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -