ما حدث فى مصر خلال الأيام الماضية من حرق مقار للإخوان المسلمين أو لحزب الحرية والعدالة ومقتل أكثر من خمسة أشخاص فى الدقهلية والشرقية والإسكندرية بالرصاص الحى، فقتيل الإسكندرية المصرى يوم الجمعة الماضى قتل حسب تصريح مدير أمن الإسكندرية بطلق نارى فى الرأس بينما القتيل الأمريكى قتل بطعن نافذ فى الصدر حينما كان يصور حرق مقر الإخوان المسلمين فى منطقة سيدى جابر كذلك قتلى المنصورة والشرقية قتلوا بالرصاص والخرطوش كما أصيب المئات جراء هذه الجرائم التى من المؤكد أن الذين ارتكبوها ليسوا من الثوار على الإطلاق، فالثوار لا يقتلون المواطنين ولا يهاجمون مقرات الأحزاب ليحرقوها ويخربوها ويهاجموا من فيها، ولا يهاجمون المستشفيات التى لجأ إليها الجرحى ليرعبوا الأطباء والاطقم الطبية والجرحى المصابين الممددين على الأسرة وهذا ما حدث فى بعض المستشفيات فى المنصورة، الثوار لا يمنعون سيارات الإطفاء من أن تقوم بإطفاء الحرائق التى أشعلوها فى المقرات الحزبية التى تقع فى عمارات سكنية ومن الممكن أن تمتد النيران إلى باقى المبنى والمبانى المجاورة ومن ثم يتم حرق مصر كما يريدون وهذا ما حدث فى الإسكندرية، الثوار لا يهاجمون أقسام الشرطة بالأسلحة كما حدث من محاولات اقتحام أكثر من قسم شرطة من قبل البلطجية خلال الأيام الماضية، والثوار لا يقومون بتصنيع ملابس الشرطة والجيش من أجل استخدامها فى عمليات إرهابية ضد المواطنين حيث ضبطت خلال الأيام الماضية عدة مصانع تقوم بتصنيع ملابس الشرطة وبعضها يصنع ملابس للجيش كما ضبطت كميات كبيرة فى بيوت تجار وبلطجية، والثوار لا يعتلون الأسوار الأسمنتية التى نصبت أمام قصر الاتحادية ويرفعوا الملابس الداخلية ويكتبون عليها عبارات قبيحة مثلهم، والثوار لا يحملون أسلحة يطلقوا منها الرصاص على المصريين المتظاهرين السلميين أو يقومون بسحلهم كما حدث فى الإسكندرية، والثوار لا يروجون الأكاذيب وينشرون الفوضى ويتجاوزون على حقوق الآخرين، إن ما يحدث فى مصر لا يخدم إلا أعداءها ولا يشارك مصرى عاقل فى الاعتداء على أخ له مهما كان خلافه السياسى معه، من ثم إطلاق يد البلطجية ليتصدروا المشهد القائم فى مصر وينشروا الفوضى ويقتلوا الأبرياء ويحرقوا المقار وينهبوا الممتلكات تحت مسمى الثورة هذا عبث يجب أن يقف كل مصرى مخلص ومحب لبلاده أمامه، إن ما يجرى فى مصر الآن هو لعب وعبث ومقامرة رخيصة من فلول النظام السابق وأيدٍ خارجية تشاركها أيدٍ مصرية عابثة بمصير البلاد، وما يحزننى أن بعض من كان ينظر إليهم على أنهم من عقلاء الناس يتصدرون مشهد الفوضى مروجين لأعمال البلطجة ومشرعين لها، حيث أعماهم الخلاف السياسى والكراهية للإخوان عن التفكير فى مصير البلاد وما يمكن أن يؤدى إليه هذا المشهد المحزن الذى انتشر كالنار فى الهشيم ممهدا لمظاهرات الثلاثين من يونيو، بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء يمهدون لحرق مصر، لا سيما وأنه لم ينكر أحد من السياسيين المعارضين للإخوان المسلمين الجرائم التى ترتكب باسم الثورة الجديدة، ولا أعمال البلطجة المدعومة من قوى داخلية وخارجية تقتل وتحرق وتسرق وتنهب تحت غطاء الثورة الجديدة، بل إن أحد هؤلاء قال سنقتحم قصر الاتحادية ونقبض على الرئيس ونحاكمه، وإذا كنت أتعجب من هؤلاء فإنى أتعجب أكثر من ضياع هيبة الدولة وضعف الحاكم إزاء ما يجرى وبطئه الشديد القاتل حيث يجرى كل شىء بوضوع على الملأ والكل ينتظر إحراق البلاد حتى تكتمل ثورة البلطجية.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 التعليقات:
Post a Comment