السبب الأول لمشاركتى السلمية فى فعاليات ٣٠ يونيو كمواطن له حق أصيل لا ينازَع فى التعبير العلنى عن الرأى يتمثل فى العمل على إنهاء الرئاسة الفاشلة للدكتور محمد مرسى التى عمّقت خلال عام كامل من انقسامات وصراعات المجتمع، واتسمت باستبداد صريح وبانعدام الكفاءة ولم تتجاوز أبداً حدود جماعة الإخوان وحلفائها لكى تصبح رئاسة لكل المصريات والمصريين. مصر تستحق رئاسة منتخبة أفضل بكثير، وكلفة استمرار الرئاسة الفاشلة الحالية هى انهيار الدولة وتفكك المجتمع.
السبب الثانى هو قناعتى بضرورة وقف كافة انتهاكات حقوق الإنسان التى تكررت خلال عام رئاسة الدكتور مرسى الأول وتكرر بصددها الإفلات من العقاب واستمر غياب إصلاح الأجهزة الأمنية. أشارك لكى تنتهى ممارسات السحل والتعذيب والقبض الانتقائى، لكى يختفى التعقب الانتقائى لمواطنات ومواطنين جريمتهم هى معارضة الرئيس المنتخب ورفض سياساته والتعبير عن رأيهم بصورة علنية.
السبب الثالث هو رفضى لجر مصر إلى موجات إضافية من الشحن الطائفى والمذهبى ومقولات التكفير الزائفة فى ظل رئاسة، منتخبة نعم إلا أنها قبلت بتكفير معارضيها وساومت بأوراق الطائفية والمذهبية لإحداث المزيد من الانقسام فى المجتمع وخالفت بهذا كافة القيم الديمقراطية. أشارك بسلمية لكى لا يتكرر تكفير المعارضين فى حضور رئيس الجمهورية المنتخب، لكى لا يتكرر القتل على المذهب كما حدث فى أبوالنمرس، لكى لا يتكرر الإفلات من العقاب بعد الاعتداء على دور عبادة الأقباط أو أن يتهمهم الرئيس «بالخشية من كل ما هو إسلامى». مصر تستحق أفضل من هذا بكثير، تستحق رئاسة تؤمن بمواطنة الحقوق المتساوية وتحترمها.
السبب الرابع هو رغبتى فى المقاومة الديمقراطية لتغول رئاسة فاشلة ورئيس يتصرف كديكتاتور صغير يضع نفسه فوق كافة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ويعبث باستقلال الأخيرة، وينصب نفسه حكماً على المجتمع الذى يراه خارج حدود الجماعة وحلفائها يتآمر ضده لإفشاله، ويهدد فى خطب علنية مواطنات ومواطنين بعينهم ويفتح أبواب الدولة والمجتمع على مصراعيها لشخصنة الخلافات ولهيمنة الصراعات الثأرية.
أما السبب الخامس فهو تصميمى على الإسهام الفعال فى تجنب وقوع فعاليات ٣٠ يونيو فى محظورات ستباعد حتماً بينها وبين الجوهر الديمقراطى إن حدثت. محظور أول يتمثل فى التخلى عن السلمية أو قبول العنف والتورط من ثم فى دوائر العنف والعنف المضاد. محظور ثانٍ هو مقابلة فاشية اليمين الدينى الذى يكفّر معارضى الرئيس وجماعة الإخوان بفاشية مضادة تريد إقصاء الإخوان واليمين الدينى من المجتمع وتبرر الاعتداء على منشآتهم وربما تقع فى جرم أن تستحل دماء مناصريهم. محظور ثالث يتعين تجنب الوقوع فى شركه ومقاومته؛ هو المساومة على المطالبة الديمقراطية بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بنزوع غير ديمقراطى وخطير لاستدعاء الجيش مجدداً إلى الحياة السياسية. ومحظور رابع هو الانقلاب على الإرادة الشعبية التى أقرت دستور ٢٠١٢ بتعطيله دون استفتاء شعبى جديد وإدخال البلاد فى مرحلة انتقالية غائمة المعالم، علماً بأننى ممن يرون تشوه هذا الدستور ويطالبون ومنذ أشهر بتغييره.
التزام السلمية ضرورة حياة لفعاليات ٣٠ يونيو. عصمة كل الدم المصرى دون تصنيفات فاشية لهذا الدم (دم إخوانى ودم آخر) مسئولية وجودية للدفاع عن الوطن. رفض كافة أشكال العنف وكافة أشكال المساومة على الديمقراطية هو السبيل الوحيد للتغيير الإيجابى. الانتصار لحق اليمين الدينى فى المشاركة فى الدولة والمجتمع فى إطار التزام بسيادة القانون وتداول السلطة والتعددية والإرادة الشعبية وقاعدة اعتراف الكل بالكل وكف الإخوان وحلفائهم عن محاولة احتكار السياسة يفعّل مبادئ ديمقراطية لا ينبغى الابتعاد عنها ولو قيد أنملة.
0 التعليقات:
Post a Comment