وصف الكاتب الصحفي "وائل قنديل" حال مصر اليوم بعد دعوة الفريق "السيسي" المصريين لتفويضه، والنزول إلي الميدان، بقوله إن مصر عقب ذلك أصبحت تواجه "أعنف اختبار للأخلاق والإنسانية والقيم الثورية التى تجلت فى يناير ٢٠١١ وما تلاه"؛ حيث انتقد في مقاله اليوم الجمعة 26 يوليو في جريدة الشروق، تقسيم السيسي للمصريين بأن منهم "مواطنون شرفاء" وهم من سيعملون علي النزول لتفويضه، لأن النتيجة أن يكون بقية الشعب:" غير الشريف وغير الأمين، عدو الوطن، المنبوذ"، وهو ما يمثل في طيه حالة تقسيم واضحة للنسيج الشعبي علي أسس لا يحددها إلا:"المسافة من القائد العسكرى".

وأضاف قنديل في مقاله الذي جاء تحت عنوان:" دعوة رسمية للانتحار الجماعى"، أن الوضع في مصر يشي بكل صراحة بأن السيسي هو من يتحكم في البلاد، مؤكدا علي ذلك بقوله:" إننا أمام وضع شديد الوضوح ينطق بأن مصر بكل ما فيها، من رئيس معين ومجلس وزراء معين ونخبة وشارع، رهن الإرادة العسكرية، إذ لا معنى لما ورد فى الخطاب على هذا النحو إلا أنه صاحب السلطات وساحبها ومصدرها، وموزعها ومعطيها"، ومن ذلك يستنتج "قنديل" أن:" مشهد الثلاثين من يونيو وما قبله وما بعده كان صناعة رسمية بامتياز".

ويختتم "قنديل" مقاله بضرورة تحكيم المواطن لعقله وضميره وفطرته الإنسانية، ليرفض هذا التقسيم الواضح للشعب، وكل ما من شأنه أن يستدرجه إلي أتون لا يعرف مداه، قائلا: "وفى ظروف كهذه ليس مطلوبا من كل مواطن مصرى سوى الاعتصام بضميره وفطرته الإنسانية السوية قبل أن يتخذ قرارا بشأن هذه الدعوة إلى الجحيم ويسأل نفسه: هل من الوطنية والإنسانية فى شىء أن تُساق إلى مقتلة خصمك فيها هو ابن عمك أو جارك أو زميل سابق فى الدراسة أو العمل؟".

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -