عزيزى القارئ المحترم، هل تعرف كوبرى 15 مايو؟ أيوه.. الذى يمر فوق شارع 26 يوليو فى الزمالك، عارفه؟ ممتاز، هل تعرف ما الذى حدث فى 15 مايو؟

ظنى أن الغالبية لا تعرف، وخلاصة ما حدث لمن لا يعرف:

«تولى الرئيس أنور السادات مهام الرئاسة عام 1970 وفى 15 مايو 1971 قام بحركة تصحيحية للقضاء على نفوذ رجال عبدالناصر.

من أبرز الشخصيات التى أبعدت من السلطة نائب رئيس الجمهورية على صبرى، وزير الداخلية شعراوى جمعة، وزير الإعلام محمد فائق، وسامى شرف سكرتير الرئيس.

استعان السادات باللواء الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى وقتها».

بإمكانك أيضا مراجعة فيلم «أيام السادات» للفنان الراحل أحمد زكى رحمه الله.

حاول السادات تسمية ما حدث ثورة، ولكن (طلعت واسعة)، وكان هدفه من ذلك أن يحظى بشرعية جديدة، وأن يتجاوز شرعية يوليو، وأن يصبح زعيما جديدا بشرعية له هو.

ولأنه لا أحد يتعظ من أحداث التاريخ، ولأننا أمة لا تقرأ، تمر مصر الآن بحدث مشابه، فترى الإعلام الحكومى يحاول أن ينفخ فى ما حدث يوم 30 يونيو، وأن يسميه ثورة، والهدف من ذلك هو الانقلاب على ثورة يناير، وحرمان الناس من مكتسباتهم، وهو هدف من المستحيل تحقيقه.

من أكثر ما يساعد على إظهار تهافت فكرة (ثورة 30 يونيو) أن المتصدرين للترويج لهذا الأمر أناس يجمع بينهم عدة أمور، فهم إما (فلول رسمى)، بعضهم كان تابعا ذليلا لمبارك، أو ابنه، أو امرأته، أو لأحد وزراء المجموعة الاقتصادية (اياها).

أو أنهم أناس بلا تاريخ، مثل بعض الذين يظهرون كضيوف فى الفضائيات، ويتم تلميعهم وكأن الواحد منهم فيلسوف زمانه، وهو لا يكاد يحسن نطق جملة عربية.

أو أنهم أناس لهم تاريخ، ولكنه تاريخ غير مشرف، مثل ضباط أمن الدولة السابقين ومخبريهم الذين ابتلانا بهم زمن الرويبضة.

لست قلقا من مصير بالونة 30 يونيو، فالبالونات لها مصيران، إما (تفرقع)، وإما (تفسى).

وكما بقى (كوبرى 15 مايو) كدليل وحيد على أن شيئا ما حدث فى هذا اليوم، سنرى قريبا شيئا ما يسمى (30 يونيو)، وسيبقى عبرة تدل على أن الثورات لا تأتى بقرارات فوقية، بل بدماء الشهداء.

كان يوم الثلاثين من يونيو جسرا للثالث من يوليو، لذلك أقترح أن نرى (كوبرى 30 يونيو)، فهذا أوقع، وأكثر تعبيرا عن حقيقة اليوم.

سيسألنى بعض القراء «ماذا تسمى ما حدث فى ثلاثين يونيو إذن؟»

والإجابة واضحة: أسميه موجة ثورية من موجات ثورة يناير العظيمة، وقد تحولت هذه الموجة إلى انقلاب عسكرى كامل متكامل بسبب الدماء والإجراءات الاستثنائية، وبدلا من إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، رأينا قانون الطوارئ وشممنا رائحة الدماء فى الشوارع.

لقد استغل المجلس العسكرى الأول ما حدث فى يناير 2011، وقاومناه، واستغل الإخوان ما حدث فى محمد محمود، وقاومناه، وسوف نقاوم كل من يحاول استغلال إنجاز الناس فى 30 يونيو.

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين...



6 التعليقات:

  1. مقال رائع وتسلم الايادي =D

    ReplyDelete
  2. كلامك كويس فى أوله لغاية توصيف 30-6 .... و هذا التوصيف يدل على انك اما ساذج أو حاجة تانية ....كان الانقلاب مدبرا مسبقا و لم يترتب على خروج الجماهير و لو خرج 1/4 هذا العدد كان هايتقال برضه " جماهير الشعب المصرى " و " الشعب كله هب " الخ الخ الخ . بماذا تفسر هذا الترتيب المتقن و المنظم و الاستخدام غير العادى للمروحيات و التجهيز للتصوير بل و الاستعانة بمخرج سينمائى . بماذا تفسر ما صرح به قائد الانقلاب بأنه منذ شهور و هو يغذى الجانب الأمريكى بمعلومات و يبلغهم بوجود مشكلة كبيرة فى مصر . ما تم كانت خطة محكمة ساعد فى انجاحها الأنانية و الحقد والخطة بدأت من قبل استلام مرسى للرئاسة بافشال لمعنى الدولة عن طريق اسقاط مجلس الشعب و كان المخطط اسقاط مجلس الشورى و كذلك انسحاب الشرطة شبه التام من الشارع المصرى و تركه مرتعا للبلطجية و الصيع ( و تعمد الجيش عدم سد تلك الثغرة و قد كان يمكنه اجبار الشرطة على العودة للعمل او مواجهة الفصل من العمل ) و أشتغلت مدفعية الاعلام الثقيلة و قام الاعلام بتضخيم كل حدث مهما كان تافها و التهوين من أى انجاز مهما كان جيدا . و بالطبع انجاز ايه اللى هايبان فى دولة شبه مهلهلة أو هى مهلهلة فعلا و آدى دقنى اهيه ... أليست الشرطة الآن معافاة ( اذ فجأة كدة ) ؟ ... اتحدى لو لمس أحد أى صورة من صور التحسن سواء هدأت الأمور أو استمر الشارع فى مخاضه هذا و الأيام بيننا .

    ReplyDelete
  3. النار تخلف الرماد

    ReplyDelete
  4. بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على النبي الكريم و آله و صحبه ومن تبعهم بإحسان
    سيد عبد الرحمان، دعني أتوجه إليكم بكلام العاطفة دوتما تفكر عميق و هذا ما تحسنه. إنّي و كمتتبّع مغربي الجنسية و دون تحيّز لجماعة الإخوان المسلمين أرى شتان بين الثرى و الثريا في مقارنتك للعسكر حاليا في مصر بها، و الواقع بعد هذه الأحداث هو الذي يحدّثك و ليس مخاطبك، وأنت تأرجحت في موقفك بعد مجزرة المنصة خصوصا. فإذا كانت 30 يونيو موجة ثورية كما تقول و كما قلت للعميل الممتاز فليس أمامكم على الأقل إلا الثبات على هذا الموقف ولا تكونوا كحزب "النور" الذي لم أفهم منه سوى أنه برّر الإنقلاب و ماض في ترسيخه. سلام

    ReplyDelete
  5. فى أستاد تحت الأنشاء أسمه 30 يونيو

    ReplyDelete

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -