الشعب يريد إسقاط النظام ... الشعب متدين بالفطرة ... الشعب بيكره الإخوان ... الكرة هي الحاجة الوحيدة اللي بتفرح الشعب ... الشعب ضد العري في الأفلام ... والجملة التي يرددها البعض أخيراً: إحنا مش فارق معانا الشعب دلوقتي !

الشعب ليس كتلة صماء تتحرك وفق مزاج سعاتك ... الشعب مجموعة من الكتل المختلفة في الحجم ... الشعب في السياسة عبارة عن كتلة إخوان وكتلة ليبراليين وكتلة عشاق بيادة وكتلة اشتراكيين وكتلة ناس ملهاش في السياسة وكتلة حزب كنبة ... والكتل دي تتفاوت في الحجم، وفي تغير مستمر !

الشعب في الرياضة أهلاوي وزملكاوي وإسماعيلاوي وشوية مالهمش فيها ... الشعب في الفن ناس تحب تسمع قديم وناس تحب تسمع غربي وناس تحب عبد الباسط حمودة ...

هناك تصنيفات عديدة لكل شعب، دوائر متقاطعة، وينتمي كل منا لأكثر من دائرة

وقد تقف كتفك بكتف أخيك في مظاهرة، ثم في الغد تشمت فيه لأن فريقه خسر أمام فريقك.

لا يمكن أن نقول: الشعب يريد إسقاط النظام ... لأن جزء من الشعب فقط كان يريد إسقاط النظام ... وجزء آخر ظل يدافع عن النظام حتى أعادوه، وجزء ظل جالساً على الكنبة لا يتحرك. فيبقى الشعار رغم قوته وهيبته وقتها غير دقيق. بل إننا اكتشفنا أن عدد الفلول هائل، فكان الثورة كانت بالفعل ضد إرادة قطاع عريض من الشعب !

ولا يمكن أن نقول: الشعب يكره الإخوان ... لأن الإخوان جزء من الشعب ... ولأن هناك جزء من المتعاطفين مع الإخوان ... وجزء من الشعب لا يتابع ولا يهتم ... وجزء ليبرالي لكنه متعاطف مع الإخوان ... وجزء اشتراكي لكنه متعاطف مع الإخوان ... وجزء سلفي لكنه متعاطف مع الإخوان ...

وأما الجملة التي يرددها البعض أخيراً: إحنا مش فارق معانا الشعب ... فأنتم أنفسكم جزء من الشعب ... قل أنا مش فارق معايا عشاق البيادة ... أو غير مهتم بكسب تأييد هذه الفئة او تلك ... لكن لا تقل الشعب ... لأن الشعب ليس كتلة صماء ... وما أضاعنا إلا أننا تعاملنا معه ككتلة صماء !

في أحداث رمسيس قبل الفض، أخرجنا أحد الأهالي من باب الشعرية بأعجوبة وتجاوز كل اللجان الشعبية معنا ليحمينا، رغم أنه ظل يشتم في المتظاهرين رافضاً الإخوان ومرحباً بالعسكر. وفي أحداث فض رابعة رفض بواب عمارة أن يأوينا رغم أنه على علم أننا قد نُقتل إن خرجنا ... هذا من الشعب وهذا من الشعب ... هذا لم يخف وهذا خاف ... هذا لا يحب الإخوان والثاني لا نعلم انتماؤه ...

القضية ببساطة أننا لا نحب الاجتهاد ... نحب الكتل الصماء لأنها تريحنا من عناء التفكير ... تماماً كالروايات والقصص القديمة، حيث يرتدي الطيبون اللون الأبيض ويرتدي الأشرار اللون الأسود ... الطيبون طيبون على الدوام والأشرار أشرار على الدوام ... والحياة ليست هكذا !

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -