هدد نجيب ساويرس بأنه سوف ينزل لمواجهة الحراك الثوري في الشارع إذا عجزت قوات الجيش والشرطة عن قمعها، واستخدم في تصريحه كلمة "العنف"..
المتأمل في تصريح ساويرس يلاحظ ما يلي/
1- الحدة والانفعال في التعبير، مقارنة بالأسلوب الهادئ الذي يتميز به نجيب..

2- أن التصريح جاء على خلفية التطورات الأخيرة واتباع بعض الثوار أسلوب الرد على العنف الشرطي والبلطجي، وعل ما يبدو أن هذا الأسلوب يشكل خطرا كبيرا على صمود قوات الانقلاب في الشارع، لذلك بدا الانفعال واضحا في أداء ساويرس..

3- هدد ساويرس بالنزول إلى الشارع لمواجهة الثوار، خمس مرات في أقل من دقيقتين، وهو هنا يعطي رسالة تصعيدية واضحة في محاولة منه لوقف التقدم الذي تحرزه الثورة في الشارع، وهو يقدم سيناريوهات مقلقة للرأي العام ليمنعه من التعاطف مع الحراك..

4- ذكر ساويرس في سياق التعريف بهوية من سينزل، جهتين: القوى الليبرالية، ثم الشعب، وهو هنا يحاول أن يُبعد الأقباط عن المشهد، لكن تبدو في الخلفية بطبيعة الحال ميلشيات البلاك بلوك التي تبين أنها مرتبطة بجهات قبطية، تشكيلا وتمويلا..

5- استخدم ساويرس كلمة "العنف" في سياق "رد الفعل"، وهذا يذكرنا بتصريحات مشابهة كان يطلقونها قبل انطلاقهم لحرق مقرات الإخوان والاعتداء على أنصارهم..

لو استخدمنا "نموذج التصعيد" الذي وضعه "جلاسل" لتحليل النزاعات، سنلاحظ أنه في المرحلة الحالية من النزاع، فإن أي تصعيد سواء في المكان أو الزمان أو الأسلوب، يأتي في صالح القوى الرافضة للانقلاب، خاصة قبل الاستفتاء الدستوري، لذلك يأتي تهديد ساويرس خارجا عن السياق وبدون فائدة، لأنه يعلم تماما أن أي تصعيد في الشارع ينتج عن إضافة أطراف جديدة، سيحقق أهداف الثوار، و سيغير من الشكل العام للصراع الذي يسعى الانقلابيون لحصره بداخله ..

وبذلك يمكننا قراءة هذه التهديدات، إما بوصفها مجرد تهويشات لإرباك الرأي العام حول المستقبل، وإما باعتبار "السمة الانفلاتية" التي يتسم بها ساويرس في حديثه للإعلام، والتي أوقعته في كثير من الحرج طيلة السنوات الماضية..

أما على صعيد الحراك الثوري، فقد بات واضحا أن استراتيجية التصعيد التي يتبعها الثوار تضع الانقلابيين في مأزق، فهم يعلمون أن مواجهة التصعيد بالتصعيد، ستحقق مقصود الثوار ، ومن ناحية أخرى، فإن عدم مواجهتهم للتصعيد الثوري، سيفتح الطريق لإضعاف الانقلاب..

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -