قال الدكتور سيف عبد الفتاح –أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن دستور 2013 لا يمثل وثيقة مجتمعية ولا توافقية وإن السلطة الانقلابية تعمل في مسار تزوير الإرادة الشعبية في إطار أطلق عليه "تزوير الدستور لشعب مكسور" هذا الشعب الذي شُقَّت عناصره بتعمد عن طريق صناعة الكراهية ونشر الفوضى والفرقة والاستقطاب بتمكن حتى أصبح هذا الاستقطاب واضحاً وانتشر كالفيروس، ومن المستحيل في ظل وجود تلك الحالة الاستقطابية وهذا الشعب المكسور أن يحدث استقرار وأن تُبنى مؤسسات وأن تُصاغ وثائق ثم الحديث عن التوافق والتعاقدية.
وأشار عبد الفتاح - في برنامج "على مسئوليتي" على شاشة الجزيرة مباشر مصر إلى أن مصر تعيش في وضع يحكم الناس بالدم والنار وسلطة لا تبالي بعدد الشهداء والمعتقلين والمكلومين هذا الجو الانقلابي يريد أن يقول للناس أن الوضع مستقر وفي ذات الوقت هم لا يريدون الاستقرار ليس هذا فحسب بل يشيعون ويصنعون حالة الفوضى وهناك مؤشرات كثيرة على ذلك أولها مسار تزوير الدستور لشعب مكسور، والدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها وإعلامها وفنانينها ومعظم مثقفيها يقولون "نعم" لدستور 2013 في محاولة لكسب تأييد شعبي ل "نعم" لكن ما لا يعلمه الانقلابيون أن كل ذلك ما هو إلا حرث في البحر وما زاد الأمور إلا تفرقة وشقا لتماسك الجماعة الوطنية وزيادة الاستقطاب لأنه من الطبيعي جداً أن تجد من الناس مؤيد ومعارض ومقاطع للاستفتاء، وأنت حتى بتلك التصرفات تخرج عن الطبيعي والمألوف.
وقال إن الدساتير تمثل حالة تعاقد مجتمعي وسياسي لابد أن تعكس الجامعية والتوافقية والرضا والتمثيل الكامل، هذا التوافق صناعة مهمة وللأسف يستهزئ الناس بتلك المفاهيم والكلمات ذات القيمة التي تؤدي للتعايش والتعاون والتكامل وهذه السخرية من تلك المفاهيم الهامة تعطي المسألة أبعاداً خطيرة في هذا المقام حيث أن هذه المفاهيم ذات مسئولية وذات قيمة لكن الانقلابيين انتزعوها وزرعوا مكانها كلمات مفخخة ومن أخطر الأمور هو التأسيس لاقتتال أهلي ومجتمعي ومن ثم احداث الفوضى، وعلى كل شريف ومخلص في هذا البلد أن يفيق ويدافع قبل أن تنهار لُحمة الجماعة الوطنية في إطار صناعة العنف والكراهية والفرقة والفوضى.
وأضاف أن الدستور وثيقة مهمة جداً لابد أن تشمل حالة من الرضا والتعاقد والتوافق فهي وثيقة لا تُكتب كل يوم لكن عموم المواطنين يسخرون منها وتلك السخرية والاستخفاف بأهميته لا تجعل أي دستور يقوم بمهمته في حياة الناس، مؤكداً أن الدستور ليس كلاماً ونصوصاً إنما أفعال وسياسات ووجوده مهم جداً في حياة الشعوب يقوم على مبادئ كلية وأصلية ويتوافق على عناصر تتعلق بالممارسات والآليات السياسية التي تحمي وتصون الحقوق والحريات الأساسية، الدستور هو الذي يصيغ جوهر العلاقة بين الدولة والمجتمع ويصيغ العلاقة بين السلطات والمؤسسات والشكل المأمول للدولة في صناعة المستقبل.
وقال إن دستور لجنة الخمسين لا يمثل حالة توافقية حقيقية بل هو النقيض تماماً لذلك فأنت تدعو الناس للاستفتاء على "بياض" على وثيقة لا نعلم هل هي دستور جديد أم تعديلات دستورية؟ فالفرق كبير والكلام هنا قانوني لكن الانقلاب كعادته ينظر للقانون والقضاء والدستور على أنه أمر هيّن على اعتبار أن "الدفاتر دفاترنا والدساتير دساتيرنا" وما لهذا جُعِلَت الدساتير، فإذا اتفقنا على أن الاستفتاء سيكون على تعديلات دستورية فلماذا تغيرت الديباجة؟ أنت بذلك صنعت دستوراً جديداً أطقت عليه دستور 2013 وقلت أن دستور 2012 لا يمكن الترقيع فيه، وما زال السؤال قائماً هل سيذهب الناس للتصويت ب "نعم" على ماذا، على دستور أم تعديلات؟
وأشار إلى أن الانقلاب بالأساس في تعريفه يخلو من القوانين والإجراءات، هو يسلك مسار القوة والعنف والاغتصاب والتزوير وكل كلمات عائلة الاستبداد الموجودة في قاموس هذا الانقلاب، وهي كلمات لا تولد إلا تلك العناصر من صناعة الكذب والتزييف وبالتالي فإن دستور 2013 لا يمكن أن يكون توافقياً لأنه ببساطة ليس تمثيلياً فلجنة الخمسين اختيرت من تيار كله مؤيد، وبالتالي فنحن أمام وثيقة إقصائية باقتدار لأن اللجنة جاءت بشخصيات صوتها عالي ويمكنها مساندة الانقلابيين ويدعون الثورية والليبرالية والقومية والناصرية وهم جميعاً قد جاءوا على ظهور الدبابات والعسكر ويعيشون جميعاً في أحلام أوميجا، هم حتى لا يعرفون من يأتي قبل من هل لجنة الخمسين أولاً أم لجنة الخبراء؟.
وقال إن كل ما يصدر عن الانقلاب يأتي بالعكس و"بالمقلوب" فحينما يحتاج الأمر سياسة نجد قوة وبطشاً، وحينما يحتاج الأمر لحزم نجد تسيباً وفوضى، الانقلاب ينقلب على كل الخيوط وكل الخطوط وكل المبادئ والقيم ولا يعرف غير لغة القوة، مشيراً إلى 4 مواد من وثيقة لجنة الخمسين أُحيلت للرئيس المؤقت، تلك المواد تحدد أمورا في غاية الأهمية حول النظام الرئاسي والنظام الانتخابي، كيف يتم إحالة مواد بتلك الخطورة إلى رئيس مؤقت عينه وزير الدفاع؟ وكيف لمن كان رئيساً للمحكمة الدستورية العليا والذي عطل بيده وبكلامه وبفعله دستورا مستفتى عليه في 2012 وهو رجل قانون بالأساس كيف أصدقه الآن وهو يدعوني للاستفتاء على دستور آخر؟
وتساءل: كيف يحدد الرئيس المؤقت شكل المنظومة السياسية للبلاد وقد انقلب على الدستور والقانون وهو من المفترض أن يحميهما؟ كيف نصدق أن الانقلاب سوف يعيدنا للمسار الديموقراطي وهو من قطعه بيده؟ ما حدث يشبه تماماً قصة "الراعي والذئب"، هذا الدستور لا يملك الحجية ولا المصداقية ولا يحرك عناصر الثقة في المجتمع، هم كذبوا الكذبة ثم صدقوها واستغلوا نزول الناس في الشوارع يوم 30 يونيو لصناعة غطاء وستار لكذبهم، مؤكداً أن من استطاع تدليس الدستور المستفتى عليه في 2012 هو نفسه الذي يدعو الناس للاستفتاء على دستور مغموس بالدم، واصفاً خارطة الطريق بأنها قاطعة الطريق التي وصلت بنا إلى مشهد يومي للشهداء والقتل والقنص والحرق وأمور أخرى بالغة الخطورة ثم يأتي في تلك الأجواء يدعونا للاستتفتاء ب "نعم" على دستور الدم؟
وقال إن دستور الدم يتحدث زوراً وبهتاناً عن باب الحقوق والحريات وهو بذلك يشبه "الزينة" أو "الباروكة" التي يخفون وراءها الحقيقة كلها، هؤلاء قوم "بور" لا يستطيعون الانتاج، عن أي حريات يتحدثون وهم يكممون الأفواه ويقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، ما هذا الاستخفاف بحرمات ونفوس الناس؟! تقتل اليوم وتطلب من الناس النزول في الغد ليقولوا نعم للدستور؟ هل الدستور أهم أم أرواح الناس التي يجب أن تُحمى وتُصان قبل وبعد وأثناء الدستور؟ وأشار إلى أن ياسر برهامي حينما صال وجال في مصر كلها يتحدث باسم حزب النور مؤيداً للدستور هتفت الناس ضده وتلك مسألة فاضحة وكاشفة وفارقة، يا مصريين ليس هكذا تُكتب وتُصاغ الدساتير ولا الحريات مجرد كلمات ولا الحقوق مجرد نصوص المسألة حكاية مجتمع وليس إعلام يشيع الكراهية كل يوم في خطاباته.
وأضاف أن الانقلاب بغبائه المعهود يتحدث عن الديموقراطية ويقتل في نفس الوقت، يتحدث عن الحقوق والحريات وهو يعتقل وينشر الفوضى كل يوم، بل إن الفوضى هي هدفهم الأساسي وهناك "بروفة" تمت لتجربة ذلك وهي حادث تفجير المنصورة الذي لم تحرك فيه وزارة الداخلية ساكناً إزاء الفوضى والنهب والسرقة من قبل البلطجية وإنذار الاخوان بعدم التواجد بعد الساعة العاشرة مساءاً، من الذي حرضهم وسمح لهم بذلك؟ ثم بعدها مباشرة ودون تحقيقات يعلنون الإخوان جماعة إرهابية وهم بالأساس لا يعرفون معنى جماعة ولا معنى سياسية ولا معنى دعوية ولا معنى إخوانية، لافتاً إلا أن عدم الوجدان لا يعني عدم الوجود فإذا كنت تكره الإخوان فهذا شأنك الوجداني لكنك لابد أن تعترف بوجودهم.
وقال إن صناعة الكراهية سوف تطول الجميع وستصنع عنفا وفرقة وفوضى، مستنكراً قرار تجميد الجمعيات الخيرية التي تنفق على ملايين الفقراء وتعالجهم بدعوى أن الدولة سوف تدير أموال تلك الجمعيات والحكومة الانقلابية بالأساس فشلت في إدارة الدولة فهل ستنجح في إدارة أموال تلك الجمعيات؟ أصبحت مسائل تُدار بالهوى غير مبالين أن تلك مجتمعات لديها مسئولية وعليها التزام وهذا يثبت بالدليل القاطع على أن الغباء سمة من سمات الانقلاب، مشيراً إلى أن زيادة مساحات الغضب وزيادة أعداد الشهداء والاعتقال والسحل والتحرش بالفتيات خروجاً على كل الأعراف والتقاليد الاجتماعية كل ذلك يقابله زيادة في التظاهرات وهذه أمور خطيرة.
وأكد أن دستور لجنة الخمسين ما هو إلا دستور مزور لشعب مكسور لأنه لا يمثل حالة توافق ولا جامعية، ولقادة الانقلاب قال: خذوا ما شئتم من أصوات وأغلبيات مزورة في نتائجها وفي حجيتها وحتى في نفوس مصوتيها، تقتلون وتقمعون وتعتقلون ثم تتحدثون عن الحرية كفاكم عبثاً بحياة الأمة وبحياة الثورة فكل هذه الأوضاع خاطئة تماماً ويجب إصلاحها وتعديلها، ولابد من استعادة الثورة لأنها مستقبل الوطن.
المصدر: الجزيرة مباشر مصر
وأشار عبد الفتاح - في برنامج "على مسئوليتي" على شاشة الجزيرة مباشر مصر إلى أن مصر تعيش في وضع يحكم الناس بالدم والنار وسلطة لا تبالي بعدد الشهداء والمعتقلين والمكلومين هذا الجو الانقلابي يريد أن يقول للناس أن الوضع مستقر وفي ذات الوقت هم لا يريدون الاستقرار ليس هذا فحسب بل يشيعون ويصنعون حالة الفوضى وهناك مؤشرات كثيرة على ذلك أولها مسار تزوير الدستور لشعب مكسور، والدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها وإعلامها وفنانينها ومعظم مثقفيها يقولون "نعم" لدستور 2013 في محاولة لكسب تأييد شعبي ل "نعم" لكن ما لا يعلمه الانقلابيون أن كل ذلك ما هو إلا حرث في البحر وما زاد الأمور إلا تفرقة وشقا لتماسك الجماعة الوطنية وزيادة الاستقطاب لأنه من الطبيعي جداً أن تجد من الناس مؤيد ومعارض ومقاطع للاستفتاء، وأنت حتى بتلك التصرفات تخرج عن الطبيعي والمألوف.
وقال إن الدساتير تمثل حالة تعاقد مجتمعي وسياسي لابد أن تعكس الجامعية والتوافقية والرضا والتمثيل الكامل، هذا التوافق صناعة مهمة وللأسف يستهزئ الناس بتلك المفاهيم والكلمات ذات القيمة التي تؤدي للتعايش والتعاون والتكامل وهذه السخرية من تلك المفاهيم الهامة تعطي المسألة أبعاداً خطيرة في هذا المقام حيث أن هذه المفاهيم ذات مسئولية وذات قيمة لكن الانقلابيين انتزعوها وزرعوا مكانها كلمات مفخخة ومن أخطر الأمور هو التأسيس لاقتتال أهلي ومجتمعي ومن ثم احداث الفوضى، وعلى كل شريف ومخلص في هذا البلد أن يفيق ويدافع قبل أن تنهار لُحمة الجماعة الوطنية في إطار صناعة العنف والكراهية والفرقة والفوضى.
وأضاف أن الدستور وثيقة مهمة جداً لابد أن تشمل حالة من الرضا والتعاقد والتوافق فهي وثيقة لا تُكتب كل يوم لكن عموم المواطنين يسخرون منها وتلك السخرية والاستخفاف بأهميته لا تجعل أي دستور يقوم بمهمته في حياة الناس، مؤكداً أن الدستور ليس كلاماً ونصوصاً إنما أفعال وسياسات ووجوده مهم جداً في حياة الشعوب يقوم على مبادئ كلية وأصلية ويتوافق على عناصر تتعلق بالممارسات والآليات السياسية التي تحمي وتصون الحقوق والحريات الأساسية، الدستور هو الذي يصيغ جوهر العلاقة بين الدولة والمجتمع ويصيغ العلاقة بين السلطات والمؤسسات والشكل المأمول للدولة في صناعة المستقبل.
وقال إن دستور لجنة الخمسين لا يمثل حالة توافقية حقيقية بل هو النقيض تماماً لذلك فأنت تدعو الناس للاستفتاء على "بياض" على وثيقة لا نعلم هل هي دستور جديد أم تعديلات دستورية؟ فالفرق كبير والكلام هنا قانوني لكن الانقلاب كعادته ينظر للقانون والقضاء والدستور على أنه أمر هيّن على اعتبار أن "الدفاتر دفاترنا والدساتير دساتيرنا" وما لهذا جُعِلَت الدساتير، فإذا اتفقنا على أن الاستفتاء سيكون على تعديلات دستورية فلماذا تغيرت الديباجة؟ أنت بذلك صنعت دستوراً جديداً أطقت عليه دستور 2013 وقلت أن دستور 2012 لا يمكن الترقيع فيه، وما زال السؤال قائماً هل سيذهب الناس للتصويت ب "نعم" على ماذا، على دستور أم تعديلات؟
وأشار إلى أن الانقلاب بالأساس في تعريفه يخلو من القوانين والإجراءات، هو يسلك مسار القوة والعنف والاغتصاب والتزوير وكل كلمات عائلة الاستبداد الموجودة في قاموس هذا الانقلاب، وهي كلمات لا تولد إلا تلك العناصر من صناعة الكذب والتزييف وبالتالي فإن دستور 2013 لا يمكن أن يكون توافقياً لأنه ببساطة ليس تمثيلياً فلجنة الخمسين اختيرت من تيار كله مؤيد، وبالتالي فنحن أمام وثيقة إقصائية باقتدار لأن اللجنة جاءت بشخصيات صوتها عالي ويمكنها مساندة الانقلابيين ويدعون الثورية والليبرالية والقومية والناصرية وهم جميعاً قد جاءوا على ظهور الدبابات والعسكر ويعيشون جميعاً في أحلام أوميجا، هم حتى لا يعرفون من يأتي قبل من هل لجنة الخمسين أولاً أم لجنة الخبراء؟.
وقال إن كل ما يصدر عن الانقلاب يأتي بالعكس و"بالمقلوب" فحينما يحتاج الأمر سياسة نجد قوة وبطشاً، وحينما يحتاج الأمر لحزم نجد تسيباً وفوضى، الانقلاب ينقلب على كل الخيوط وكل الخطوط وكل المبادئ والقيم ولا يعرف غير لغة القوة، مشيراً إلى 4 مواد من وثيقة لجنة الخمسين أُحيلت للرئيس المؤقت، تلك المواد تحدد أمورا في غاية الأهمية حول النظام الرئاسي والنظام الانتخابي، كيف يتم إحالة مواد بتلك الخطورة إلى رئيس مؤقت عينه وزير الدفاع؟ وكيف لمن كان رئيساً للمحكمة الدستورية العليا والذي عطل بيده وبكلامه وبفعله دستورا مستفتى عليه في 2012 وهو رجل قانون بالأساس كيف أصدقه الآن وهو يدعوني للاستفتاء على دستور آخر؟
وتساءل: كيف يحدد الرئيس المؤقت شكل المنظومة السياسية للبلاد وقد انقلب على الدستور والقانون وهو من المفترض أن يحميهما؟ كيف نصدق أن الانقلاب سوف يعيدنا للمسار الديموقراطي وهو من قطعه بيده؟ ما حدث يشبه تماماً قصة "الراعي والذئب"، هذا الدستور لا يملك الحجية ولا المصداقية ولا يحرك عناصر الثقة في المجتمع، هم كذبوا الكذبة ثم صدقوها واستغلوا نزول الناس في الشوارع يوم 30 يونيو لصناعة غطاء وستار لكذبهم، مؤكداً أن من استطاع تدليس الدستور المستفتى عليه في 2012 هو نفسه الذي يدعو الناس للاستفتاء على دستور مغموس بالدم، واصفاً خارطة الطريق بأنها قاطعة الطريق التي وصلت بنا إلى مشهد يومي للشهداء والقتل والقنص والحرق وأمور أخرى بالغة الخطورة ثم يأتي في تلك الأجواء يدعونا للاستتفتاء ب "نعم" على دستور الدم؟
وقال إن دستور الدم يتحدث زوراً وبهتاناً عن باب الحقوق والحريات وهو بذلك يشبه "الزينة" أو "الباروكة" التي يخفون وراءها الحقيقة كلها، هؤلاء قوم "بور" لا يستطيعون الانتاج، عن أي حريات يتحدثون وهم يكممون الأفواه ويقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، ما هذا الاستخفاف بحرمات ونفوس الناس؟! تقتل اليوم وتطلب من الناس النزول في الغد ليقولوا نعم للدستور؟ هل الدستور أهم أم أرواح الناس التي يجب أن تُحمى وتُصان قبل وبعد وأثناء الدستور؟ وأشار إلى أن ياسر برهامي حينما صال وجال في مصر كلها يتحدث باسم حزب النور مؤيداً للدستور هتفت الناس ضده وتلك مسألة فاضحة وكاشفة وفارقة، يا مصريين ليس هكذا تُكتب وتُصاغ الدساتير ولا الحريات مجرد كلمات ولا الحقوق مجرد نصوص المسألة حكاية مجتمع وليس إعلام يشيع الكراهية كل يوم في خطاباته.
وأضاف أن الانقلاب بغبائه المعهود يتحدث عن الديموقراطية ويقتل في نفس الوقت، يتحدث عن الحقوق والحريات وهو يعتقل وينشر الفوضى كل يوم، بل إن الفوضى هي هدفهم الأساسي وهناك "بروفة" تمت لتجربة ذلك وهي حادث تفجير المنصورة الذي لم تحرك فيه وزارة الداخلية ساكناً إزاء الفوضى والنهب والسرقة من قبل البلطجية وإنذار الاخوان بعدم التواجد بعد الساعة العاشرة مساءاً، من الذي حرضهم وسمح لهم بذلك؟ ثم بعدها مباشرة ودون تحقيقات يعلنون الإخوان جماعة إرهابية وهم بالأساس لا يعرفون معنى جماعة ولا معنى سياسية ولا معنى دعوية ولا معنى إخوانية، لافتاً إلا أن عدم الوجدان لا يعني عدم الوجود فإذا كنت تكره الإخوان فهذا شأنك الوجداني لكنك لابد أن تعترف بوجودهم.
وقال إن صناعة الكراهية سوف تطول الجميع وستصنع عنفا وفرقة وفوضى، مستنكراً قرار تجميد الجمعيات الخيرية التي تنفق على ملايين الفقراء وتعالجهم بدعوى أن الدولة سوف تدير أموال تلك الجمعيات والحكومة الانقلابية بالأساس فشلت في إدارة الدولة فهل ستنجح في إدارة أموال تلك الجمعيات؟ أصبحت مسائل تُدار بالهوى غير مبالين أن تلك مجتمعات لديها مسئولية وعليها التزام وهذا يثبت بالدليل القاطع على أن الغباء سمة من سمات الانقلاب، مشيراً إلى أن زيادة مساحات الغضب وزيادة أعداد الشهداء والاعتقال والسحل والتحرش بالفتيات خروجاً على كل الأعراف والتقاليد الاجتماعية كل ذلك يقابله زيادة في التظاهرات وهذه أمور خطيرة.
وأكد أن دستور لجنة الخمسين ما هو إلا دستور مزور لشعب مكسور لأنه لا يمثل حالة توافق ولا جامعية، ولقادة الانقلاب قال: خذوا ما شئتم من أصوات وأغلبيات مزورة في نتائجها وفي حجيتها وحتى في نفوس مصوتيها، تقتلون وتقمعون وتعتقلون ثم تتحدثون عن الحرية كفاكم عبثاً بحياة الأمة وبحياة الثورة فكل هذه الأوضاع خاطئة تماماً ويجب إصلاحها وتعديلها، ولابد من استعادة الثورة لأنها مستقبل الوطن.
المصدر: الجزيرة مباشر مصر
0 التعليقات:
Post a Comment