المنافسة المحسومة ليست من مصلحة أحد، وأول المتضررين منها سيكون الفريق السيسى نفسه، والحق أن دخول مرشحين آخرين على خط المواجهة الانتخابية لن يعنى فقط نجاتنا من السقوط فى فخ التزكية والفوز بالمبايعة وغيرها من مصطلحات تثير فى النفس السوية غثيانا، بل يعنى أن حملة المباخر وبطانة التهليل والتطبيل سيضطرون اضطرارا للحديث عن مفردات برنامج انتخابى واضح بدلا من ابتزاز المخالفين بحديث مغلوط عن الوطنية.
الملفات التى تنتظر الرئيس القادم معقدة ٌجدا، والحديث بلغة الشعارات الفضفاضة لم يعد يصلح لإقناع العقلاء، بل وحتى المنجرفين مع تيار العاطفة الجياشة سيصبحون أعظم شراسة من غيرهم عند أول محطة لكشف الحساب والمراجعة، فنفس قواعدهم العاطفية الحالمة هى التى ستحاكم المخفق والمقصر إلى شعاراته الحماسية وعباراته الرنانة.
أربع سنوات وحسب هى الجدول الزمنى لخطة أى مرشح رئاسى، فبداية سيكون الحديث ممجوجا إذا تجاوز المرشحون هذا السقف الزمنى للحديث عن مصر الرائدة ومصر المتقدمة... إلخ.
الواقعية إذن مطلوبة ٌجدا، وتبنى المصارحة والمكاشفة لحجم التحديات وما لدى كل مرشح من إمكانيات لمواجهتها بشكل تدريجى خلال فترة ولايته وتأسيسه بداية إصلاح مؤسسى لمن يأتى من بعده، ينبغى أن يكون محور التناظر والتفاضل بين المتنافسين.
بعض المرشحين سيدخل حلبة السباق عالما فى قرارة نفسه باستحالة فوزه.. أقول بعضهم.. وليس فى ذلك ما يستدعى إثارة الدهشة أو استحقاق الهجوم عليه والإزراء به، على العكس ستفرز لنا نتيجة الانتخابات ترتيبا جديدا للجماهيرية لتيارات وزعامات سياسية، ويمكن الاعتماد على مثل هذا الترتيب للتكهن بشكل المجلس النيابى القادم وطبيعة تحالفاته ومدى قدرته على إحداث التوازن المطلوب مع السلطة التنفيذية أم لا.
والفائز سيشعر أن منافسيه لن يستسلموا بسهولة، بل ستظل أعينهم مسلطة على أدائه فى كل وقت، فسيبذل وقتها قصارى جهده فى العمل الجاد ليفوت الفرصة على كل متحين للنيل منه، ناهيك عن أن لعبة وضع العصا فى العجلة الدائرة صار أمرا سهلا ومكررا.. ووحده الإنجاز الحقيقى من سيكسر هذه العصا بقوة دفع هائلة يدير بها العجلة لتتغلب على كل الكوابح والمعوقات.
0 التعليقات:
Post a Comment