قال ناجح إبراهيم، القيادي السابق في الجماعة الإسلامية بمصر، إن المفكر والفقيه الدستوري أحمد كمال أبو المجد يجهز لمبادرة جديدة لحل الأزمة في مصر، ودعا الرئيس المعزول محمد مرسي إلى التجاوب معها.

وكشف إبراهيم عن أن "المبادرة التي يعكف أبو المجد على إعداد بنودها، ستنطلق من إعلان الرئيس المعزول محمد مرسي تنازله عن السلطة، مقابل خطوة تتخذها السلطة، وتتمثل في الإفراج عمن لم يثبت تورطه في الدماء، ويقابل ذلك خطوة يتخذها الإخوان وحلفاؤهم بوقف التظاهرات، لترد عليها السلطة بخطوة أخرى، وهي السماح لحزب الحرية والعدالة بالانخراط في العمل السياسي".

ومنذ عزل مرسي، في 3 يوليو الماضي، ألقت قوات الأمن القبض على العديد من قيادات جماعة الإخوان، المنتمي إليها مرسي، وأنصارها، بتهم تتعلق بـ"التحريض على العنف والقتل والاعتداء على المنشآت العامة".

وهو ما تنفيه الجماعة، متهمة السلطات التي تدير البلاد حاليًا بـ"شن حملة اعتقالات سياسية" ضد أعضائها.

وسبق أن طرح أبو المجد مبادرة في أكتوبر الماضي للمصالحة بين جماعة الإخوان والسلطات الحالية، إلا أنه تم رفضها من جانب الإخوان وحلفائهم، بسبب عدم وجود ضمانات لتنفيذ السلطة ما تتضمنه المبادرة من وقف الاعتقالات والإفراج عن المعتقلين، بحسب ما صرحت به لوكالة الأناضول قيادات في "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، الداعم لمرسي.

ودعا القيادي في الجماعة الإسلامية مرسي إلى التجاوب مع المبادرة الجديدة، التي تأتي قبل انتخابات رئاسية وبرلمانية منتظرة.

ومضى إبراهيم قائلاً: "هذا الوقت ملائم جدًا لهذه المبادرة، قبل أن تجرى الانتخابات الرئاسية وتسقط ورقة التفاوض من يد مرسي بتولي رئيس جديد مقاليد السلطة".

وبشأن توقعه لمدى تجاوب الطرفين مع المبادرة المنتظرة، قال إبراهيم إن "السلطة دائمًا ما تكون تواقة إلى إيجاد حلول، لذلك أتوقع التجاوب معها، ولكن المشكلة ستكون في الطرف الآخر"، في إشارة إلى مرسي وداعميه.

وتابع بقوله إن "الطرف الآخر (مرسي ومن يدعمونه) سيكون مرة أخرى أمام خيارين، إما أن يمضي في سيناريو الجزائر، الذي أريقت فيه الدماء بعد أن ألغى الجيش نتيجة الانتخابات التي فاز فيها الإسلاميون (عام 1991)، أو يختار حقن الدماء كما فعل الحسن بن علي (حفيد النبي محمد)".

وأضاف: "رغم ما أريق من دماء، لا تزال هناك فرصة للحل، أرجو أن يستغلها الإخوان وحلفاؤهم، قبل أن يصبح مستقبلاً تحسين (أوضاعهم في) السجون هو أقصى أمانيهم.

ولم يتسن على الفور الحصول على تصريح من كمال أبو المجد، حول حقيقة تلك المبادرة.

من جانبه، قال إمام يوسف، عضو الهيئة العليا لحزب الأصالة (سلفي)، والقيادي بالتحالف الداعم لمرسي، إن "من يريد أن يقدم مبادرة لحل الأزمة في مصر فليقدمها إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي قام بالانقلاب على الشرعية، وأسال دماء الآلاف من المصريين".

ومضى يوسف قائلاً، في تصريحات لوكالة الأناضول عبر الهاتف: "لسنا معنيين بعرض أي مبادرات علينا، قبل أن يوافق عليها من قام بالانقلاب".

وتابع: "لسنا ضد أي مبادرة تؤدي إلى المصالحة، ولكن لسنا من وضع البلاد في هذا المأزق حتى يتم عرض المبادرات علينا أولاً ونطالب بالتجاوب معها".

وأضاف يوسف أن "تفاصيل أي مبادرة لا يجب أن تكون شروطًا مملاة".

وتساءل مستنكرًا: "لماذا يتحدثون الآن عن تنازل مرسي، الذي قالوا عنه سابقًا إنه فقد الشرعية بعد مظاهرات 30 يونيو الماضي؟!.. الحقيقة هي أنهم (القائمون على السلطة حاليًا) لم يستطيعوا الحصول على الشرعية حتى الآن، فيسعون إلى استجلاب الشرعية من صاحبها الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي".

وختم يوسف بقوله: "فلنجلس على طاولة واحدة دون شروط مسبقة، ولا نطلب أكثر من عودة المسار الديمقراطي، وهو أمر لا يختلف عليه أحد، فإن كانت المصلحة في عودة مرسي فأهلاً بها، وإن كانت غير ذلك، فسنوافق من أجل مصر".

وأطاح قادة الجيش المصري، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، في يوليو الماضي، بمرسي، أول رئيس مدني منتخب منذ إعلان الجمهورية في مصر عام 1953، في خطوة يعتبرها المؤيدون له "انقلابًا عسكريًا"، ويراها الرافضون له "ثورة شعبية".



مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -