في ظل التوقعات بإعلان المشير عبد الفتاح السيسي ترشحه للرئاسة في الانتخابات المقبلة، واتهام البعض له بتبني السياسات الاستبدادية التي كان يتبعها الرئيس المخلوع حسني مبارك، كان لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية رأي آخر، حيث اعتبرت أن النمط الذي خرج به السيسي للمصريين يختلف كثيرا عن نمط مبارك.
وألقت الصحيفة البريطانية الضوء على بعض أوجه الاختلاف بين السيسي ومبارك، من أهمها، أن مبارك كان يعتمد للاحتفاظ بسلطته على الأجهزة الأمنية، بينما يعتمد السيسي على المنظومة العسكرية.
وعلى عكس مبارك، يمتلك السيسي (وفقا للصحيفة) شعبية جارفة بين طبقات المجتمع المصري، حيث تشير "فاينانشال تايمز" إلى أن شعبية السيسي حقيقية، على عكس الشعبية الوهمية التي كان يزعمها مبارك ونظامه.
لكن الصحيفة أخذت على السيسي اعتماده على إشاعة حالة من "الشعبوية" لدى المصريين بدلا من أن يعتمد على القيام بإصلاح شامل للدولة، مشيرة إلى أن هذا الإصلاح هو ما تحتاجه مصر بالفعل، وذلك وفقا للأرقام والإحصائيات.
ولفتت إلى أن الرموز الليبرالية في الحكومة صاحبة المهارات التكنوقراطية القادرة على قيادة التغيير تغيب عن المشهد بمرور الوقت، حيث تخرج من الحكومة واحدا تلو الآخر، وعلى رأسهم نائب رئيس الوزراء المستقيل زياد بهاء الدين.
إن المرحلة الانتقالية التي تعيشها مصر منذ "الانقلاب العسكري" في يوليو الماضي تتميز بحالة من "تأليه" السيسي، مضيفة أنه يتمتع في الوقت ذاته بتملق واسع النطاق ممن يجعلون منه ما يشبه المعبود، مما ينذر بتحول السيسي لفرعون.
وقالت الصحيفة إن الجيش الذي وضع حدا لحكم الإخوان المسلمين الطائفي والذي تسبب في فرقة شديدة بين المواطنين (حسب قول الصحيفة) سبق وأن تعهد بتحقيق الديمقراطية في خارطة مستقبل وضعت بعد الإطاحة بمحمد مرسي، لكنه في الواقع ينتهز كل فرصة لإعادة دولة مبارك البوليسية.
ودللت "فاينانشال تايمز" على ذلك بقيام الحكومة المصرية الحالية بحظر جماعة الإخوان باعتبارها منظمة إرهابية، وكذلك امتلاء السجون بالمعارضين، وليس من الإسلاميين وحسب، وإنما حتى المعارضة الليبرالية والعلمانية ورموزها الذين كانوا من أبرز رموز ثورة يناير.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment