ارشيفية

قال الدكتور مصطفى إبراهيم –المنسق العام للائتلاف العالمي للمصريين بالخارج- إن تحرك المصريين في الخارج ضد الانقلاب العسكري كان تحركاً عفوياً وتلقائياً ومباشراً وكان تحركاً من أجل الوطن وانطلاقاً من أهداف ثورة 25 يناير ودعماً للمسار الديموقراطي.

وأضاف في "حوار خاص" على الجزيرة مباشر مصر أن فكرة الائتلاف مرت بمراحل مختلفة منذ قيام ثورة 25 يناير حتى وصلت في شكلها الحالي في نوفمبر الماضي ثم تم الإعلان عنه، مشيراً إلى أنهم يسعون للخروج من الأزمة السياسية الحالية لأن الموضوع أكبر من فصيل سياسي حيث أن الائتلاف يدافع عن حرية وكرامة كل المصريين على اختلاف توجهاتهم السياسية، موضحاً أن الائتلاف يفتح أبوابه لجميع المصريين من مختلف أنحاء العالم.

وأوضح أن الائتلاف العالمي للمصريين بالخارج يضم الجاليات المصرية في 16 دولة حتى الآن وأن العضوية عضوية مؤسسات وليست عضوية أفراد وذلك بهدف المشاركة في بناء الوطن والدفاع عن مواطنيه، والائتلاف موجود بقوة في الدول الأوروبية وأستراليا والولايات المتحدة ودول البلقان واليابان.
وأشار إلى أن عضوية المؤسسات يجب أن تكون معلنة تعمل في إطار القانون وتتسع لجميع المصريين دون إقصاء أو احتكار، مشددا على أنه لا علاقة لجماعة الإخوان المسلمين بالائتلاف وهو مؤسسة للكل، ويحاول من خلال الائتلاف نقل حقيقة ما يحدث في مصر بخلاف ما تحاول نقله حكومة الانقلاب، ولا شك أن بعض حكومات الدول الغربية تخالف الأعراف الديموقراطية وتغلب المصالح المؤقتة.

وقال د. إبراهيم إن تحرك المصريين في الخارج ضد الانقلاب العسكري له عدة أدوار من بينها إرسال رسالة مساندة وواضحة للشعب المصري، وتوصيل صورة للمجتمع السياسي وصناع القرار والجماهير في العالم كله على حقيقة ما يجري في مصر في الوقت الذي أغلق فيه نظام الانقلاب صوت كل المؤسسات المدنية منفرداً بالتعبير عن نفسه فقط.
وأضاف أن الائتلاف يقوم أيضا بالتعامل مع الرأي العام وتحويل القضية المصرية إلى قضية رأي عام عالمية تعبر عن نضال الشعب المصري، لافتاً إلى أن الحكومات الغربية كان وضعها في البداية محايداً وفيه نوع من الاتساق مع مبادئ الديموقراطية في تلك الدول ثم تحول إلى موقف الساكت والمتفرج على انتهاكات الانقلاب بحجة أن الانقلاب يسعى لعودة المسار الديموقراطي.

وأكد أن العامل الأساسي في تحرك ومناهضة الانقلاب في الخارج هو صمود الشعب المصري ضد الانقلاب في الداخل، لافتاً إلى أن الائتلاف بدوره يحاول رفع كفاءة التعامل مع السياسيين في الدول المختلفة وتوصيل رسالة واضحة لما يحدث من تجاوزات في مسارات الديموقراطية، ومنها تحرك الأطباء المصريين بالخارج الذي كان واضحاً للبرلمان الفرنسي وتقدموا بمذكرات تعبر عن حالة من حالات القمع الشديد من داخل واحدة من المستشفيات الميدانية.
كما أن هناك تحركاً مباشراً ومميزاً ومستمراً-بحسب مصطفى- في كل من الاتحاد الأوروبي واليابان، وبالتالي فقد قمنا بتحركات واضحة باتجاه البرلمان الفرنسي والبرلمان الأوروبي لنقل واقع حقوق الإنسان في مصر، ووجهنا رسالة شبه أسبوعية للبرلمانات ووزارات الخارجية لتوثيق الوضع في مصر وحدث ذلك وقت الاستفتاء على دستور لجنة الخمسين.

وقال "منسق عام الائتلاف" إن المصريين بالخارج كان لهم تحرك قوي أثناء عملية الاستفتاء الذي حاول الانقلاب نقلها بشكل خاطئ، مشيراً إلى أن الائتلاف في تواصله مع الرأي العام العالمي يسلك طرق الإعلام التقليدي وكذلك التواصل المباشر مع الجماهير في شكل ندوات ومؤتمرات وأيضاً عن طريق الإعلام الشبكي عبر الإنترنت، وقد وجدنا استجابة واضحة من الصحافة الغربية المكتوبة بينما ما زالت الصحافة المسموعة والمرئية بعيدة ونواجه مصاعب في إقناعها بقضيتنا، لافتاً إلى أن هناك تحركا قانونيا وآخر حقوقي بشأن القضية المصرية، وأن التحرك القانوني طويل في آلياته لكن هناك خطوات كبيرة قد اتخذت فيه، ووصل الملف المصري فعلياً لمحكمة الجنايات الدولية وهذا الملف يسمح للمحكمة بالبدء في التحقيق رغم عدم مشاركة مصر أو توقيعها عليها.
وأضاف أن الائتلاف يتحرك على مستويات قانونية مختلفة وليس التحرك باتجاه الجنائية الدولية هو التحرك الأوحد، لافتاً إلى أن قائمة المتهمين بالملف لا يشمل عبد الفتاح السيسي ومحمد إبراهيم فقط بل يضم كل من ساهم ومول وخطط وشارك وأمر ونفذ وحرض على قتل وقمع المتظاهرين، كما يضم الملف قائمة الإعلاميين الذي قاموا بالتحريض على القتل بشكل مباشر وعلني وهذه من القضايا الأساسية التي تخص الملف، مشيراً إلى أن هدف الائتلاف هو إحداث نقلة نوعية في تلك الفعاليات وهناك بالفعل حملات وتحركات إيجابية أحدثت نقلة نوعية في تلك الأعمال الجماهيرية، وعلى مدار الـ7 أشهر الماضية منذ حدوث الانقلاب لم يمر أسبوع واحد إلا وتقوم فيه الجالية المصرية في فرنسا بفعالية أو اثنين على الأقل لتأييد الديموقراطية ومناهضة الانقلاب العسكري وكلها فعاليات حازت باحترام الفرنسيين.

وأشار د. مصطفى إلى أن تحركات الائتلاف أحدثت نقلة نوعية في زيادة الحشد والتأييد للشرعية في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن أحداث التظاهر السلمي خارج القنصلية المصرية بفرنسا وقت الاستفتاء على دستور 2013 حاولت القنصلية استغلالها لتوريط السلطات الفرنسية والمصريين داخل القنصلية رغم سلميتها ودون تعطيل العمل داخل القنصلية. وقال إن مؤسسات الدولة مجندة بشكل كامل للدفاع عن الانقلاب وتبييض وجهه ومن خلال بعض الشخصيات العامة والنخب التي تسوق للانقلاب مثل علاء الأسواني أو من خلال البعثات الدبلوماسية للخارج للتسويق لصالح الانقلاب، مؤكداً أن الائتلاف يسعى لفضح أكاذيب الانقلاب العسكري في مصر والدليل أننا كنا نطالب دائماً بالدخول في حوارات ومداخلات علنية ومباشرة مع هؤلاء النخب لكنهم كانوا دائماً يرفضون المواجهة.

وقال إنهم يتحركون لفضح الأكاذيب التي تروجها نخب الانقلاب وما جرى لعلاء الأسواني خير مثال، وإن المصريين في الخارج لن يسمحوا لأي من الانقلابيين بالكذب أما من جاء ليتحاور معنا فسوف نتحاور معه، لافتاً إلى أن ما يحدث في مصر هو محاولة لتصوير معارضي الانقلاب العسكري بأنه فصيل سياسي معين وفقط وهذا مخالف للواقع، ومن يريد تسويق أفكار ضد الإخوان لا يدرك أننا هنا في الخارج نعيش في مجتمع مفتوح ونستطيع معرفة الحقيقة.
كما أن التحرك ضد الانقلاب في المجتمع الغربي ليس جريمة كما تصوره سلطة الانقلاب، وليس بالضرورة من هم ضد الإخوان أن يكونوا مؤيدين لعودة العسكر فهناك من يرفض أولئك وهؤلاء، مشيراً إلى أن تحرك عدد كبير من المصريين من المعسكر المؤيد للانقلاب إلى معسكر عدم التأييد أمر بدا واضحاً وجلياً الآن بشكل كبير ويظهر ذلك من خلال المشاركات.

وأضاف "منسق عام الائتلاف" أنهم يحاولون من خلال الائتلاف تجميع القواسم المشتركة بين المصريين بالخارج للدفاع عن الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي 
ومن أجل الوطن وليس من أجل أي فصيل سياسي حيث أننا نسعى للانفتاح مع الجاليات المصرية في الخارج ولا ندافع عن أشخاص أو فصيل بعينه ولكن ندافع عن وطن، كما نسعى إلى توصيل رسالة أساسية بأن الوفاق الذي نسعى لحدوثه بين أبناء الشعب المصري ككل وليس بين القوى السياسية فحسب، لافتاً إلى أن النظام الانقلابي الحالي يقتل ثروة مصر الحقيقية وهم الشباب ويحاول العودة بنا إلى نظام أسوأ من نظام مبارك، مشيراً إلى أن القواسم المشتركة تتمثل في حرمة الدم المصري وحرمة التعدي على الإنسان المصري.

وقال إن أي مبادرة سياسية لابد أن تأتي بوفاق ورضا الشعب المصري وهذا ما لا يريده الانقلاب بل يريد توريط الشعب وتصدير صورة للمصريين بأنه هو المتحكم في الأمور، مشيراً إلى أن الائتلاف لا يدافع عن فصيل ولكن نسعى لاستعادة المسار الديموقراطي بعدما سرقته سلطة الانقلاب، لافتاً إلى أن الجيل الذي ذاق معنى الحرية والكرامة في 25 يناير سينتصر شئنا أن أبينا والانقلاب زائل لا محالة، مشيراً إلى أن تحرك الائتلاف خلال الفترة القادمة سيكون أكثر كفاءة برغم ما تحاول سلطة الانقلاب تصديره لنا بأنه المتحكم في المشهد.

المصدر: الجزيرة مباشر مصر

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -