
48 ساعة من القلق، عاشها الشعب المصري على الشباب الذين فقدوا أعلى جبل "باب الدنيا"، المجاور لجبل سانت كاترين، ويبعد عن مدينة "كاترين" نحو 12 كيلو مترًا.
مأساة أثارت تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مما أثار انتباه وسائل الإعلام، وسادت حالة من الأنباء المتضاربة حول تقاعس السلطات المصرية.
ورصدت حسابات رواد موقع التواصل الإجتماعي شهادات متضاربة حول حقيقة تخاذل السلطات في إنقاذ مجموعة من الشباب ضلوا طريقهم بجبل سانت كاترين بسبب سوء الأحوال الجوية وهبوب عاصفة ثلجية أثناء قيامهم برحلة سفاري، وعثر على 3 قتلى كان رابعهم المخرج محمد رمضان، الذي عثر على جثته صباح اليوم الأربعاء.
وأنشأ أصدقاء رمضان صفحة على موقع "فيس بوك" تحت عنوان "أﻧﻘﺬﻭﺍ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﻣﻀﺎﻥ"، والتي وصل عدد مشتركيها إلى أكثر من 7 آلاف شخص خلال ساعات قليلة.
ووجه عدد من أصدقاء رمضان نداءات إلى القوات المسلحة، للتدخل مع إحدى شركات الاتصالات لتحديد موقعه، خاصة أن جهاز الموبايل الخاص متصل على خدمة "الفايبر" قبل أن يغلق.
ونجحت الحملة التي شنها أصدقاء رمضان على "فيس بوك" في تحرك الجيش والأجهزة الأمنية، لكن بعد فوات الأوان، حيث أعلن المتحدث العسكري في وقت سابق من اليوم العثور على جثة رمضان .
وقال أحمد حسونة، صديق المخرج محمد رمضان في شهادته: "بالغ الحزن والأسف، وصلنا نبأ وفاة صديقنا وزميلنا المخرج الشاب محمد رمضان، والذي كان سيعرض فيلمه "حواس" اليوم بمركز سينما الحضارة ضمن العرض الخاص بالأفلام الفائزة بالمهرجان القومي للسينما، وقد تم إلغاء العرض حدادًا عليه، وتم جدولته إلى ١٢ مارس.. شكرا لكم ولتفهمكم"
"مش عارف أطرد من دماغي فكرة إن الشباب اللي ماتوا في سانت كاترين خرجوا من الدنيا من جبل اسمه (باب الدنيا) موجود في أم الدنيا اللي بقت أد الدنيا"، هكذا علق المطرب "حمزة نمرة" على حادث فقدان الشباب أعلى جبل "باب الدنيا" المجاور لجبل سانت كاترين.
وأضاف: "كان نفسي أروح المكان ده.. كرهته خلاص ومش عشان بخاف من الموت.. لكن عشان ده مكان غدر بناس حبته وقهر أهلهم.. كل ركن ف البلد دي بقى مربوط بوجع"!
وقال هيثم تابعي: "خلصت القصة، الحمد لله ربنا أنقذ اتنين من صحابي، مها الأسود ومحمود فاروق، ورحم أربعة من صحاب صحابي. أحب أقول إن معظم الكلام المتداول عن اللي حصل شائعات وكذب وروايات مختلقة من ورا شاشات الكمبيوتر، بدوافع سياسية بحتة".
وأضاف: "الناس كلها بنت كلامها على بوست فيس بوك لواحد تراجع عن كلامه وقال إنه اتفهم غلط بعدين! والحقائق المؤكدة إن المنطقة جبلية وعرة وفيه ظرف مناخي استثنائي، ضيف لده إن الإمكانيات نفسها في البلد تعبانة والعقل الباطن للمصريين ما بقاش يفرق معاه فكرة مين يموت أو إزاي يموت".
وأكد تابعي: "بحسب معلوماتي الشخصية من مصادر متعددة، الجيش اتحرك بعد ساعات قليلة من البلاغات يوم الاثنين بعد يوم محموم من تفجير طابا في نفس القطاع أصلاً، وقت التدخل كان متأخرًا، معرفوش يوصلوا لهم، رموا لهم إعاشة وبطاطين، والطيارة خدتهم فجر الثلاثاء".
وجاءت شهادة إسلام جوهر، شاهد عيان كالتالي:
"أولاً: أنا كنت هناك، فكل كلمة مسؤول عنها، والناس اللي هناك صحابي اللي لسه عايشين واللي توفوا وربي شهيد على كلامي وكله للأمانة فقط".. بهذه الكلمات بدأ...
١- المجموعة كانت مكونة من ١١ شخصًا، ٣ رجعوا ومكملوش واللي كمل ٨، سابوا عدة السفر (سليبينج باج و جواكت..) في الاستراحة.
٢- الجو لما طلعوا كان طبيعي (ما اعتقدش إنه في حد مضحي بحياته، والكلام موجه للناس اللي بتقول إيه اللي وداهم هناك).
٣- وهما على الجبل وفي خلال ١٥ دقيقة حصلت العاصفة التلجية (لأول مرة)، وغطت الجبل بالتلج وغيوم ورعد وأمطار ووصلت درجة الحرارة (بناء على كلام أحد الأدلة البدو) ناقص ٣٠، وبسبب الجو والغيوم تاه الدليل، وتاهوا صحابنا.
٤- في ظل الظروف دية في ناس ما قدرتش تستحمل الجو وبدأت تتعب، وفيه اللي أغمى عليهم، وما بقوش قادرين يتحركوا.
٥- بعد توهان لمدة ١١ ساعة في الجبل طلع أدلة تانيين محاولين إنقاذهم، وتم ذلك لـ4 أشخاص، وتم تسليمهم في إحدى المناطق الجبليه بوعود للرجوع لإنقاذ الـ4 الآخرين، أحياء أم أموات، ما قدرش أحكم لأن أصحابنا لسه ما فاقوش عشان يحكوا لنا بالتفاصيل .
٦- علمنا من الداخلية والجيش والبدو إن فيه عناصر من الجيش والشرطة والبدو طلعوا الجبل بحثًا عنهم، ولكن بسبب انعدام الاتصالات وسوء الظروف الجوية كان إنقاذهم في نفس اليوم صعب، علمًا بوصول طائرة لهم على الخامسة عصرًا، وتحركت من مطار سانت كاترين في الظلام (وكلام ثقة من أحد الطيارين إنه عملية الإنقاذ ليلاً صعبة في هذه التضاريس)، وصلوا المكان ولكن للأسف الطيار مكانش معاه معلومات عن اللي حيتم إنقاذهم، بحيث كان فيه ناس كتير عاوزة تنزل مع الأربعة المصابين بسبب الظروف، فعاد أدراجه للمطار (سوء تواصل ما بين الأجهزة وانعدام الخبرة).
٧- تاني يوم الساعة ٥ فجرًا، كنت أنا وأصدقائي أمام مطار سانت كاترين، الطيار بدأ يجهز طيارته عشان يتحرك حوالي الساعة ٧ صباحًا، مع العلم إنه أخد معاه مؤونة للعساكر عشان يرجعوا سيرًا للكتيبة، بعد إقلاع الطيارة وصلت لنا معلومات إنهم حيكونوا في مدينة أبو رديس يزود الطيارة بالنزين ويطلع يجيب باقي الأشخاص وكلهم ينزلوا على مطار سانت كاترين، وبعد ما يقارب ٤٥ - ٦٠ دقيقة، لقينا الطيارة نزلت مطار سانت كاترين ومعاهم أربعة أشخاص سلمهم للإسعاف وكانوا بصحة جيدة جسديًا وطار يزود بنزين في المطار بتاع لأبو رديس .
٨- طبعًا هنا بدأت جميع أنواع الإشاعات تطلع عن وفاة الأربعة أشخاص، وفيه اللي قال إنه واحد عايش وتلاتة متوفين، مع العلم إننا عارفين إنه رمضان كان تايه من يوم الاتنين وبلغنا بالكلام ده (وهنا بدأ شغل الإعلام القذر من تحريف للوقائع ونسب كلام على لسان زي إشاعة إن فيه ٣ سائحين أجانب معانا وتم إنقاذهم، إن تامر صاحبنا قال إنه كلم الجيش وهوا في الحقيقة مقالش هوا كلم مين،، وخد من إعلامنا كتير).
٩- اليوم عدى للساعة خمسة بالليل من غير ما يتم انتشال الأربعة أشخاص، كل اللي حصل إننا سمعنا إن فيه طيارة طلعت من بني سويف مجهزة للنوع ده من العمليات، وإن ما فيش أوامر أخدها طيار الطيارة الأولى إنه يرجع للأربعة أشخاص، وعلى هذا الكلام فِضلنا في جدل وانهيار عصبي وحصل لخالة إحدى الأربعة أشخاص تعب نفسي مش طبيعي، لإن إخواتنا فوق ومش عارفين عايشين ولا ميتين، وكنا شبه مدمرين نفسيًا ورفضنا تمامًا التحدث مع إحدى القنوات أو الميديا اللي كانت أمام المطار في الوقت ده بعد كمية الكذب والتحريف اللي بنسمعها.
١٠- آخر الأخبار قبل ما أتحرك على (١١ مساء) للقاهرة، إن النهارده حيتم انتشال الجثث بعد ما تم التأكد بسبب الفيديو اللي كلنا شوفناه.
١١- عرفنا صباحًا من أحد البدو إنهم لقوا محمد رمضان متوفى، وما حبيتش أتكلم أو أبلغ إلا لما أتأكد، وتم التأكد ونشرت الخبر.
وأضاف "اللي ربنا أحياهم : يسرا، إيهاب، مها وفاروق ".
والمتوفَّون هم :"هاجر، أحمد عبدالعظيم، خالد السباعي ومحمد رمضان".
ربي أسكنهم فسيح جناتك وارزق أهلهم الصبر والسلوان وارزقهم بدار خير من دار الدنيا وأشهد أن لا الله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" .
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment