مدرب الكاراتيه - ارشيفية

في محيط المسجد زائرون يقصدون العبادة، وآخرون يقصدون "بلية".. ذلك الفتى الجالس بـ"فرشة" تضم بعض الشرائط والأقراص المدمجة.

ينصب بلية "فرشته" بالقرب من ساحة الفتح بشارع رمسيس، وسط القاهرة، وبين خبايا الباعة الجائلين بالمنطقة، لبيع سيديهات الأفلام الممنوعة.. سينما وواقع.

هو الشاب م.ص (30 عاما)، واشتهر بين زبائنه باسم بلية، صاحب الدماغ العالية، يحترف تجارة الأفلام ويترصد فضائح المجتمع لجني الأرباح.

يقول بلية إن الإنترنت والأفلام الإباحية ووسائل التكنولوجيا الحديثة أضرت كثيرًا بتجارته، ما اضطره للبحث عن الأفلام النادرة وغير المتوافرة على شبكة المعلومات.

مهمته تبدأ بترصد الفضيحة ووسيلة الحصول على نسخة مرئية منها شريطة أن تكون أصلية، وبعد الحصول عليها يقوم بعمل المونتاج بنفسه، ومن ثم طباعة صورة منها لاختيارها كـ"أفيش" لفيلم الموسم.

في الخفاء، حقوق النشر محفوظة لبلية مقابل الحصول على "فيلم المحلة"، أحدث فضيحة في بر مصر.

فيلم مدرب الرذيلة بنادي البلدية يعتبره بلية "منحة له من الله" تدر عليه دخلًا يكفيه لأسابيع طويلة، حسب تعبيره.

السرية التامة شرط بلية على الزبون، فالفضيحة هذه المرة تتعلق بشخصيات أمنية وقضائية، حسب قوله، مما سيعرضه للخطر أو الزج به في السجون.

لكن تجارة بلية لا تقتصر على أفلام الفضائح، فكل ما هو ممنوع معروض، ومنها الأفلام العربية الممنوعة من العرض والأفلام الأجنبية المثيرة، إضافة إلى الأفلام المدبلجة.

قائمة الأسعار تبدأ من 10 جنيهات، وتصل إلى 45 جنيها للأفلام الإباحية أو "الشمال" كما يطلق عليها بلية، أما سعر فيلم المحلة فيصل إلى 300 جنيه، باعتباره "فيلم الموسم".

الزبائن من جميع الأعمار والفئات، بنين وبنات، وللأثرياء العرب وضع خاص، حيث يقبلون على شراء فضائح المصريين بشدة، و"بيدفعوا كويس"، بحسب تعبير بلية.

لكن أغلبية زبائن بلية من الشباب الذين جاءوا للبحث عن صورة أو فيديو نادر يشبع حماستهم ورغبتهم الجنسية أو تطلعاتهم الدرامية.

يقف عاصم ذو الـ 25 عاما، أمام الفرشة فاتحا عينيه، وبسرعة البرق يقرر شراء أحد المعروضات، ولا يجد حرجا فى سؤال بلية عن "الأفلام الشمال" أو "فضيحة المحلة"، فهو يراها أمرا طبيعيا، لأن "الممنوع مرغوب"، حسب تعبيره.

أما طه، فهو شاب من منطقة إمبابة، جاء خصيصا ليطلب من بلية النسخة الأصلية الكاملة لفيلم حلاوة روح، الممنوع من العرض، قائلا: "بصراحة الفيلم شدنى وحبيت أشوفه".

ووسط مطالبات الزبائن، انشغل بلية بتوزيع كروته الشخصية للتواصل وتوصيل الطلبات إلى المنازل، وبجواره بلية آخر على "فرشة" أخرى.. وفي الخلفية مئذنة مسجد الفتح ..

مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -