وعللت الدار حكمها بأن هذه العملية تدخل في إطار الرشوة المنهي عنها شرعًا؛ والأصل في الذي يرشح نفسه للانتخابات أن يكون أمينًا في نفسه صادقًا في وعده، ولا يجوز له أن يستخدم أمواله في تحقيق أغراضه الانتخابية بالتأثير على إرادة الناخبين، بالإضافة إلى الخداع والكذب.
جاء ذلك في أحدث أبحاث الدار والتي صدرت عن إدارة الأبحاث الشرعية، لتقديم رؤية شرعية شاملة حول الأخلاقيات التي ينبغي مراعاتها في العملية الانتخابية.
كما أشارت الدار إلى وجوب عدم المبالغة في الدعاية الانتخابية؛ لأن هذا منهي عنه شرعًا، كما حذرت من وضع النصوص الشرعية من آيات أو أحاديث كشعار للمرشح؛ لِما قد يترتب على ذلك من وضع النصوص في غير مواضعها، وستخدام المنابر في الدعاية ؛ وذلك لِما في هذا من إخراج للمنبر عن وظيفته الرئيسة في هداية الناس، وإقحام الدعاية الانتخابية في هذا مظنة للتسبب في حدوث الشقاق بين المصلين.
وقالت إن اختيار الحكام والولاة في كل دولة ليقوموا على رعاية أمور الناس ومصالحهم الدينية والدنيوية من أهم المهمات في الشريعة الإسلامية مستشهدة بذلك بايات من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة .
وشددت على أنه يجب أن يبذل الناخب وسعه في اختيار من يراه صالحًا للقيام بهذه المهمة، دون النظر إلى حزب أو جماعة أو مكان، مع العلم أن الأمر يدور على ظن راجح لا قطع فيه، فهو يدور بين الصواب والأصوب، لا الحلال والحرام.
كما طالبت الدار بضرورة التحلي بالعدل والإنصاف في القول والفعل بين المرشحين للانتخابات أو بين المرشح والناخب أو بين الناخبين، وذلك لتحقيق المنافسة الشريفة بين المرشحين، وخلق مناخ يتسم بالوئام في أثناء العملية الانتخابية والبعد عن العصبية والتحزب الممقوت والتثبت في نقل الأخبار وتجنب الخوض في الأعراض.
وأوضحت دار الإفتاء أنه قد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم اختيار الصحابة لمن يمثلهم وينوب عنهم، دون تحديد طريقة معينة للاختيار والمشورة ، مثلما حدث في بيعة النقباء.
وأضافت أن الشرع الشريف نهى عن الهجر والتقاطع، وحذر من أسبابهما من العصبية والعنصرية، وكذلك النقاشات والمجادلات العقيمة التي تفضي إلى المشاحنات؛ التي يقع بسببها التباغض وإفساد المودة بين أبناء الوطن الواحد، محذرة من المسارعة إلى نقل الأخبار وإذاعتها قبل التأكد منها، وضرورة الرجوع إلى المصادر الموثوقة في إصدار المعلومات.
مصر العربية

0 التعليقات:
Post a Comment