تحت عنوان "أمريكا تحرض على الفوضى في مصر، قالت افتتاحية صحيفة واشنطن بوست إن دعم الولايات المتحدة لنظام المشير عبد الفتاح السيسي" الأكثر قمعًا خلال نصف قرن على الأقل، بمثابة تحريض على مزيد من الفوضى، واعتبرت أن محاولات القضاء على كافة أشكال المعارضة في مصر محكوم عليها بالفشل.



وفيما يلي نص الافتتاحية..



إدارة أوباما تلتمس من الحكومة العسكرية اتخاذ الخطوات الأدنى لتبرير الاستئناف الكامل للمساعدات الأمريكية، وتتضمن تلك الخطوات إطلاق سراح الصحفيين والنشطاء المروجين للديمقراطية.



لقد صرح وزير الخارجية جون كيري في وقت سابق هذا العام: "نحتاج مساعدة الجنرالات في مصر لنتمكن من مساعدتهم"، لكن بالرغم من ذلك، فإن نظام عبد الفتاح السيسي لم يفعل إلا النقيض، من حيث المضي قدمًا في الاضطهاد السياسي، وتجهيز قوانين جديدة "لمكافحة الإرهاب"، لتجريم كافة أشكال المعارضة للحكومة.



لكن رد فعل الإدارة الأمريكية كان مستسلمًا تمامًا، فقد أعلنت الأسبوع الماضي إرسال 10 طائرات أباتشي إلى القاهرة، في خطوة معاكسة لموقفها السابق من أن تسليم أنظمة أسلحة كبيرة يعتمد على "التقدم المصري تجاه حكومة شاملة ومنتخبة ديمقراطيًا"، كما أخطرت الكونجرس بالمضي قدمًا في إرسال 650 مليون دولار من إجمالي 1.5 مليار دولار من المساعدات الأمريكية لمصر، في موازنة العام الحالي، لتمويل العقود المستمرة، والبنود المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، ومنع الانتشار النووي.



على المستوى الفني، قد يتم تبرير تصرف الإدارة الأمريكية في إطار الشروط القانونية التي تحكم المساعدات إلى مصر، والتي تسمح بإرسال بعض الأموال حتى في حالة عدم شهادة الخارجية الأمريكية بانتقال الدولة المرسل إليها المساعدات نحو الديمقراطية، لكن لا يمكن الدفاع عن تلك الخطوة في إطار أكثر اتساعًا.



في واقع الأمر، فإن الولايات المتحدة تعطي نظام السيسي "تصويت ثقة"، بالرغم من تثبيت أركان أكثر الأنظمة القمعية التي عرفتها مصر، على الأقل في نصف قرن.



وليس من قبيل المفاجأة أن تلقى خطوة تسليم المساعدات مقاومة ثنائية حزبية داخل الكونجرس، حيث أعلن السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي، رئيس اللجنة الفرعية للمخصصات بمجلس الشيوخ، تعليقه لإرسال مساعدات لمصر، وكذلك عبر السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام عن معارضته، وهما محقان في اتخاذ هذا الموقف.



جون كيري لم يعد يدعي، كما فعل منذ شهور، بعد انقلاب يوليو العسكري، أن نظام السيسي "يستعيد الديمقراطية"، لكن الإدارة لا تزال تجادل بضرورة دعم المصالح الأمنية الأمريكية الضيقة في مصر، والتي تتضمن الحفاظ على أمن قناة السويس ومقاتلة المتشددين في سيناء الموالين للقاعدة، وهي أسباب إرسال طائرات الأباتشي، لا سيما أن الجيش المصري يستخدم بكثافة 35 هليكوبتر أمريكية الصنع، للقتال في سيناء.



وبالرغم من مقتل حوالي 350 من أفراد الجيش والشرطة من متطرفين في سيناء منذ يوليو الماضي، لكن الأضرار الناجمة من رد الفعل الثقيل من النظام تتجاوز الفوائد، حيث أشارت تقارير إلى سقوط عشرات القتلى المدنيين، وتدمير مئات المنازل جراء هجمات الأباتشي.



التقارير التي تتعلق بالوضع في سيناء متشرذمة، بسبب الصعوبات التي يواجهها الصحفيون لتغطية الأحداث في سيناء، والذين يخضعون لمراقبة، وأحيانا يزج بهم في السجن.



وفي نطاق أوسع، فإن محاولة النظام المصري القضاء على المعارضة ككل، بينها قوى سلمية ومدنية وديمقراطية، محكوم عليها بالفشل، الولايات المتحدة فقط تحرض على المزيد من الفوضى في مصر عبر دعم النظام.



وقال ليهي إنه سوف "يعلق مساعدات أمريكية جديدة لمصر لحين فهم أفضل في كيفية استخدام المساعدات، ورؤية دليل مقتع بالتزام الحكومة بسيادة القانون".

مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -