تحت عنوان "حزب النور السلفي..تحالف سياسي هش مع السيسي رئيس مصر المنتخب"، تطرقت صحيفة واشنطن بوست في تقرير للصحفية إيرين كانينجهام إلى عدم استجابة العديد من السلفيين لدعوة قيادات الحزب للتصويت لمرشح الرئاسة عبد الفتاح السيسي.

وفيما يلي نص التقرير:

رغم الانتصار الكاسح الذي حققه وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة، إلا أن الإقبال على التصويت كان منخفضا، في انتخابات شهدت عزوف السلفيين، رغم الموقف الرسمي لحزب النور بالتصويت لصالح السيسي.

قيادات حزب النور، الذي يديره سلفيون يروجون للشريعة، ساندوا السيسي في انتخابات الرئاسة، بعد دعم خطوته بعزل منافسهم الرئيس المنتخب الإسلامي محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، التي كانت في تنافس مع الحزب السلفي على اجتذاب الناخبين الإسلاميين في أعقاب ثورة يناير 2011.

ولكن عبر ثلاثة أيام من التصويت فشل حزب النور في حشد أعداد كبيرة للتصويت للسيسي، الذي تسببت حملته القمعية على الإسلاميين في نفور العديد من أعضاء الحزب، ومن المجتمع السلفي الأوسع نطاقا. وبالرغم من قرار القيادة بتأييد وزير الدفاع السابق، لم يصوت إلا القليل لمرشح ليس إسلاميا، بحسب بعض المحليين.

غياب السلفيين عن انتخابات الرئاسة جسد ما وصفه مراقبون بـ "التحالف الهش المبني على مصلحة مشتركة لا تتجاوز، إلا بقدر ضئيل، القضاء على الإخوان المسلمين كقوة سياسية، لكن في حالة انحلال زواج المصلحة، سيفقد السيسي حليفا إسلاميا يحتاجه لتصوير شراكاته السياسية على أنها تتسم بالشمول، كما تترك منفذا لمجموعة من الناخبين السلفيين، الذين ربما يكونوا من معارضي السيسي، ولكن من ناحيته، يخاطر حزب النور، الذي فاز بربع الأصوات البرلمانية عام 2011، بأن يضحى في مرمى النظام.

وقال الباحث الإسلامي والعضو السابق في الجماعة الإسلامية كمال حبيب: "إذا ساند حزب النور الدولة، دون اللجوء للعنف، سيعتبره النظام حليفا، أما إذا حدثت اختلافات سياسية، ولجأ أعضاء الحزب إلى التظاهر، سيتم وضع الحزب على خط التماس".

المجموعات السلفية مثل حزب النور تأسست في أعقاب ثورة يناير التي أقصت الرئيس المستبد حسني مبارك، شكلت جمهور ناخبيها عبر عقود من الوعظ الديني، والعمل الخيري على مستوى القاعدة الشعبية، لكن السلفيين كانوا بعيدين عن السياسة في عصر مبارك لضمان البقاء، لا سيما وأن الرئيس الأسبق كان يرى في الإسلام السياسي خطرا على حكمه.

السلفيون، نابعة من لفظ "سلف" وتعني محاكاة سلوكيات صحابة النبي محمد في القرنين السابع والثامن..إنهم مع التفسير الصارم للقرآن، وبعكس الإخوان المسلمين، طالما اعتبروا المشاركة في السياسة عملا غير إسلامي. ويقدر عدد السلفيين في مصر بحسب بعض التقديرات بـ 5 مليون.

عندما دخل حزب النور المعمعة الساسية عام 2011، تحالف وتصادم مع الإخوان المسلمين، وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، ولكن بعد أن تنامت المعارضة لرئاسة مرسي، ناور حزب النور من أجل البقاء، مخففا من لهجته المتطرفة، وملقيا بثقله خلف السيسي، وقتما كان وزيرا للدفاع.

ويقول حزب النور أن السيسي هو الرجل الوحيد الذي يستطيع إعادة الاستقرار الاقتصادي، والسيطرة على البيروقراطية الواسعة والفوضوية.

ويقول حلمي إبراهيم، عضو لجنة العاملين التابعة لحزب النور بالأسكندرية: " قرار تأييد السيسي كان قرارا صعبا".

هناك القليل من المناطق التي تتلاقى فيها مصالح وأيدولوجيات الجانبين، بما خلق صدعا بين قيادات حزب النور، وأعضائه.

السيسي على سبيل المثال، رفض الإعلان عن برنامج سياسي، خلال حملته الانتخابية، بما ترك العديد من المصوتين في الظلام حول السياسات التي يعتزم تنفيذها.

حزب النور اقترح في الماضي حظر الكحول، ومنع ارتداء المايوهات على الشواطئ، وهي الخطوات التي من شأنها إجهاض صناعة السياحة المصرية، والانتعاش الاقتصادي.

ويقول خليل العناني، خبير الحركات الإسلامية في مدرسة جون هوبكينز للدراسات الدولية المتطورة:"دعم حزب النور للسيسي يمكن بسهولة أن يعطي نتائج عكسية، إنه يظل هشا جراء مادة في الدستور المصري الجديد تحظر الأحزاب القائمة على أساسي ديني، فإذا قررت المحكمة حل حزب النور، لن يجد إلا القليل من الدعم من المجتمعات الإسلامية والسلفية، التي تشعر بالغضب من تأييد الحزب للحكومة المدعومة عسكريا".

وقبل ستة أيام من انتخابات الرئاسة، نظم حزب النور مظاهرة تأييد للسيسي في الإسكندرية، لكن قياداته منعوا الأعضاء من التحدث إلى صحفيين.

وقال أحد الحاضرين في مظاهرة الحزب بالأسكندرية: " الإعلام الموالي للسلطة ضد الإسلام"، قبل أن يبعده أعضاء بارزون بالحزب السلفي.

وفي مدينة مرسى مطروح، أحد مراكز حزب النور السلفي، بلغت نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة 27 % من الناخبين المسجلين، وفقا لأرقام غير رسمية من لجان الاقتراع المحلية.

وقال يسري حامد، عضو سابق بحزب النور، ومؤسس لحزب الوطن: " أعضاء حزب النور ليسوا سعداء بالسياسات التي ينتهجها الحزب، لاسيما في موقفه من الرئيس الشرعي"، وأشار إلى أن حزب الوطن قاطع التصويت، ويتخذ موقفا معارضا لعزل الجيش لمرسي.

وتابع متحدثا عن السيسي: " السلفيون لا يقبلون شرعية رجل قدم إلى السلطة عبر سفك دماء المصريين".

وحتى القيادات المتوسطة لحزب النور، لديهم قناعة بأن التحالف مع السيسي لن يدوم، حيث يقول هاني لبيد، عضو لجنة الرياضة في حزب النور بالأسكندرية: " نحن ندعم الشعب، وليس السيسي كشخص، عندما رأينا أن الإخوان المسلمين، في مواجهة مع الشعب المصري، دعمنا الشعب، وهو ذات الموقف الذي سنتخذه مع السيسي نفسه، في نفس الموقف ".



مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -