في ساعات الشمس الحارقة، اصطف كبار السن أمام مكاتب البريد، اليوم الأحد، للحصول على المعاش الخاص بهم مع ارتفاع الأسعار والمرور بموسم رمضان.
مشهد طوابير كبار السن للحصول على المعاش يذكّر بمشهد وقوفهم أمام صناديق الاقتراع ولجان الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث كان أحد المشاهد المميزة لانتخابات ما بعد الثالث من يوليو الماضي.
200 جنيه أو 400 جنيه.. هي حصيلة الفائز من الوصول لشباك الصرف في مكاتب البريد بعد معاناة تصل لساعات وأحيانا لأيام مع شدة الزحام، ولجأ كبار السن خلال رمضان هذا العام إلى ارتداء كابات أو الاحتماء بالشماسي والأشجار للهرب من حرارة الشمس .
م خليل وقفت 4 ساعات في الطابور من أجل الحصول على المعاش الذي بلغ 240 جنيها، تقول إنها تعاني من هذا الأمر في بداية كل شهر إلا أن هذه المرة مختلفة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتزامن أوقات الصرف مع نهار رمضان، مؤكدة أن المعاش الذي تحصل عليه لا يكفي للإنفاق على أولادها الثلاثة.
ويصرخ المواطن طه عثمان الذي قضى قرابة 40 سنة خدمة في الحكومة مما وصفها بحالة الإهمال من قبل المسئولين بعد خروجه على المعاش، قائلا: "ارحمونا من المهزلة دي كل شهر، شوفولنا حل، عايزين أي حلول من الحكومة علشان ترحمنا من الزحام الشديد والانتظار بالساعات في طابور طويل".
عبدالقادر، مدير مالي سابق بإحدى شركات الكهرباء، تحول مصيره من الجلوس في المكاتب المكيفة إلى الانتظار ساعات طويلة من أجل الحصول على معاش لم يتعد 500 جنيه، يروي قصة كفاحه في الحصول على المعاش قائلا إنه يأتي أكثر من يوم في بداية كل شهر لأنه لم يتعود على الانتظار في الطوابير .
وأرجع عبدالقادر الإقبال الشديد على صرف المعاشات خلال شهر رمضان بسبب ارتفاع الأسعار وحاجة المواطنين لـ "إسعاف مالي" يساعدهم على مواجهة الغلاء.
عبدالله راضي يضع روشتة الخلاص من الطوابير قائلا: "الاستعانة بأكثر من موظف سيساعد كثيرًا على تجنب حالة الزحام الشديدة التي تشهدها طوايير صرف المعاشات كل شهر"، مؤكدًا أن كبار السن في حالة سخط شديد إلا أن حاجتهم للمعاش البسيط دفعهم للوقوف وتحمل ساعات الحر.
على عكاز وبجلباب مهلهل جاءت سمية من بولاق لصرف معاش زوجها، حيث لم يتبق في حوزتها سوى 4 جنيهات بعد إنفاق جنيهين بالمواصلات في طريق الوصول لمكتب بريد رمسيس.
أكدت سمية أنها تقف بالساعات كل شهر من أجل صرف المعاش، مضيفة: "معاش زوجي 160 جنيها تقريبا، وفي حال الصرف الآلي يتم تحصيل 10 جنيهات خدمة، وأنا في أمسّ الحاجة إليها، لذلك فضلت الوقوف بالساعات من أجل توفير الجنيهات العشرة".
المصدر : مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment