تحت عنوان "مصر في صف إسرائيل في الصراع مع حماس "، قالت صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية إن "الخطاب المناهض لحماس القادم من إسرائيل خلال صراعها مع غزة يتردد صداه في مصر، وهو ما قد يعتبره البعض مفاجأة منذ اندلاع القتال في الثامن من يوليو الجاري".
وأضافت الصحيفة : "البلد التي كان رئيسها منذ ما يزيد قليلا عن عام حليفا وطيدا لحماس باتت الآن أحد أعدائها الرئيسيين، حيث تثير الرأي العام ضدها بدعوى أنها فرع فلسطيني من جماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها السلطات المصرية".
وتابعت: "في المعتاد، دأب المصريون على انتقاد إسرائيل جراء القتلى الفلسطينيين في غزة ، ولكن أبو أحمد شهاب، 60 عاما، بائع أوشحة في وسط البلد، بادر بمهاجمة حماس بقوله: "حماس سبب ما يحدث لأشقائنا الفلسطينيين، إنها جماعة متطرفة".
وأردفت الصحيفة: " الصيف الماضي، قام الجيش المصري بعزل وسجن محمد مرسي من منصبه كرئيس، قبل أن يقوموا بتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، والزج بالآ لاف من قياداتها وأعضائها في السجون، وقتل المئات منهم، حيث أصبحت الحركة الإسلامية بؤرة تركيز القمع الأمني."
ومضت تقول: "منذ ذلك الحين، نجح النظام المصري المدعوم عسكريا، بقيادة عبد الفتاح السيسي، الذي تحول من رجل الجيش القوي إلى رئيس منتخب، في إثارة مشاعر معادية للإسلاميين، بين مساحة كبيرة من جمهور المصريين. كما ساعدت وسائل الإعلام الحكومية والخاصة على إشعال اتجاهات مناوئة لحماس".
ونقلت الصحيفة عن سائق تاكسي مصري يدعى مدحت كامل قوله: "حماس تنتهج سياسات مروعة ينعكس مردودها على النساء والأطفال..إنها تعتمد على العنف، ولا تستخدم الحوار".
واستطردت الصحيفة الأمريكية: " حماس تنتقد سياسيا في مصر بسبب ما سماه الدكتور مصطفى السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة "أساليب غير حكيمة في إدارة الصراع".
وأضاف تقرير الصحيفة: "حماس رفضت مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار لا تنهي الحصار المفروض على غزة، والتي تعاني اقتصاديا بسبب ذلك..العداء المصري ضد غزة قد يكون أحد الأسباب التي دعت الحركة الفلسطينية للقول إنها تقاتل إسرائيل بمفردها، دون دعم من المنطقة العربية".
وأردفت: "الوضع اليوم يختلف عن عام 2012 حيث توسط مرسي آنذاك لوقف إطلاق نار قبلت به حماس..لكن بعد مرور عامين، لا تفعل الحكومة المصرية إلا القليل لمساعدة الفلسطينيين، وتتهم حماس بمساعدة متشددين في مهاجمة جنود وأفراد شرطة مصريين".وتابع التقرير: "لا تزال مصر تغلق معبر رفح، بل أنها منعت قافلة مساعدات إنسانية من المرور".ونقلت الصحيفة عن خالد فهمي، رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية قوله إنه لاحظ تغيرا هائلا في المناقشات العامة في مصر المتعلقة بحماس.
ومضت الصحيفة تقول: "شهد الأسبوعان الفائتان اتجاها ينذر بالخطر، لا يتمثل فقط في انخفاض وتيرة انتقاد إسرائيل، ولكن زيادة كبيرة جدا في حجم خطاب عنصري لاذع ضد الفلسطينين وحماس بشكل خاص".
ونقلت عن الكاتب المصري عادل نعمان قوله في مقال بصحيفة الوطن مخاطبا أهل غزة: "لن ندعمكم أو نتعاطف معكم إذا لم تتخلصوا من عصابة حماس، التي تضعكم في صراع مع العالم، ومع إسرائيل، ومع المصريين".
وأضافت الصحيفة أن البعض تمادى إلى ما هو أبعد من ذلك، مثل مالك قناة الفراعين توفيق عكاشة، الذي أشاد بالعدوان الإسرائيلي على غزة قائلا: "أقول للجيش الإسرائيلي والشعب الإسرائيلي، والقيادات الإسرلئيلية..أنتم رجالة".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "بالرغم من انتقاد حماس، إلا أن مظاهر دعم الفلسطينيين ومشاعر العداء ضد إسرائيل لم تتوارى في الشارع المصري"، ونقلت عن سيدة صعيدية تدعى أم يوسف قولها: " المصريون والفلسطينيون شعب واحد ووطن واحد".
المصدر: وكالات +الجزيرة
0 التعليقات:
Post a Comment