انقطاع الكهرباء

ما زال مسلسل انقطاع الكهرباء مستمرًّا على أغلب محافظات الجمهورية، حتى صار لسان حال المواطنين مثل أغنية فؤاد المهندس الشهيرة لكن مع تغيير طفيف «الكهرباء عشرة تروح وساعة تيجي».

ففي محافظة بني سويف وصل انقطاع الكهرباء إلى أكثر من 8 ساعات على مدار اليوم مما أدى إلى إثارة حالة من الغضب بين مواطني قرى المحافظة ومراكزها السبع الذين قام أغلبهم بشراء مولدات للكهرباء التي ارتفعت أسعارها إلى 300% لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي أكثر من 6 نوبات على مدار اليوم.

ويقول أحمد سيد موظف من قرية بني حدير التابعة لمركز الواسطى شمال المحافظة «أن الأجهزة الكهربائية احترقت ولا يستطيع تخزين أطعمة بالثلاجة بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء، ولم يجد مسؤولا ليتحدث معه وعندما اشتكى لم يجد ردًّا على شكواه سوى تخفيف أحمال، رغم أنه يعيش في قرية لا يوجد بها أجهزة تكييف ويتم فصل الكهرباء عنها لساعات أما المدن التي لا تخلو شقة من جهاز تكييف لن يتم فصل الكهرباء عنها؛ لأن المسؤولين وأصحاب النفوذ يقيمون بها»، على حد قوله.

وأضاف سيد حسين 35 عامًا، حاصل على دبلوم، «أصبح السؤال الذي تسأله لي زوجتي يوميًّا هو الكهرباء هتيجي إمتى؟ وأقوم فورًا بالاتصال بالشركة دون جدوى وأنتظر لساعات حتى ترد الشركة"، متابعًا: "حتى تخفيف الأحمال به محسوبية ويتم القطع بمناطق دون أخرى حيث يتم فصلها عن القرى عدة ساعات على مدر اليوم أما المدن إذا تم قطعها فتكون لمدة دقائق فقط.

من جانبه قال المهندس حسن زكي، رئيس قطاع الكهرباء ببني سويف: «إن سبب انقطاع التيار الكهربائي خلال هذه الأيام يرجع إلى زيادة الأحمال العالية في استهلاك الكهرباء ونقص الغاز والبنزين وسرقات الكهرباء وارتفاع درجات حرارة الجو وزيادة عدد أجهزة التكييف 5 أضعاف السنة الماضية، مؤكدًا أن الأزمة على مستوى الجمهورية ليست على بني سويف فقط».

وأشار إلى أن المحافظة لا تملك فصل التيار الكهربائي وأنه يتم من خلال التحكم الإقليمي الرئيسي بنجع حمادي والسبتية هو الذي يقوم بفصلها طبقًا لجداول تقوم الوزارة بوضعها وأنه يتم فصلها بالمدن كما يتم فصلها بالقرى.

وفي دمياط حيث تعاني العديد من ورش صناعة الأثاث، خاصة أن موسم عملها ينتعش قبل عيد الأضحى، مما يكبد أصحاب تلك الورش خسائر كبيرة.

طرح بعض الأهالي فكرة شراء محول كبير يعمل بالسولار، ويتم توزيع الكهرباء على المنازل بوصلات سلكية، على غرار وصلات النت ووصلة " التليفزيون" على أن يتم توصيل الكهرباء إلى المنزل أو الشقة في حال انقطاع التيار الكهربائي.

وقال علي الشامي، أحد مؤيدي الفكرة: إن كل شقة ستدفع حوالي 30 جنيهًا شهريًّا، مؤكدًا أن هذه الفكرة هي فكرة دمياطية لإنارة الشقق فقط، أثناء انقطاع التيار، والذي وصل إلى 4 ساعات – متقطعة – يوميًّا.

أما محافظة المنيا التي شهدت خلال ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية، حرق 5 أكشاك كهربائية وتحطيم 6 أبراج بتكلفة إصلاح وصيانة تتعدى 6 ملايين جنيه، فضلا عن التأثير على الخدمة، فقال المهندس علاء عبد العزيز، رئيس شركة كهرباء مصر الوسطى: «إن أزمة انقطاع التيار الكهربائي بمحافظة المنيا، زادت في اليومين الأخيرين بسبب الهجمات الإرهابية المنظمة التي تحولت من استهداف منشآت شرطية وكنسية إلى استهداف أبراج الكهرباء والأكشاك، ليعم الظلام ويسود الناس حالة شديدة من التذمر من النظام، وقد تسبب ذلك بالفعل في خسارة كبيرة؛ حيث إنهم لم يقتصروا على استهداف الأبراج في المناطق الجبلية والنائية بل وصلوا إلى المناطق القريبة، وداخل القرى والمدن»، على حد قوله.

وأضاف رئيس شركة الكهرباء أن الشركة أصدرت كتابًا بحصر جميع الخسائر التي لحقت بالقطاع نتيجة عمليات تفجير أبراج نقل الكهرباء ومحطات المحولات منذ ثورة 30 يونيو، وطالت أكثر من 20 برجًا ومحطة محولات بإجمالي خسائر مباشرة «عمليات إصلاح»، وغير مباشرة «فقدان التغذية الكهربية»، تجاوزت 220 مليون جنيه، نصيب المنيا فيها يتعدى 6 ملايين جنيه كتكلفة مبدئية.

وقال عدد من أهالي القرى والنجوع في أسيوط: إنهم تعودوا على قطع الكهرباء المتكرر يوميًّا مما جعلهم يستعينون باللمبات الجاز والكانون.

وأوضح قرشي رفاعي من أهالي قرية النخيلة أنهم قاموا بتصنيع لمبات غاز بالعويل لقضاء حوائج المنزل عليها في الفترة الليلية بسبب تكرار انقطاع الكهرباء، منتقدًا غياب الحكومة في مساعدة المواطن وأضاف أنهم أصبحوا يطبقون المثل البلدي "كثرة الحزن تعلم البكاء" بسبب تعطل مصالحهم نتيجة قطع التيار الكهربائي.

وفي سياق آخر قالت مصادر مسؤولة بمحافظة أسيوط: إن تكرار انقطاع التيار الكهربائي تسبب في إغلاق 30 مصنعًا بالمناطق الصناعية بالزرابي والعوامر وبني غالب، مشيرًا إلى أن اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، خاطب وزير الكهرباء والمهندس علاء عبد العزيز، رئيس منطقة كهرباء مصر الوسطى؛ للمطالبة بعدم تخفيف الأحمال عن المناطق الصناعية للحفاظ على المستثمرين والعمال وعدم هروبهم من المحافظة مما يتسبب في زيادة البطالة.

وفي الفيوم أصيب العديد من المصالح الحكومية والمحلات التجارية بالشلل التام وعبر الأهالي عن غضبهم من كثرة انقطاع التيار أكثر من أربع مرات يوميًّا بالمدن، حيث وصلت الفترة الواحدة إلى أكثر من ساعتين بينما أصبحت فترة انقطاع الكهرباء في القرى ضعف إعادة وصوله مرة أخرى.

ووصف الأهالي بالقرى ما يحدث لهم بأنه مجاملة لأهالي المدن على حسابهم، من خلال قطع التيار عنهم لفترات طويلة تصل إلى 6 مرات يوميًّا ولا تقل فيها الفترة الواحدة عن ساعتين في الوقت الذي يتم فصل التيار الكهربائي عن المدن لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة، مع أنها الأولى بتخفيف الأحمال نظرًا لتواجد المئات من أجهزة التكييف بالمنازل


الشروق

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -