كشفت صحيفة (وورلد تريبيون) الأمريكية النقاب عن أن الحرب الإسرائيلي على غزة خلال الشهر الماضي تسببت في استنفاذ الذخيرة الثقيلة للدبابات الإسرائيلية بعد ثلاثة أسابيع من بدء عملية "الجرف الصامد".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي سارع بإرسال طلبا عاجلا للولايات المتحدة، يحثها فيه على استخدام مخزونها العسكري داخل إسرائيل،والذي يقدر بنحو مليار دولار تقريبا، وأن الجيش الإسرائيلي استخدم دبابات قتال رئيسية من احتياطي الذخيرة المخزنة.
وأوضحت الصحيفة أن المخزون الأمريكي في إسرائيل كان اتفاقا بدأ قبل 20 عاما يسمح بدخول إمدادات عسكرية أمريكية إلى إسرائيل، ويشمل المخزون الأمريكي من الأسلحة والذخائر ومركبات القتال ومعدات القتال الموجود في إسرائيل، صواريخ باتريوت، وصواريخ بحر- بحر (هاربون)، وراجمات صواريخ متعددة المواسير (أنا كامز) مداها 240 كم، وذخائر وقطع غيار مقاتلات ف 15، ف 16، ومستشفيات عسكرية متنقلة، وأنظمة اتصالات، وقطع غيار رادارات، وقطع غيار معدات متنوعة، بالإضافة لكميات من شحومات ووقود الطائرات يصل حجمها إلى 4.5 مليون برميل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها "إن سلاح المدفعية الإسرائيلي استنفد مخزون دبابات القتال الرئيسة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب مع حماس في يوليو الماضي، مؤكدة أن أكثر من 30 ألف قذيفة أطلقت من جانب سلاح المدفعية ودبابات قتال رئيسية نحو قطاع غزة".
وقد حصلت شركات إسرائيلية على حق إجراء صيانة المعدات العسكرية الأمريكية، وبما يحقق عوائد اقتصادية لإسرائيل. وتنتشر أماكن تخزين هذه الأسلحة والمعدات الأمريكية في حوالى 10 مستودعات في مناطق تمتد من شمال وجنوب قاعدة (رامات دافيد) الجوية، وجنوب حيفا، وشمال اللد في منطقة (الرنتيس)، وشرق قاعدة (نحشونيم)، وشمال القاعدة الجوية (نفاطيم).
ويرجع تخزين معدات عسكرية أمريكية في إسرائيل إلى درس مهم استوعبته إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، عندما كشف موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك عن سر خطير هو أن مخزون الذخائر في إسرائيل عند بداية الحرب لم يكن يكفى سوى 14 يوم قتال.
وأن هذا هو السبب في استعانة جولدامائير وإلحاحها يوم 8 أكتوبر 1973 على الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون لإقامة جسر جوى على وجه السرعة لنجدة إسرائيل بالأسلحة والمعدات الحرجة التى تحتاجها لإنقاذ الموقف ومواصلة الحرب ومنع القوات المصرية من تطوير الهجوم شرقاً. ومن ذلك الحين حرصت إسرائيل على بناء مخزون دفاعى من الأسلحة والذخائر والمعدات خاص بها يكفيها لخوض حرب قد تستمر حتى 45 يوماً. هذا إلى جانب ما نصت عليه اتفاقات الشراكة الاستراتيجية التى أبرمت بين الولايات المتحدة واسرائيل بدءاً من عام 1982 في عهد الرئيس الأمريكى رونالد ريجان، ويتم تجديدها كل خمس سنوات وآخرها في عام 2009، من بناء مخزونات للأسلحة والذخائر والمركبات القتالية الأمريكية في مخازن للطوارئ على أرض إسرائيل.
واختتمت الصحيفة بالقول إن تلك هي المرة الثانية في أقل من 10 سنوات التي تستغل فيها إسرائيل احتياطي الذخيرة المخزنة، وكانت المرة الأولى في عام 2006 خلال حرب إسرائيل مع حزب الله التي استمرت 34 يوما في لبنان، وحينها أطلقت إسرائيل ما يقرب من 120 ألف قذيفة أطلقت من جانب سلاح المدفعية ودبابات قتال رئيسية، فيما اعترف الجيش في ذلك الوقت أن ذلك تسبب بخسائر قليلة.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment