رأت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية أن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الليلة الماضية، الذي وضع فيه استراتيجية للتعامل مع التهديد الذي يشكله متطرفو تنظيم "الدولة الإسلامية" -المعروف إعلاميا (بداعش)-، يعمق تورط الولايات المتحدة في أحداث الشرق الأوسط، ولاسيما التعهد بالقضاء على تنظيمات إرهابية في حرب قد تمتد لسنوات طويلة.
ونوهت الصحيفة إلى استغلال أوباما شبح تنظيم "الدولة الإسلامية" لممارسة الضغط على العراقيين للإطاحة أولا برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بدلا من التحرك بسرعة صوب استجابة أمريكية كبرى، حيث يعتبر البيت الأبيض المالكي قائدا شيعيا يعزز الانقسام الطائفي ويعيق عملية الإشراف على تشكيل حكومة عراقية موحدة مما يمكن الجيش من العمل مع أمريكا للتراجع عن دعم مقاتلي الدولة الإسلامية.
ورصدت الصحيفة اعتراف أوباما ومستشاريه في اجتماعات مع زعماء الكونجرس الأمريكي وخبراء السياسة الخارجية بأن حملة هزيمة الدولة الإسلامية ستستغرق سنوات وربما تمتد، بشكل أو بآخر، إلى ما بعد اليوم الذي سيغادر به أوباما منصبه في يناير من عام 2017 .
ونقلت الصحيفة عن أوباما قوله إنه سيتخذ خطوات محددة للقيام بذلك تتضمن "شن حملة من الهجمات الجوية المنتظمة ضد الارهابيين" في العراق وسوريا، وتقديم الدعم للمعارضة السورية لمواجهة تنظيم الدولة، ولكنه شدد في ذات الوقت على ان واشنطن لن تشارك في قوات برية على الارض.
ونوهت إلى أن أوباما أكد انه لن يتردد في اتخاذ اجراء ضد داعش في سوريا وكذلك العراق، واعلن عن إرسال قوات اضافية الى العراق قوامها 475 وذلك للقيام بمهام تدريب وتسليح القوات الامنية العراقية ليصل اجمالي عدد القوات الامريكية في العراق الى 1600 فردا ، وذلك بدون اشراك اي قوات قتالية على الارض سواء في العراق أو سوريا.
وطالب الرئيس اوباما من الكونجرس منحه مزيدا من السلطات والموارد لتدريب المعارضة المعتدلة في سوريا، مؤكدا ضرورة تدعيم المعارضة السورية لتكون البديل الامثل لمواجهة العناصر المتطرفة امثال عناصر داعش.
وأشارت إلى أنه في اطار الجهود الامريكية لدعم التحالف الدولي ضد "داعش"، يعقد وزير الخارجية الامريكي جون كيري عدة لقاءات مع مجموعة من نظرائه من اكثر من 10 دول عربية، من بينها السعودية والاردن، لحشد الدعم اللازم لخطة اوباما.
وقالت الصحيفة إن أي تغيير في الحكومة العراقية اصبح باختصار ثمن الحصول على مساعدات عسكرية امريكية كاملة، وجاء هذا التغيير في بغداد أخيرا هذا الأسبوع، بعدما غادر المالكي منصبه رسميا وتم تعيين رئيس وزراء جديد وحكومة جديدة، مما أثار الآمال الأمريكية بأن يصبح الشيعة والسنة والأكراد أكثر اتحادا في العمل مع الولايات المتحدة لبدء استرداد أراضيهم التي استولت عليها قوات الدولة الإسلامية.
وكانت الولايات المتحدة شنت عشرات الضربات الجوية على أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية خلال الشهر الماضي، في إطار حماية الأقليات العراقية والدينية التي يهددها التنظيم.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment