يقول لنا النظام المصري إن الإخوان عملاء أمريكا !
ويقول لنا النظام المصري إن "داعش" ليست إلا فرعا من الإخوان المسلمين !
ولكن أمريكا تقرر أن تحارب "داعش" !
ولا يفسر أحد لنا كيف تحارب أمريكا حلفاءها؟ أو حلفاء عملائها بالأحرى!
يحولون الإسلام إلى (فرينشايز)، ويمنحون حق تمثيل هذه العلامة التجارية (الموصومة بالإرهاب) إلى من يشاؤون.
الإخوان إرهابيون، "داعش" إرهابيون أيضا، إذن "داعش" فرع من فروع الإخوان، هكذا بكل بساطة وسخافة واستخفاف !
عملاء أمريكا (أعني الإخوان) تحاربهم أمريكا، ويتحالف معها النظام المصري، والجيش المصري !
ثم يظهر الخبير الاستراتيجي المصري على شاشات القنوات المصرية ليقنعك بأن مصر تقاوم أمريكا، ونظامها يقف ضد مصالح أمريكا في المنطقة (بعكس الإخوان العملاء) !
كل هذه الخزعبلات والكلام الفارغ تسمعه في دقيقة واحدة، ولست أدري أي أحمق يستطيع أن يقول ذلك؟ وأي غبي يصدق ذلك؟
يحاولون تبرير المصيبة التي قرروا أن يلقوا بالدولة المصرية فيها فلا يجدون إلا هراء.
إن توريط الجيش المصري في تحالف عسكري يدخل حربا في العراق أو ليبيا أو في أي دولة في العالم يعتبر خيانة عظمى للأمة المصرية والأمة العربية، خاصة أن ذلك يتم بعد انقلاب عسكري، وفي ظل شرعية معدومة، وفي غيبة سائر المؤسسات المنتخبة، وفي ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية شديدة السوء والتعقيد.
لا يحق لأي أحد أن يورط مصر ودولتها وجيشها وشعبها في حرب من أجل توطيد حكمه، في لحظة تكاد تعصف بالدولة المصرية من أساسها.
لا يحق لأحد أن يحول المؤسسات المصرية إلى مرتزقة، ولا أن يقامر بحياة أبناء مصر في مغامرات فارغة.
إن عواقب هذه المغامرات قد تكون انهيار الدولة، وفي ذلك إسقاط للنظام الذي يحاول أن يقوي نفسه بإرضاء سادته، وسيكون ذلك على حساب أرواح آلاف البسطاء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في تلك المعركة.
أكثر من مليون عامل مصري في ليبيا، أغلبهم من الفقراء البسطاء، سيكون مصيرهم مجهولا إذا تدخلت مصر عسكريا في ليبيا بأي شكل من الأشكال.
الجيش المصري لا يستطيع أن يدخل حربا في بلد كبير كالعراق، فيه عشائر مسلحة، وفصائل وطوائف متطاحنة.
الشعب المصري سيصبح معرضاً بين لحظة وأخرى لرد حربي عنيف في معركة لا يعلم أحد أثرها على مصر، بعد أن تعامى الكثيرون من أبناء الشعب المصري عن العديد من المجازر سعياً وراء "الأمن والاستقرار"!
وكل ذلك من أجل الحفاظ على الجيش الأمريكي !
الغريب أن جميع الذين صدعونا بالاعتراض على كل كبيرة وصغيرة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وصرخوا خوفاً على الأمن القومي المصري نراهم اليوم وقد خرسوا، لا ينبسون ببنت شفة، ولا يكاد يسمع لهم صوت، وإن نطقوا فإننا نراهم قد نسوا تماماً خوفهم على الأمن القومي وسبحوا مقدماً بحمد البطل الذي سيخوض الحروب المقدسة ويخرج منها منتصراً، دون أن نرى لهذا الانتصار المزعوم أية دلائل مقنعة!
ملفات ملغومة، تعرض جهارا نهارا في الإعلام العالمي، ولا يجرؤ إعلامي من المخبرين أن يفتح الموضوع من أساسه !
ثم يحدثونك عن الديمقراطية، وروعة ثورة الثلاثين من يونيو، وعودة الأمن والاستقرار، وعظمة الجيش والشرطة القضاء والإعلام والدستور !
إن ما يحدث اليوم في مصر لم يكن يتخيله أكثر الناس تشاؤما، ولكنه الحكم العسكري الذي يحول الأوطان إلى مزارع للحكام، وإقطاعيات لأصحاب الدم الأزرق.
كلمة أخيرة : على جميع العقلاء في مصر أن ينقذوا هذا البلد من مغامرات عسكرية قد تدمر الدولة المصرية.
اللهم إني قد بلغت ... اللهم فاشهد !
موقع إلكتروني: www.arahman.net
بريد إلكتروني: arahman@arahman.net
0 التعليقات:
Post a Comment