أعرب الرئيس التركي السابق عبدالله جول عن أسفه لأن الرئيسين صدام حسين وبشار الأسد رفضا النصائح التركية التي وجّهت إليهما، ما أدى إلى خراب البلدين. كما أعرب عن ألمه لما حدث بين مصر وتركيا، متمنيًا لو كان الخلاف هادئًا، مشيرًا إلى أن كلاً من مصر وتركيا في الشرق الأوسط كنصفي تفاحة واحدة.

وأضاف في حواره لجريدة "الحياة" أن حل الأزمة السورية مهم للغاية ولكن بالتأكيد لا بد من التصدي لمن يحمل السلاح بهدف الإرهاب وترويع الأبرياء، لكن حتى ننجح في مهمتنا هذه لا بد من تجفيف مستنقع الإرهاب ومصادره، وذلك من خلال التوصل إلى حل سياسي في سورية.

وأشار إلى أن موضوع المنطقة العازلة مسألة تكتيكية كنا بحثناها وطالبنا بها سابقاً من أجل معالجة مسائل ثانوية نتجت بسبب عدم حل المسائل الأساسية. وهذه المسألة تم طرحها على الأمم المتحدة ومجلس الأمن واعترضت عليها روسيا والصين ومن ثم شهدنا جدالاً كبيراً وأخذاً وجذباً وإضاعة للوقت، كل هذا لأن المسألة الأساسية لم يتم حلها والاتفاق عليها، وهي الحل السياسي. يجب ألا ننسى أن المناطق العازلة في جنوب العراق وشماله في عهد صدام حسين تم تطبيقها بناء على قرار من مجلس الأمن.

ونفى جول الاتهامات الموجهة الي تركيا بإعطاء الربيع العربي طابعاً إسلامياً بالتعاون مع قطر، مشيرًا إلى أنه من كان يتابع تطورات المنطقة منذ سنوات كان سيخمن أن هذه الثورات لا بد أن يأتي يوم وتحصل فيه، لم يكن ما حدث مفاجأة.

وتابع: "في كلمتي أمام المؤتمر الإسلامي في طهران عام 2003 توقعت حدوث ذلك وطلبت من العالم الإسلامي أن يقوم بإصلاحات قبل أن تتحرك الشعوب. نحن في تركيا اعتبرنا ما حدث شأناً داخلياً وتعبيراً عن إرادة الشباب العربي، ودعمنا الشباب هناك من أجل تحقيق آماله وتطلعاته كما أننى كنت أول رئيس يزور مصر بعد الأحداث، وهناك تحدثت مع الجميع من مختلف التوجهات، لم أتحدث إلى "الاخوان" فقط، بل تحدثت مع اليساريين والاشتراكيين ومحمد البرادعي، تحدثت إلى الجميع.

وأكد أن الصداقة التي تجمع الشعبين المصري والتركي قديمة جداً وعميقة كذلك فمصر وتركيا في شرق المتوسط كنصفي تفاحة واحدة، تركيا في الشمال ومصر في الجنوب متواجهتان، وفي هذا الإطار أود دائماً أن تكون مصر دولة قوية وأن يكون شعبها مرفّهاً وسعيداً. ويؤلمني ويؤسفني كل ما حدث بين الدولتين. كنت أتمنى لو كان الخلاف هادئاً. وكانت لي محاولاتي الخاصة لرأب الصدع وحل الخلاف.

وروى جول انه استقبل سراً نائب رئيس الوزراء العراقي طه ياسين رمضان ونصحه بتجنيب بلاده الحرب وأن الاخير رد بالقول: «ألا تعلم قوة العراق وقوة شعبه وبطولاته؟».

وأشار إلى أن أحمد داود اوغلو (رئيس الوزراء الحالي) حمل إلى الأسد اكثر من رسالة واقتراح، بينها واحد ينص على الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة مع اعلان حزمة اصلاحات. وقال ان بلاده كانت تتوقع فوز الأسد في انتخابات من هذا النوع. وأضاف: «يُحزنني ان قائدين عربيين قويين كان تصرفهما واحداً وهما صدام والأسد. تصرفا بالطريقة نفسها. نصحناهما فرفضا النصيحة وبعدها تم خراب البلدين».

وبعدما شدد على ضرورة مواجهة الارهاب وتجفيف ينابيعه، أكد ضرورة العمل من أجل حل سياسي في سورية، لافتاً إلى ان مستقبل البلد اهم من مصير اي شخص فيه.

وعن حاجة الاسلام إلى «حركة اصلاحية عصرية»، قال: «علينا ألا نتحدث عن الاسلام هنا وإنما عن المسلمين. المسلمون اليوم عليهم ان يستفيدوا من دروس التاريخ وأن يغيروا نمط التفكير في كثير من الامور».

وحذّر من الاستنزاف الذي يشكله النزاع السنّي - الشيعي، مؤكداً ان أياً من الفريقين لن يقضي على الآخر، ودعا إلى الاقتداء بالاستنتاجات التي توصل اليها الكاثوليك والبروتستانت بعد نزاعات دامية. وقال: «اذا اصررنا على ذهنية الحروب بالوكالة والصراعات المذهبية كما حدث في اوروبا العصور الوسطى، فلن يكون هناك استقرار في المنطقة».


وكشف أن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حاول مرات عدة زيارة تركيا «لكنني لم اسمح له ولم ادعه ابداً طوال فترة رئاستي».


ورداً على سؤال عما إذا كان أصدر أمراً بقتل احد، قال: «لم يحصل ذلك أبداً. لهذا قلت لك انني خرجت من قصر الرئاسة وأنا مرتاح البال والضمير وأستطيع الآن التجول بين الناس بكل راحة وأمان. انظر إلى اوضاع من أمروا بالقتل».



وبالنسبة إلى استقبال تركيا لاجئين من «الإخوان المسلمين» وحركات اخرى، قال ان قوانين تركيا اوروبية في هذا المجال و «نحن نطلب منهم ألا يتسببوا بأي ضرر او اساءة إلى علاقة تركيا بدولهم او دول اخرى بسببهم...».

مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -