باتت المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، خالية من السكان بشكل نهائي بعمق 500 متر وبطول 14 كم، حيث تقوم قوات أمنية بهدم المنازل.
وتحولت الكتل الخرسانية التي كانت عامرة قبل أيام قليلة، إلى بيوت أشباح بعد أن غادرها ساكنوها ومعهم ما احتوته من أثاث وممتلكات، وما استطاعوا انتزاعه من جدرانها من شبابيك وأنابيب وتوصيلات كهربائية وصحية وبلاط .
على أبوحلو، أحد الأهالى، قال: "أخلينا منازلنا وبدأنا غربتنا فى أوطاننا.. فبعد عناء وجدت مأوى لى ولأسرتى من غرفتين في مزرعة أحد أقاربى وكل صباح آتي وأقف على نهاية حدود الـ500 متر التي أخليت، وأراقب عن كثب عملية هدم البيوت التي خلت تمامًا من ساكنيها".
وتابع في حسرة:" لم يصلوا لبيتي حتى الآن وأتمنى ألا يصلوا حتى وإن كنت تركته خرابة بعد أن انتزعت منه الشبابيك والأبواب وكل وصلات الكهرباء والصرف الصحي وأصبح مجرد حوائط وقوائم خراسانية".
وأكد أنه تم عمل معاينات من قبل فريق من مجلس مدينة رفح للمنزل، وتم تقديره بنحو مليون و100 ألف جنيه، وأخبره المسئولون أنه سيتم اعتماد المبلغ وتسليمه الشيك بقيمته في غضون يومين .
سامي أبو أحمد، أحد من غادروا منازلهم إلى مدينة العريش، يقول إنه استلم شيكًا بقيمة 700 ألف جنيه، وسيقوم بصرفها لشراء أرض بضواحي مدينة العريش، وبناء منزل عليها بدلاً من بيته الذي تم ترحيله منه وتدميره أمس أمام عينيه .
وحددت لجنة التعويضات 1300 جنيه للمتر بالمبانى الخرسانية و800 جنيه للمتر فى المبانى غير الخرسانية، كما حددت مبلغ 900 جنيه لتدبير مسكن لكل أسرة لمدة 3 شهور لحين إنشاء منزل جديد.
وأكد مصدر أمنى برفح أنه تم تدمير عدد كبير من البيوت التي غادرها أصحابها في المنطقة العازلة، لافتًا إلى أن 40 منزلاً تم تدميرها في غضون الـ24 ساعة الماضية، وذلك بعد انتهاء معاينات المهندسين المختصين بمجلس المدينة لها وتقدير قيمتها، والشروع في إجراءات صرف التعويضات لمالكيها .
من جانبه، أعلن اللواء محمد السعدني رئيس مدينة رفح، ورئيس اللجنة المسئولة عن صرف التعويضات للمتضررين من الأهالى الذين أخلوا منازلهم، استمرار عمل اللجنة في تسليم التعويضات.
وأوضح أن 90 شخصًا من أصحاب البيوت تسلموا تعويضات بقيمة وصلت إلى نحو 20 مليون جنيه من إجمالى المبلغ المودع في البنك لصالح الأسر المرحلة، وقيمته 500 ألف كدفعه أولى .
وكان مجلس الوزراء قرر الأربعاء الماضي، عزل منطقة الشريط الحدودي مع قطاع غزة، الواقعة بمدينة رفح المصرية، وذلك بعد أن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى حالة الطوارئ في شمال سيناء 24 أكتوبر الماضي، عقب مقتل 31 من رجال القوات المسلحة فى انفجار سيارة مفخخة في نقطة أمن تابعة للجيش في الشيخ زويد.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment