اسرة الدكتور طارق الغندور

"دكتور طارق نام واتهنى واستنانا على باب الجنة".. بهذه الكلمات هتف محبو وطلاب الدكتور طارق الغندور، أحد معارضي النظام، الذي توفي منذ أيام داخل السحن إثر نزيف حاد بسبب مرضه الكبدي، أثناء تشيع جنازته بمسقط رأسه بقرية "سنفا"، التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية وتعالت الهتافات الممزوجة بالصراخ والعويل والبكاء والغضب الذي انصب على أجهزة الدولة بعد اتهامات لإدارة سجن شبين الكوم بتعمد عدم نقله إلى معهد الكبد بالمنوفية لإنقاذه.

ممدوح محمد، أحد اصدقاء الفقيد قال لـ"مصر العربية" إن صديقه أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب جامعة عين شمس كان صديقا للطلبة، وكان دائما مدافعا عن حقهم في التظاهر والتعبير عن آرائهم، مطالبا دوما بالإفراج عنهم، كما أنه كان محبوبًا من الجميع لطيب خلقه وسماحته.

وأضاف أن "الغندور" كان معروفا بين صفوف المتظاهرين، وشارك في ثورة 25 يناير بميدان التحرير، وكان كبير الأطباء في المستشفى الميداني بالميدان، مشيرًا إلى أن خبر وفاته أحزن الكثير من النشطاء السياسيين ممن يعرفونه ومن لا يعرفونه أيضا.

أسرة الفقيد يبدو أنها لم تستوعب الصدمة بعد، فنجله زياد الطالب بكلية الطب بجامعة عين شمس، قال إن قوة من الشرطة مدججة بالسلاح اقتحمت منزلهم بالقاهرة فجرًا، واعتقلت والده في ديسمبر الماضي، وتم التحفظ علي سيارته وكافة ممتلكاته واقتياده لقسم أول مدينة نصر دون تهم واضحة، وظل بمحبس القسم شهرا كاملا، ثم تم ترحيله إلى سجن أبو زعبل، مشيرا إلى أن والده كان مصابا بفيروس سي، وقبل القبض عليه كانت حالته متأخرة ويحتاج لزرع كبد.

وأضاف أنه أثناء تواجده بسجن أبو زعبل تم إجراء الفحوصات الطبية له التي أقرت بضرورة إجراء عملية زرع كبد واستحاله بقائه بالسجن بهذه الحالة، إلا أنه تم ترحيله إلى سجن وادي النطرون وطيلة تلك الفترة تقدموا بطلبات عدة للحصول على إفراج صحي لسوء حالته الصحية دون استجابة من أحد، بل تم ترحيله منذ ما يقرب من أسبوعين إلى سجن شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وكان يجري كافة التحاليل الخاصة به بمعهد الكبد.

وتابع أنه قام بإجراء عملية دوالي بالمريء وعقب العملية بسبعة أيام أصيب بنزيف حاد في الحادي عشر من نوفمبر الجاري في تمام الثالثة فجرًا، وظل حتى الثامنة صباحا ينزف، وتم نقله إلى مستشفى الجامعة دون أن يقوم أحد بمحاولة إسعافه أو التدخل السريع لإنقاذه.

وذكر الابن أنهم توجهوا إلى المستشفى فوجدوه غارقا في دمائه دون وجود طبيب يحاول إسعافه قائلا: "الداخلية كانت سيباه يتصفي لحد ما يموت"، موضحًا أن المستشفى نقلته إلى معهد الكبد في حالة متأخرة، وهناك لم تفلح محاولات إسعافه، حيث توقف قلبه ودخل في غيبوبة خرج منها علي غرفة العناية المركزة في تمام الرابعة عصرا والتي ظل بها لليوم التالي حتى وافته المنية في تمام العاشرة صباحا.

واتهم نجل المتوفي مصلحة السجون بالتسبب في وفاة والده الذي دخل محبسه ومعه كافة التقارير التي تثبت سوء حالته الصحية وتعرضه للخطر، موضحًا أن القانون يكفل للمذنب - إذا اعتبرنا بصحة اتهاماته - أن يقضي فترة عقوبته بالمستشفى إن كان يعاني مرضًا مزمنًا.

بدورها لم تتمالك زوجة الفقيد الدكتورة إيمان شحاتة دموعها حزنا علي فراق رفيق دربها، مؤكدة أن حالة زوجها الصحية بدأت تتدهور بشدة منذ 3 شهور.

وأضافت أن محاميه تقدموا أكثر من مرة بطلب لإخلاء سبيله لتدهور حالته الصحية، إلا أن الطلب قوبل بالرفض، ورفضت إدارة سجن شبين نقله إلى معهد الكبد مما أدى لتدهور حالته الصحية ووصوله لمرحلة حرجة أدت إلى وفاته.

وكانت النقابة العامة للأطباء قد طالبت وزارة الداخلية بفتح التحقيق في وفاة الطبيب، لافتة إلى أنها سوف تتقدم ببلاغ للنائب العام للتحقيق في شبهة الإهمال في إنقاذ حياة الدكتور طارق محمود الغندور، خاصة وأنها قد تقدمت للنائب العام بملف طبي للفقيد يثبت إصابته بفشل كبدي ناتج عن التليف بعد الإصابة بفيروس سي، وأنه يحتاج لنقل كبد، مطالبة بالإفراج الصحي عنه، إلا أن محاولات النقابة المتعددة لم تلق آذانا صاغية، بحسب ما ورد بالبيان.


مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -