صورة ارشيفية

لن أسمح لعمرى بالمضى والانقضاء، فسنوات الحياة تتسابق إلى الانتهاء، وحقى كامرأة أن أعيش، أن أفرح، أن أتذوق المشاعر التى حرمت منها سنوات بعد وفاة زوجى الأول، تفرغت لتربية طفليى حتى أصبحا سندا لنفسهما.

الرجل الذى طلب منى الزواج، وقورا صاحب مكانة اجتماعية طيبة، يعمل طبيبا بالمستشفى الذى أعمل بها ممرضة، طلب منى الارتباط، إلا أن ظروفه الأسرية تمنعه من إعلان الزواج، لذلك فالعقد الذى سيربط بيننا سيكون عرفيا، وسأقيم معه بشقة استأجرها لى ببولاق الدكرور.

تلك الكلمات كانت لسان حال ممرضة مقيمة ببولاق الدكرور قتلها ابنها "ش.ا" سائق الميكروباص طعنا بمطواة للانتقام منها بسبب زواجها عرفيا من طبيب كانت تعمل بصحبته بأحد المستشفيات.

أما الدافع وراء ارتكاب المتهم الجريمة كما أكدته تحريات رجال المباحث فكان اعتراضه وشقيقته على الزواج لوصفهما الأمر بأن زواج والدتهما عرفيا يعد من الأمور التى يعيبها ويرفضها المجتمع، خاصة وأنهم يقيمون بمنطقة شعبية، والأمر يتعلق بحسابات خاصة ومفاهيم شائعة لدى سكان المنطقة، فالشائعات لن تنتهى، والأمر سينفضح، والسمعة الطيبة التى طالما حرصوا عليها ستتعرض للتشويه.

المجنى عليها الضحية لم تضعف أمام تهديد ابنها لها، وقررت اتخاذ تلك الخطوة فى حياتها، معلنة أنها ستتزوج ولن يمنعها عن قراراها شىء. لم يجد ابنها وسيلة أمامه لمنعها سوى بالاعتداء عليها بالضرب لعلها تخشى غضبه، إلا أن ضربها زادها إصرارا، هددها المقربون من أسرتها بمقاطعتها، فلم تستجب لهم.

حان موعد الزواج المتفق عليه مع رجلها الجديد، تم إنهاء الإجراءات المعهودة الخاصة بالزواج العرفى وأصبحت فى عصمته، تركت مسكنها القديم وتوجهت للإقامة بشقتها الجديدة بصحبة زوجها، شهر مرت أيامه ولياليه واحدة تلو الأخرى، توتر وهواجس مرعبة تجتاحها، تشعر أن مكروها سيصيبها، تهديدا من جانب ابنها تخشى أن يتحول إلى حقيقة، لكنها كانت تتغلب على مخاوفها أحيانا وأحيانا أخرى تسقط فريسة لها.

حتى جاء اليوم الذى انتظرته طرق متتالى على باب شقتها، تسأل من الطارق فيجيبها ابنها، تتوجه بخطوات ثقيلة تجاه الباب، وهى تعلم أنها ربما تكون النهاية، كلمات معدودة جمعت بينهما ثم انتهت بإشهاره مطواة أخرجها من طيات ملابسه، وسدد لها الطعنات فى جسدها فسقطت ودماؤها تسيل فى مشهد ربما تخيلت تفاصيله وانتظرت حدوثه منذ اتخاذها قرارا بالزواج. تنتهى الجريمة ويلوذ الابن فارا من المكان، بلاغ يتلقاه المقدم هانى الحسينى رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور من أحد سكان العقار الذى شهد الجريمة يفيد بالعثور على جثة ملطخة بالدماء فى إحدى الشقق، على الفور ينتقل رجال المباحث إلى مسرح الجريمة وتسفر التحريات أن الابن هو المتورط فى الحادث.

اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة المشرف على إجراء التحريات كلف رجال المباحث بتضييق الخناق على المتهم وإعداد الأكمنة له فى الأماكن التى يتردد عليها حتى يتم القبض عليه، وحرر محضر بالواقعة وباشرت النيابة التحقيق.


اليوم السابع

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -