بعد حبسي في 30 نوفمبر 2013 وبعد الحكم السريع بالسجن 3 سنوات بسبب مظاهرة لم أحضرها من الأساس أو مظاهرة لم تحدث كما هو مكتوب عنها في الحكم، أصابتني حالة من الإحباط لفترة من الزمن وهذا طبيعي لأي شخص طبيعي يحكم عليه ظلماً بالسجن 3 سنوات بالإضافة لظلم المجتمع خسة ونذالة بعض الرفاق والسياسيين وسبهم وتشويههم لي وأنا ومحبوس لا أستطيع الرد، فأصابتني تلك الأحداث ببعض الإحباط الطبيعي والصمت الشبه دائم "حيث إني قليل الكلام بطبعي" وهنا تدخل علاء عبد الفتاح - الله يمسيه بالخير ويخفف حبسه الخنيق- وأعطاني كتابا للتحفيف من حالتي النفسية اسمه "أثقل من رضوى".
- الكتاب للكاتبة والروائية د/ رضوى عاشور عضو حركة 9 مارس ومن أهم الكتاب مؤيدي الثورة ووالدة الشاعر الجميل تميم البرغوثي والذي قابلته مرتين أو ثلاثة وكان هناك احترام كبير بيننا والكثير من التوافق في الآراء، وقرأت كتاب "أثقل من رضوى"، وفي البداية بكيت .. بكيت بحرقة.. بكيت على ضياع الثورة .. وعلى تذكر الماضي .. وعلى سجني وظلمي .. وعلى مرض رضوى عاشور ورحلة علاجها التي ذكرتني بأمي والتي لديها نفس المرض الخبيث.. ومن هنا أصابني القلق أكثر .. ولكن في نهاية الكتاب استطاعت رضوى عاشور التغلب على مرض السرطان وهذا ما أعطاني الأمل والأمان.. بجانب نهاية الكتاب العظيم المليئة بالأمل والتفاؤل، فشكرت علاء عبد الفتاح على هذا الكتاب العظيم وطلبت كتبا أخرى للكاتبة العظيمة رضوى عاشور، وبالفعل هناك من جاء بكتابي "ثلاثية غرناطة" و"الطنطورية" ولكن فجأة.. تم الإفراج عن خالد السيد وناجي، وبعدها بفترة تم الإفراج عن علاء .. ثم عاد علاء بعد شهور.. ثم خرج مرة أخرى .. ولا أعرف من أخذ كتب رضوى عاشور ولم أقرأهما للأسف الشديد حتى الآن، ولكني كنت أرسلت تعليقا مع الأسرة وطلبت نشره منذ شهور بأن أول ما سأفعله فور خروجي من السجن هو تقبيل رأس ويد أمي ثم تقبيل رأس ويد رضوى عاشور، ولكن لا أعلم هل أبلغ أحد رضوى عاشور برغبتي تلك؟ لا أعلم .. لكن إن لم يحدث فسأحزن حزناً عظيماً، فقد كنت أتمنى فعلا تقبيل يديها وأشكرها على كتابها العظيم والحديث معها حول أشياء كثيرة.
لا أعلم لماذا هذه الأيام كئيبة لهذا الحد، كانت البداية بعد حكم الـ 3 سنوات منذ عام تقريباً .. وهو ما أدى لصدمة كبيرة لأمي وتجددت عندها انتشار الخلايا السرطانية بعد حالة الحزن على سجني، وقرأت كتاب د/رضوى عاشور ورحلتها مع مرض السرطان، ثم طمأنتني أمي أن طبيب التامين الصحي قال لها لا تقلقي أنت تمام ولا يوجد خلايا سرطانية، ثم من شهرين فوجئنا ان الطبيب كان خاطئ وانه كان هناك بالفعل خلايا سرطانية ولكنها تمددت وانتشرت في العظام في صمت خلال العام الماضي .. بكيت بسبب مرض أمي وحالتها النفسية وعدم وجودي بجوارها، وتوالت الاخبار السيئة.
إصابة ابنتي بحالة انطواء وخوف بعد حبسي، إصابتي بحالة اكتئاب في السجن خصوصا مع تعليق الإضراب الذي استمر شهرين، مقتل عمر مصطفى، زيادة حالة الخسة والنذالة والتشويه، عودة مرض د/ رضوى عاشور وسفرها للخارج للعلاج .. قلقي على امي المصابة بنفس المرض، براءة مبارك، ثم كانت الصدمة الكبرى التي تتراكم جبل الصدمات والحزن وهو خبر وفاة الكاتبة العظيمة د/ رضوى عاشور.
هل قال لها احد أني احبها واتمنى تقبيل يديها ورأسها؟ لن أسامحكم لو لم يقل لها أحد هذه الامنية، لم ألحق مقابلتها في الحياة ولم استطيع تقبيل يديها ورأسها، فهل بأمنيتي وبمدى حبي لها؟ أتمنى أن يكون أحد فعل ذلك.
منك لله يا سيسي، بتحرمني من كل حاجة وكل حد بحبه، من أجل ايه؟ لا شيء .. لا أهدد عرشك ولست منافس لك ولجيشك .. منك لله.
وأخيراً .. هل يتبرع أحد بإيصال ورد لقبر العظيمة رضوى عاشور وبطاقة مكتوب عليها .. احمد ماهر كان يحبك ويتمنى تقبيل يديك ورأسك يا دكتوره رضوى .. ولكنه لم يستطع .. رحمك الله.
0 التعليقات:
Post a Comment