بعد تسريبات قناة مكملين، التي ظهر فيها حقيقة ما يطلق عليه البعض (الدولة المصرية)، أصبح من العار على كل مصري أن يترك هؤلاء في سدة الحكم.
أياً كانت عواقب هذا الكلام الذي أكتبه من القاهرة لا من المنفى، فإنني قد قررت أن أقولها صريحة، لا توجد (دولة) في مصر، ومصير العراق وسوريا وليبيا الذي يخوفوننا منه قادم قادم، إلا إذا ثار الناس على هذه العصابة التي تستولي على الدولة بقوة السلاح الأمريكي الإسرائيلي.
بقاء هؤلاء في مناصبهم هو ما سيوصلنا إلى المصير المحتوم، ونحن الآن في الشبر الأخير قبل السقوط في هاوية سحيقة !
أهم ما في هذه التسريبات أمران، الأول : أن الغالبية العظمى من رجالات الدولة فاسدون، وأنه من أصعب الصعب– بل هو شبه مستحيل – أن يترقى رجل محترم في هذه الدولة، ليصل إلى مرتبة عالية.
جميع الرتب العالية والمتوسطة لا يمكن أن يصل إليها إلا أقذر الناس.
لهذا السبب ستجد في هذه التسريبات أنهم يرتكبون الجريمة سوياً، دون أن يهتز لهم جفن، ودون أدنى خجل، بل دون أن يحاول أحدهم أن يحمي نفسه ولو شكلياً، فلم يطلب أحدهم من زميله أي توقيع على أي ورقة تثبت أنه نفذ الأوامر بغير رغبة منه، أو لكي يثبت أن هذا الأمر ليس ضمن مسؤولياته.
لقد أصبحت المناصب الكبرى جميعها في الدولة مجرد (منحة) من الحاكم، وهذه الألقاب التي يتحلون بها ليست إلا (جوائز) يتحصلون عليها من خلال منافسة بينهم، وخلاصة التناقس (من الأقذر؟)، وكل من يصل يعرف ما هو المطلوب منه تماماً، لذلك لا يمكن أن نعول على هذه المؤسسات، بل إن الأمل في إصلاحها يبدو ضعيفاً جداً؛ لأن الحقيقة المرة التي تظهرها التسريبات تؤكد أنه بعد ستين عاماً من حكم العسكر أصبح توريث المواقع وسيلة ناجعة للحفاظ على الفساد، ولتحصين الفاسدين، ولتشكيل عصابات تحارب من أجل بقائها، وتقصي سائر الشرفاء والبسطاء عن هذه المؤسسات.
أما الأمر الثاني الذي تثبته هذه التسريبات :
فهو أن أمننا القومي في مهب الريح !
سيقولون إن التسريبات مفبركة، ولكن سيظهر ألف دليل ودليل على أنها صحيحة، (جوجل إيرث) سيثبت ما تم من تغييرات في الموقع، سيظهر بعد قليل شهود عيان يثبتون ذلك، سيظهر ألف دليل، لأن هذا الأمر ليس صعباً إثباته بالمرة.
ما أقوله إنهم سيقولون إن التسريبات مفبركة، ولكن الحقيقة المُرَّةُ أن التسريبات صحيحة، ومعنى ذلك أن المسؤولين عن تأمين بلادنا، وعن أمننا القومي، لا يستطيعون تأمين مكاتبهم الخاصة !!!
ثم يتحدثون عن أخطار الأمن القومي التي يحاربون ويقتلون ويقمعون باسمها، بينما الخطر الأول على أمننا القومي هو بقاء هؤلاء الفشلة، معدومي الكفاءة، معدومي الضمير، المجرمين، على مقاعد الحكم.
لو كان فيهم رجل دولة واحد ... لاستقال، ولكنهم قراصنة، والغالبية العظمى من (الألتراس) المأجور المؤيد لهم، سيظل يردد الغثاء الذي يأمرهم به سيدهم، وفي نهاية الأمر سيفعلون كما كل فضيحة (أيوه ... التسريبات صحيحة ... حد ليه شوق في حاجة؟ أعلى ما في خيلكم اركبوه)، ويتجاهلون الغضب الذي يتأجج في صدور الملايين، والذي سندفع ثمنه جميعاً.
نحن أمام عصابة احتلت سائر المناصب العليا في سائر مؤسسات الدولة، وتخليص الأمة المصرية من هؤلاء واجب اللحظة، وكل من يظن أن هناك واجباً مقدماً على إسقاط هؤلاء، فهو إنسان يعاني من خلل جسيم في سلم الأولويات.
أقول لكل المصريين ولكل ثوار يناير من سائر الفصائل، إن أكبر جريمة نرتكبها الآن هو أن نتفرق في مواجهة هذه العصابة.
وهذه المؤامرة التي سمعناها في التسريبات حدثت ألف مرة، لقد تآمروا بالطريقة نفسها لكي يبرئوا مبارك، ولكي يبرئوا سائر الضباط القتلة، ولكي يوغروا صدور الثوار ضد بعضهم، ولكي يصلوا بنا إلى هذه اللحظات السوداء التي نعيشها اليوم.
إياكم أن تصدقوا أننا أعداء، العداوة التي بيننا اليوم صنعها هؤلاء، بالطريقة نفسها التي فضحتها التسريبات.
يا ثوار يناير ... اتحدوا ... وخلصوا مصر من هؤلاء القراصنة قبل فوات الأوان.
يا شعب مصر العظيم ... آن لنا أن يحكمنا رجال، لا عصابة !
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين ...
موقع إلكتروني: www.arahman.net
بريد إلكتروني: arahman@arahman.net
0 التعليقات:
Post a Comment