روى محمد (28 عاما) من امام مشرحة زينهم حيث نقلت جثث ضحايا مذبحة "ستاد الدفاع الجوي" التي راح ضحيتها 22 قتيلا من مشجعي نادي الزمالك واصيب 25 اخرون على الاقل، أحداث ساعة من الموت مر بها خلال ذهابه لحضور مباراة الزمالك وإنبي.

وقال محمد الذي كان يضع حول رقبته منديلا بألوان نادي الزمالك - في تقرير لوكالة أسوشيتد برس حول الأحداث التي شهدها محيط استاد الدفاع الجوي- ان "الشرطة خصصت ممرا ضيقا جدا ومحاط من الجانبين بالاسلاك الشائكة لدخولنا الاستاد وعندما شكونا من ذلك اطلقوا علينا قنابل الغاز فتدافعنا للخلف بسرعة".

وتابع باكيا "كنا ندهس بعضنا البعض وهم مستمرين في ضربنا بالغاز". واضاف "هذه مجزرة، الشرطة نصبت لنا فخا وقتلتنا".

وأكد مشجع اخر للزمالك يدعى محمد ايضا ويبلغ من العمر 19 عاما نفس الرواية.

وقال الشاب الذي جاء الى المشرحة بحثا عن خمسة من زملائه لا يعرف مصيرهم "الشرطة أدخلتنا جميعا في ممر محاط بالأسلاك الشائكة وضربتنا بقنابل بالغاز عندما اشتكينا".

وكانت الاشتباكات قد بدأت ، بحسب شهود عيان، عندما قامت الشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع على المشجعين واعضاء رابطة مشجعي نادي الزمالك المعروفة باسم "التراس وايت نايتس" عند انتظارهم لدخول الاستاد .

وقالت وزارة الداخلية ان القتلى والمصابين سقطوا بسبب تدافع المشجعين مؤكدة في بيان ان "عشرات الآلاف من المشجعين تدافعوا مساء الاحد لإقتحام بوابات إستاد الدفاع الجوى وأصيب على إثر ذلك عشرات الاشخاص نتيجة التدافع".

وأضافت ان قوات الأمن "قامت بتنظيم دخول حاملى البطاقات عبر بوابات الإستاد وقامت بتفريق المشجعين ممن حاولوا اقتحام إلاستاد بدون بطاقات دخول وقاموا بتعطيل حركة المرور فى الإتجاهين وإيقاف الحافلة التى تقل لاعبي فريق الزمالك ومنعهم من الوصول إلى الإستاد وإضرام النيران فى إحدى سيارات الشرطة".

وتابعت الوزارة في بيانها "تم تفريقهم وتأمين وصول اللاعبين والجهاز الفنى لأرض الملعب" و"تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا يفيد بحدوث حالات وفاة نتيجة التدافع".

وقرر رئيس الوزراء ابراهيم محلب تأجيل الدوري العام لكرة القدم الى اجل غير مسمي "بعد الاحداث المؤسفة" التي وقعت امام استاد الدفاع الجوي.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الوزراء في بيان انه "بعد دخول الجماهير حاملة بطاقات الدخول وإغلاق أبواب الاستاد، بدأت بعض الحشود فى التجمع بهدف الدخول عنوة، ومحاولة اقتحام الاستاد والاشتباك مع قوات الأمن".

واضاف المتحدث باسم رئاسة الوزراء ان هذه الحشود "رفضت الخضوع لإجراءات التفتيش المتبعة لتأمين المباراة والمشجعين، ثم قاموا بأحداث عنف واعتداء على قوات الأمن وحرق السيارات وبعض الممتلكات العامة والخاصة".

وامر النائب العام هشام بركات، بحسب بيان النيابة، "بفتح تحقيقات موسعة في أحداث الاشتباكات".

وأمرت النيابة العامة "بتكليف الأطباء الشرعيين لتشريح جثامين القتلى وتحديد أسباب الوفاة على وجه الدقة، مع التصريح بدفن الجثامين عقب الانتهاء من التشريح، وتكليف الإدارة العامة لمباحث القاهرة لإجراء التحريات بشأن ملابسات الأحداث توصلا لمرتكبيها وضبطهم وعرضهم على النيابة العامة لاستجوابهم".

وقال مسئول في وزارة الصحة ان بعض القتلى لقوا حتفهم جراء كسر في العنق.

واشارت تقارير من مشرحة زينهم الى ان اثنين من الضحايا قتلوا نتيجة "ضغط شديد على الصدر".

ورغم هذه الاشتباكات فان المباراة بين فريقي الزمالك وانبى اقيمت بعد تأخيرها نصف ساعة عن موعدها، ما زاد من غضب جمهور الزمالك.

وقرر اتحاد كرة القدم المصري في ديسمبر الماضي السماح للجمهور بحضور مباريات كرة القدم خلال الدور الثاني لدوري كرة القدم المصري الذي بدأ الاحد. ولكن الاتحاد وضع حدا اقصى لعدد الجمهور المسموح له بالدخول وهو 10 الاف شخص.

وكان جمهور الكرة ممنوعا من حضور المباريات منذ "مذبحة بورسعيد" التي قتل فيها 72 مشجعا من اعضاء التراس النادي الاهلي لكرة القدم في الثاني من فبراير 2012 بعد مباراة مع نادي المصري في مدينة بورسعيد

وكانت مأساة ستاد بورسعيد التي وقعت في الاول من فبراير 2012 في ظل حالة الانفلات الامني التي صاحبت اطاحة الرئيس حسني مبارك قبلها بعام هي اسوأ كارثة رياضية من هذا النوع في مصر.

اسوشيتدبرس

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -