علقت صحيفة (تايمز أوف مالتا) الأوروبية على دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية أمين العربي، التي أطلقها الأحد الماضي خلال مؤتمر صحفي، لأعضاء الجامعة بتفعيل معاهدة الاتفاق المشترك لمحاربة تنظيم داعش سواء في ليبيا أو في مناطق أخرى.
وخلصت الصحيفة في تقريرها اليوم الخميس إلى أن العرب ليسوا في حاجة إلى تفعيل تلك الاتفاقية لضرب معاقل داعش سواء في ليبيا أو سوريا أو العراق، فالأردن ومصر بدأتا بالفعل في ضرب أهداف للتنظيم المتشدد في كل من سوريا وليبيا على الترتيب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع الحالي مع داعش، لا تلعب الجامعة العربية خلاله دورا كبيرا فدورها يمكن وصفه ب "الهامشي"، فصناع القرار هم القادة العرب، الذين يمكنهم من خلال التعاون بين بعضهم البعض، وتجاوز الدور الذي تلعبه الجامعة العربية.
وألمحت الصحيفة إلى أن تلك المعاهدة ليست ضرورية للجيوش العربية لاتخاذ إجراء ضد داعش، فمصر قامت بقصف معاقل التنظيم شرق ليبيا ردا على قيام التنظيم بذبح 21 قبطيا على شواطئ طرابلس بل والأكثر من ذلك فإنها تطالب بعملية عسكرية لإنهاء وجود التنظيم وأفرعه بليبيا.
وأوضحت الصحيفة أن ثمة حالة أخرى جديرة بالذكر وهي الأردن التي قامت برد فعل سريع على قيام داعش بإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ولم تكن وحدها في ذلك فقد تلقت دعما عالميا وخليجيا بل وأن قواتها وضِعت على أهبة الاستعداد.
ويمكن القول إن الأردن تقود وتنسق تحالفا عربيا شبه إقليمي ضد داعش ويمكنها القيام بذلك لأن القوات المسلحة الأردنية اشتركت بشكل فعال في إجراء تدريبات عسكرية وصيانة معدات عسكرية لمختلف الأنظمة الحاكمة في المنطقة.
لذا فلا عجب من أن يُقابل طلب نبيل العربي بالتجاهل، فدول الجامعة العربي ليست في حاجة لتفعيل معاهدة الدفاع المشترك أو حتى التنسيق العسكري لإتخاذ إجراء، وعلى الرغم من ذلك، فتلك المعاهدة لا توفر عباءة الشرعية لأي إجراء عسكري لكن هناك عاملين يجعلان الإجراء العسكري أكثر شرعية.
العامل الأول وهو تفرد الحالة الليبية، ففي مسرح الحرب السوري والعراقي، لم يكن هناك نزاع أو خلاف على شرعية الإجراء العسكري، لكن في ليبيا أثارت حكومة طرابلس التساؤلات حول مدى شرعية التدخل العربي والمصري في ليبيا.
أما العامل الثاني، وهو تنامي القلق لدى دول الخليج حول الاضطرابات الحالية في اليمين، فالإصرار العربي يتزايد من أجل تشكيل تحالف دولي لمواجهة داعش والقاعدة وأفرعهما في المنطقة، بيد أن عدد الجبهات الخليجية التي يمكنها محاربة داعش بفعالية محدود والدليل اعتمادهم الجزئي على الأردن.
الدول الخليجية تدرك أيضا أن وجود تحالف دولي مسلح على الأراضي الخليجية هو الشيء الذي يأمل تنظيم داعش في حدوثه، حيث سيظهر عدم قدرة الأنظمة على الدفاع عن مجتمعاتها وأنفسها ووجود قوات أمريكية أو أوروبية على الأراضي العربية سيكون نزعا للشرعية في حد ذاته وربما يعمل على حشد المعارضة.
وترجح الصحيفة أنه إذا لم يتم اتخاذ أي قرار باستثناء التدخل العسكري، فإن التدخل المصري شرق ليبيا سيستمر وسيزداد تدخل الجيش الجزائري أيضا في حال توسع داعش داخل ليبيا، فنجاح التنظيم المتشدد يعني أن الدور الجزائري قادم لا محالة.
0 التعليقات:
Post a Comment