التعامل السريع مع الأزمة الحالية في ليبيا ضروري حتى لا تصبح دولة فاشلة شأنها شأن الصومال .. هكذا خلصت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية في مقالها الافتتاحي عن ليبيا.
وقالت الافتتاحية: "إن أي تعامل يبنغي أن يتم تنسيقه جيدا وأن يتم التفكير فيه بحرص والغارات الجوية المصرية على معاقل داعش ربما كانت مفهومة فقد جاءت لتهدئة الرأي العام الداخلي المشتعل المطالب برد شديد اللهجة عقب قيام التنظيم بإعدام 21 قبطيا مصريا الأحد الماضي".
وتضيف أن رد الفعل المصري من المرجح أن يعرقل عمل الأمم المتحدة لجلب الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الفوضى التي تنامت بشكل مطرد منذ الإطاحة بنظام الديكتاتور الأسبق معمر القذافي بمساعدة من حلف الناتو منذ أكثر من 3 أعوام.
وتشير إلى أن الفوضى اتخذت شكلا جديدا بعد قيام تنظيم داعش في ليبيا بذبح 21 مصريا قبطيا، الأمر الذي دفع الغرب لإعادة التركيز على تلك الفوضى في البلد الذي يقع على بعد 300 ميلا من جزيرة صقلية الإيطالية، واﻵن فالحرب الأهلية تتكشف في ليبيا بين تحالفين من الميليشيات والقبائل والفصائل.
وتتابع "أحد تلك التحالفات هو التحالف المعتدل والمعروف باسم عملية الكرامة والذي يضم بين صفوفه بعض بقايا نظام القذافي، والذي يحمي صوريا الحكومة المعترف بها دوليا والتي فرت لمدينة طبرق الساحلية الشرقية، أما العاصمة طرابلس فهي في قبضة حكومة مؤقتة تم تشكيلها من قبل ما يُعرف بتحالف فجر ليبيا والمؤلف من بعض الميليشيات الإسلامية".
وتنوه عن أن التوسع الجغرافي الواضح لداعش، الذي يسيطر فعليا على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، دفع القوى الغربية لمناشدة الفصائل المتحاربة في ليبيا لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة داعش بينما كان مجلس الأمن مجتمعا أمس في جلسة طارئة لتبني جهود وساطة مماثلة، ومثل تلك الجهود الدبلوماسية أساسية ضرورية.
وتتابع الصحيفة أن وصول طرفي النزاع إلى توافق على الورق أمر مستحيل، ففجر ليبيا يضم بين صفوفه عناصر إسلامية متشددة لكن هناك معتدلين أيضا لا يحبون داعش، ما يجعل احتمالات التوصل لتشكيل تحالف لمواجهة داعش ضئيلة لاسيما بعد أن أعلن فجر ليبيا أنه نفذ خلال الأسبوع الجاري غارات جوية على معارضيه ما يعني تفاقم الصراع.
وتوضح أن محور الاضطرابات في الشرق الأوسط، والذي يمتد من سوريا والعراق مرورا باليمن وشبه جزيرة سيناء المصرية ويصل إلى ليبيا، تظهر مشكلة مرعبة للساسة الغربيين والوجود الظاهر للمتطرفين في ليبيا قد يهدد الدول الأخرى في الشمال الإفريقي مثل مصر والجزائر وتونس أيضا، حيث لا تزال الشمعة الأخيرة للربيع العربي مضيئة.
ومع ذلك، فإن الغارات الجوية المصرية على معاقل داعش قد تخدم التنظيم في تعزيز مكانة التنظيم، ففي ليبيا استطاع وضع أساس له عن طريق إنشاء تحالفات مع الجماعات المتشددة الأخرى بدلا من محاربها مثلما يفعل التنظيم في سوريا.
الغرب أعلنها صراحة أنه مستعد للمساعدة لكنه يصر على أن الحل طويل الأمد يستقر عند الدول العربية ومواطنيها، وهذا هو الأصح أكثر عن أي وقت مضى سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، لكن الإجراءات الجديدة قصيرة الأمد ضرورية أيضا والتي قد تشمل تدخل الناتو برا.
0 التعليقات:
Post a Comment