اختلفت ردود فعل الساسة الكويتيين حول التسريب المزعوم والمنسوب إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بين منتقدٍ ومؤيدٍ ومستنكرٍ لما جاء فيه.
ففي البداية قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الغانم: تسريب شريط مزعوم للسيسي جاء متزامنًا مع انقلاب الحوثي، والإخوان أحذوا بالنفخ بالأمر في محاولة لتعكير التوافق الخليجي المصري في وقت حسّاس واصفًا هذا الأمر بالخَبَث.
وتابع: من يظن أن شريطًا مسربًا ولو صحّ سيؤثر على علاقات الخليج- مصر فهو واهم لأن التوازنات المصلحية بين الطرفين أعمق من أن تتأثر بذلك؛ مبينا أنّ المصالح تجعل الدول تتجاوز الحدث ومثال ذلك استمرار تعاون ألمانيا وأمريكا رغم فضيحة تجسّس أمريكا على ميريكل وهو أمر أخطر بكثير من قضية الشريط.
فيما قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. إبراهيم الهدبان لا شك أن التسريب المزعوم به نوع من الصدمة لدول مجلس التعاون الخليجي بأن يصرح شخص حليف استراتيجي لتلك الدول بتصريحات توضح أن دول الخليج ما هي إلا ممول لمصر للخروج من أزمتها ففيه نوع من الاستغلال في نظر الرئيس السيسي إلى هذه الدول وإلى حكام هذه الدول، وإلى الشعوب لكن من ناحية أخرى لا تستطيع الدول الخليجية أن تعلن إدانة هذا الأمر بشكل صريح وأن تأخذ موقفا لأنها راهنت عليه بالكامل.
وتابع: ففي تصوري هناك نوع من الأمل بأن يظهر تكذيب منه لهذه التسريبات أو أنها مفبركة أو عمل متقن قام به أعداء السيسي وحتى لو اعترف أنه من قال بهذا وبالنهاية ممكن أن يعتذر وهذه قد تكون كافية لمن ألقى بثقله خلف السيسي يسامحه ويغفر له.
وتابع الهدبان: أعتقد أن الصمت الإعلامي الخليجي هو إشارة من صناع القرار ففي تصوري أنه حتى في بلدنا الإعلام ليس حرًا بالكامل وليس يتبع الكلمة أو الحدث ولكنّه يعمل حسب تقلبات الأمور فهو يوازن أين مصلحته فهو يصعّد حسب ما يريده صانع القرار.
وأضاف: لا أعتقد أنه سيكون هناك فتور بين العلاقات الخليجية مع مصر ولكن الفتور حدث بعد وفاة الملك عبدالله وتغير القيادة السعودية وأصبح هناك نوع من التغير قبل صدور التسريبات ودول أخرى قد لا تكون مرتاحة لمطالبة الكثير والمتتابعة والمستمرة، ولكن أيضًا لن تأخذ منه موقفًا؛ فالتسريبات لا تعني الكثير للقيادات؛ لأن هناك بعض المسؤولين في الدول المجاورة حتى بالرغم من هذه التسريبات فهو أفضل من الإخوان وهذا ما ذكره أحد مسؤولي دول الخليج فبعد أن أُهِينت بعض الدول المنطقة هناك بعض الأشخاص لا يفكر فى التنازل عن موقفه ويعترف بخطئه ولكن مصرًّا عليه حتى لا يقال إنه أخطأ .
فيما قال عضو الحركة الدستورية الإسلامية النائب في مجلس فبراير 2012 محمد الدلال: بافتراض صحة التسريب فالحوار يمثّل إساءة بالغة واحتقارًا من قيادات مصرية انقلابية لدول وشعوب الخليج العربي، مشيرًا إلى أن التلاعب بأموال الخليج من خلال حسابات مالية للجيش الانقلابي وعدم ذهابها للشعب المصري جريمة كبرى في حق المصريين والخليجيين.
وتابع الدلال: على دولة الكويت حرصًا منها على المال العام المسارعة في إيقاف جدول المساعدات المالية الانقلابين والمطالبة بما سلم سابقًا وعلى دولة الكويت فتح تحقيق جدّي لما ذكر من إساءات في التسريب واتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية ضد الانقلابيين في مصر.
قال النائب السابق د. وليد الطبطبائي: أتمنى من دولتنا أن تقلص بعثتها الدبلوماسية في مصر إلى النصف طالما أنهم يرون أننا أنصاف الدول! وتابع: أقترح تعديل مسمى مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى مجلس التعاون لأنصاف دول الخليج العربية!، فيما قال النائب السابق صالح الملا: اللافت في قضية تسريبات "السيسي" تبرير أو تشكيك البعض بما سُرّب رغم أنه مساس به وبسيادة بلده! حتى قبل نفي الطرف المعني!.
وأشار أستاذ القانون الدولي د. فايز النشوان: في العلاقات السياسية ليس هناك وجود للعواطف إنّما ما يهمّ هو القرار السياسي المؤسسي فحتى لو كان الآخر يكرهني فلا يهمني ذلك فيما لو كان قراراه معي. متسائلاً: ماذا لو كان التسريب يعبر عن حبّ السيسي للخليج ويدافع عن قادتها هل كان ذلك ليغير موقفنا برفض "الانقلاب". على حد تعبيره.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment