ـ "ولست أقصد بهذا أننا لا ينبغي علينا أن نفتح دفاتر الماضي، لنحكم بالسلب، أو بالإيجاب، فلو أحجمنا عن ذلك، لن نعرف كيف نكتب تاريخنا، ولن نعرف أين أخطأنا وأين أصبنا. وبذلك، لن نقترب من النضج السياسي والاجتماعي، وإنما ينبغي علينا أن نحاكم الماضي في موضوعية، ومن دون تشنج، فقد كان من أخطاء ثورة 1952 أنها اشتغلت بتحطيم مقومات ثورة 1919 أكثر من انشغالها ببناء مقومات ثورة 1952 نفسها، حتى طمست الفوارق في عقول أجيالها بين سعد زغلول ومصطفى النحاس من جهة، وبين محمد محمود وإسماعيل صدقي من جهة أخرى، وبين العرش من جهة والشارع المصري من جهة أخرى، وأذابت الفوارق بين الرجعية والتقدمية، قيدت ثلاثين عاماً من كفاح الشعب المصري العظيم من أجل الاستقلال الوطني والديمقراطية السياسية والاجتماعية، وكأنها ثلاثون عاماً من حكم الإرهاب، ولنذكر أن عجز الثورة عن إنهاء حالة الحرب الأهلية غير المعلنة بين طبقات المجتمع المصري كان من العوامل التي أدت بنا إلى كارثة 1967، وأن عجز الثورة عن تحديد ماهيتها الاجتماعية والقومية، وعن اكتشاف مبادئها وتثبيتها هو الذي جعلها تدخل في مصالحات، وفي متناقضات متغيرة، ضارة بمسارها، ولم تستثمر عنفها في تعميق مجرى اجتماعي واضح، فاستثمرت البيروقراطية السياسية هذا العنف، نيابة عنها، كما استثمره الرجال الصالحون لكل العصور"
الدكتور لويس عوض من مقدمة كتابه (أقنعة الناصرية السبعة)
ـ "الرقابة لا تنتهي أبداً بالنسبة لمن عانى منها، إنها سيف مسلط على الخيال، تؤثر على تفكير الشخص الذي جربها إلى الأبد"
نعوم تشومسكي
ـ "الجهل مثل المعرفة قابل للزيادة بلا حدود"
المفكر الليبي الصادق النيهوم
ـ الناس البسطاء يرون دائما كائنات خارقة في طريقهم، سواء كانت أحصنة طائرة، أو هتلريين. أعظم خوف للإنسان هو امتداد الوعي، والجانب المرعب في الميثولوجيا ينبع من هذا الخوف. يتوسل الرجل البسيط: "دعونا نعيش بسلام وانسجام"، لكن قانون الكون يقضي بأن السلام والانسجام لا يأتيان، إلا بالصراع الداخلي، والرجل البسيط لا يريد أن يدفع ثمن ذلك النوع من السلام والانسجام، إنه يريدهما جاهزين، مثل بدلة جاهزة.
هنري ميللر من كتابه (رامبو وزمن القتلة)
ـ "من المخيف أن تعيش هذه البلاد حالاً من الانقسام العميق. لم أكن أتصور حدتها المأساوية، إلا بعد عودتي ورؤيتي لها عن كثب، يستحيل كلياً على أي كان إقناع أي كان بأي شيء، مهما بلغ صدق هذا أو ذاك، ومنطقه ووضوح رأيه وقوة حجته وبداهة ما يتحدث عنه: قدر هائل من الغرائز واللاعقلانية، والحماس المتقد، لا يدع مجالاً لأي تبادل ولأي تفاهم. برج بابل. ومن يبرع في النقاش والبرهان، لا يصل فقط إلى أي نتيجة، بل يصبح، أيضاً، موضع رفض وعداء خفيين، لأنه يهدد الآخر، بما لا يمكنه القبول به قط: تغيير رأيه. كأنه إذا غير أحد رأيه في أمر ما، فسوف يؤدي ذلك إلى تداعي شخصه، وانهيار عالمه بالكامل، ولا شك في أن الأمور، في عمقها، تذهب أبعد من ذلك بكثير أيضا. فعندما يتم اغتيال شخص ما، لأسباب سياسية أو فكرية، فمعظم الفريق الآخر أو ربما كله، أي مئات آلاف الناس، يشارك في سره بشكل أو بآخر في الاغتيال، عبر الفرح أو الرضا، أو التباس المشاعر، أو الرغبة في إخفاء القتلة، أو الخشية من انكشاف أمرهم. يعود إليّ وأنا أسير على الشاطئ: التساؤل نفسه: كيف إبعاد شبح الحروب والفتن عن هذه البلاد؟، أجابني أخي الأصغر المرة الأخيرة: "ليس هناك إلا الصلاة". أخبرني عن حوار جرى بينه وبين الناسك، آخر نساك الوادي الكبير، حين سأله في محبسته "هل صحيح أنك دخلت النسك لتوقف بصلاتك حرب الستة عشر عاما؟"، أجابه "لا أعلم إذا كانت صلاتي أسهمت في ذلك"، سأله من جديد "لقد انتهت الحرب الآن فلماذا أنت هنا؟"، أجاب الناسك "لا أعرف إذا كانت الحرب انتهت حقا. يقولون لي ذلك. لكن إذا انتهت الحرب، تجب الصلاة لبلسمة الجراح، ولمداواة الضغائن والأحقاد التي تركتها الحرب في النفوس"، ثم أضاف "وإذا زالت الأحقاد والضغائن، تجب الصلاة كي لا تعود الحرب"، الصلاة لضبط اختلال العالم".
الروائي اللبناني أنطوان الدويهي من روايته (غريقة بحيرة مورييه)

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -