استقبلت القاهرة الاثنين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يسعى لزيادة نفوذ الكرملين في منطقة الشرق الأوسط من خلال إيجاد شريك عربي مهم مثل مصر التي تمر علاقاتها مع الإدارة الأمريكية بفترة فتور.

بتلك الكلمات استهلت شبكة (فوكس نيوز) الأمريكية تقريرها الذي جاء تحت عنوان "بوتين يزور القاهرة وسط استمرار جمود العلاقات بين مصر والولايات المتحدة".


ويقول التقرير إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، القائد السابق للجيش الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، طالب في اﻵونة الأخيرة المسلمين باستعادة اﻹسلام الوسطي المعتدل ، لكن دعوته لإنهاء التطرف لم تساعد في إرساء علاقات وثيقة مع واشنطن وربما خلقت فراغا يرغب الرئيس الروسي بوتين في سده.



ويستشهد التقرير بتصريحات بوتين لصحيفة الأهرام المصرية خلال مقابلة أجرتها معه في الكرملين قبيل زيارته الأولى لمصر خلال العقد الأخير حيث قال: "إنني على اقتناع بأن الحوار متعدد الأوجه بين روسيا ومصر سيستمر في التوسع والتعمق لصالح مواطني بلادنا ومن أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

وينتقل التقرير للحديث عن استقبال بوتين في القاهرة، حيث يسرد أنه تم تزيين الشوارع بملصقات الترحيب لبوتين، ثم ذهاب نظيره المصري السيسي لمطار القاهرة لاستقبالة وسط تكنهات حول وصول الجانبين لاتفاق حول صفقة أسلحة روسية للقاهرة، مثلما حدث في سبتمبر الماضي بعد زيارة السيسي لموسكو واستقباله بالترحاب نفسه.


ويشير التقرير إلى أن بوتين ظهر بصورة أكبر داعمي السيسي من غير العرب، والأخير واجه انتقادا لاذعا من الولايات المتحدة لإسقاطه مرسي في عام 2013، بعد أن استجاب القائد السابق للجيش للمطالب الشعبية والتظاهرات العارمة في صيف العام نفسه وقام بعزل مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.



ويتابع: "مصر البالغ تعداد سكانها أكثر من 80 مليون نسمة أغلبهم من المسلمين، يُنظر إليها أنه دولة مهة في العالم العربي ورفاهيتها أمر ضروري لاستقرار المنطقة، ورئيسها يقود حربا ضد الجماعات التابعة للقاعدة وداعش في شبه جزيرة سيناء المتاخمة لإسرائيل فضلا عن حدود بلاده الغربية مع ليبيا الدولة الفاشلة".


ونوه التقرير إلى أن الولايات المتحدة رفضت تزويد حكومة السيسي بالأسلحة وأصبحت روسيا على أتم استعداد للتدخل في ذلك الأمر، وتحرك بوتين، تحت ضغوط دولية متنامية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، سريعا لتطوير العلاقات مع نظام السيسي على خلفية الفتور في العلاقات بين إدارة أوباما والرئيس المصري الجديد.



وعلى الرغم من أن بيان الكرملين أوضح أن الرئيسين سيوليان اهتماما خاصا بزيادة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، غير أن خبراء قالوا إن مصر لا تزال تعتمد على الولايات المتحدة في المزيد من الأسلحة والاستخبارات التي تحتاجها لملاحقة الإرهابيين، لا سيما في شبه جزيرة سيناء.


ويقول أوديد إيران الزميل الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب والسفير الإسرائيلي السابق لدى كل من الأردن والاتحاد الأوروبي: "إن روسيا لا تلعب دورا رئيسيا في المشكلات الحالية التي تواجهها مصر، والروس قدرتهم محدودة لمساعدة مصر، ولا يمكن أن تهدد موسكو الدور الأمريكي في الشرق الأوسط إلا في حال أغدقت على مصر الأسلحة والمساعدات الاقتصادية والدولية".


وأشارت الولايات المتحدة إلى استعدادها لاستكمال تقريب العلاقات مع مصر، وإرسال 10 مروحيات أباتشي للقاهرة في ديسمبر بعد رفع جزء من تجميد المساعدات، لكن السيسي ربما يختار أن يضع البلدين في مواجهة بعضهما البعض أو أن يتحرك بشكل أوثق تجاه روسيا حال استمرار الولايات المتحدة في انتقاد حكومته.

مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -