أجمع خبراء سياسيون فلسطينيون على أن إسرائيل تسعى لتأجيج الخلافات بين القاهرة وحركة حماس لتحقيق أهداف خطيرة للغاية, تتمثل في إضعاف حركة حماس، وإجهاض الدور المصري في القضية الفلسطينية، وهو هدف لطالما سعت إليه دولة الاحتلال, وأكد الخبراء أن التوترات على حدود غزة مع مصر في الآونة الأخيرة من المحال أن تتطور لصدامات مسلحة بين حماس والقاهرة في المستقبل.
" مصر العربية" استطلعت آراء الخبراء والمحليين حول علاقة القاهرة بحماس وأبعاد التطورات الميدانية وتأثيرها على القضية الفلسطينية.
في البداية قال الخبير السياسي وأستاذ العلوم السياسية د. ناجي شراب:" الصدام العسكري بين مصر وحماس أمر غير وارد على الإطلاق, مصر دولة مركزية ومحورية لن تنزل لمستوى الصدام العسكري, قد يكون هناك أوساط إعلامية مأجورة تريد تأجيج وتوتير الوضع والعلاقة القائمة بين مصر وحركة حماس, مصر أكبر من أن تذهب إلى المواجهة العسكرية مع حماس ".
وأضاف شراب :"التطورات السياسية التي تشهدها الساحة الفلسطينية تكون إسرائيل هي المستفيد الأول منها, ففي الانقسام الفلسطيني إسرائيل هي المستفيدة, وفي تأزم العلاقة بين مصر وحماس أيضًا إسرائيل هي المستفيدة, إسرائيل تدرك جيدا الدور القومي والوطني لمصر" .
وأكد أن من مصلحة إسرائيل أن يحدث انشقاق واختلاف بين مصر وحركة حماس , مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل تعرف تمامًا أن مصر تشكل الحاضنة السياسية والاستراتيجية لغزة وللمقاومة بشكل عام.
وتابع شراب :" قرار المحكمة لن يمس بالدور المصري الوطني والقومي بالنسبة لالتزامها في القضية الفلسطينية وأمام الشعب الفلسطيني وأمام قطاع غزة , يبقى الدور المصري دور محوري لابديل عنه في المفاوضات والمصالحة الفلسطينية والفلسطينيون يدركون ذلك ".
مشيرًا إلى أن توتر العلاقة بين مصر وحماس ماهي إلا سحابة صيف عابرة , وسيزول هذا الخلاف .
وأضاف :" أمن مصر واستقرارها يعنينا , مصر القوية تصب في مصلحة القضية الفلسطينية لذلك علينا كفلسطينيين أن يكون لدينا موقف واضح وخصوصاً من حركة حماس والمقاومة بشكل عام فيما يتعلق بأمن مصر واستقرارها ".
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب:" التوترات الأخيرة بين جمهورية مصر العربية وحركة حماس في أعقاب أحداث سيناء من الواضح أن إسرائيل لها مصلحة في زيادة هذه التوترات لأنها تسعى لإضعاف كلا الطرفين المصري والفلسطيني وخصوصاً حركة حماس وهذا سيحد من قدرة الطرفين على مواجهة التطورات التي تقوم بها إسرائيل ".
مؤكدًا أن مصر لها ومازال دور بارز ومهم في الصراع العربي الإسرائيلي ,لذلك لن توفر أي فرصة للقيام بواجبها إزاء عملية المصالحة الفلسطينية, وإزاء كافة الاتفاقيات والمشاورات التي تمت برعاية ووساطة من الجانب المصري .
0 التعليقات:
Post a Comment