تحركات بدأت مبكرة، سيطرت على الساحة السياسية قرابة تسعة أشهر متتالية، الجميع يسعى لتدشين تحالف انتخابي موسع خوفًا من عودة سيطرة الإسلاميين على مقاعد البرلمان، كما حدث عقب ثورة يناير 2011، الملفت للانتباه في المشهد الانتخابي أن التحالفات بدأت بجهود قيادى سابق بجهاز المخابرات العامة وانتهت بقائمة أطاحت بكل التحالفات يقودها أيضًا قيادى مخابراتى سابق.



فى بداية شهر يونيو الماضى، أعلن اللواء مراد موافى مدير جهاز المخابرات العامة السابق، بالتشارك مع عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين ﻹعداد الدستور، تشكيلهما تحالفًا انتخابيًا تحت مسمى "الأمة المصرية".



وبالفعل أيد عدد كبير من الأحزاب السياسية التحالف الوليد وعقدت اجتماعات بين مدير المخابرات وموسى واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق، وحضره كل من السيد البدوي رئيس حزب الوفد ومحمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وسيد عبد العال رئيس حزب التجمع، وممثلين عن بعض الأحزاب.

طرأ على المشهد بعدها حالة من الارتباك داخل الأحزاب والتحالفات الانتخابية، وأصدر مراد موافي وقتها بيانًا قال فيه إن المشهد السياسي يحتاج مراجعة، بعد فشل الاجتماعات التي عقدت مع السياسيين.

رفيق موافي في المشاورات لم يستمر طويلاً، فأعلن عمرو موسى انسحابه من المشهد بعد شهرين من إطلاق "الأمة المصرية"، قائلاً إنه لن يترشح للانتخابات البرلمانية إلا إذا تواجدت قائمة تحصل على توافق واسع وتشكل على أساس المعايير الوطنية المشار إليها دون محاصصات حزبية ليعلن بذلك عن وفاة تحالف الأمة المصرية.

بعد سقوط تحالف الأمة المصرية دشنت على رفاته تحالفات انتخابية أخرى، كان أهمها تحالف الوفد المصري، والذي كان نواة أولية للأمة المصرية، وبعد مشاورات دامت لشهور بين القوى السياسية، واجتماعات ضمت قرابة 30 حزبا لتدشين تحالف انتخابي أخرى، خصوصا بعد دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأحزاب بتشكيل قائمة وطنية موحدة إلا أن ذلك لم ينجح أيضًا.

ظهر الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء السابق فى المشهد بعد ذلك بدعوته لتشكيل قائمة انتخابية موحدة تحت رايته واستجاب له تحالف الجبهة المصرية الذي يتزعمه حزب الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء أثناء ثورة يناير "الحركة الوطنية"، لتأتى مساعى الجنزورى لتفكك التحالف وتجعله يتحول إلى قسمين في كل جانب ثلاثة أحزاب فقط، بعدما دشن بستة، فانسحبت أحزاب "المؤتمر والتجمع والغد"، وبقي "الحركة الوطنية، مصري بلدي، الجيل".

مع تحديد اللجنة العليا لمواعيد انعقاد الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق، وتحديد فتح باب الترشح بداية شهر فبراير الجارى، أعلن اللواء سامح سيف اليزل الخبير العسكري المقرب من جهاز المخابرات المصري، والضابط السابق في الجهاز، عن تدشينه قائمة تحت مسمى "فى حب مصر"، واستدعى فيها نفس الشخصيات التي اختارها الجنزورى في قائمته الأولى، وبعض القيادات الحزبية الذين استقطبوا من التحالفات الأخرى.

ظهور قائمة في حب مصر دعا عدد من القوى السياسية والحزبية القائمة لمهاجمتها، بدعوى أنها قائمة الدولة ومدعومة من الأجهزة الأمنية، ولوح بعدها حزب الوفد من الانسحاب من المشهد الانتخابي، مطالبًا الرئيس بالتدخل، لينتهى الأمر بحصول حزب الوفد على عدد قليل من مقاعد في حب مصر وتموت قائمته التي كان يشكلها قبل ذلك، وفرضت في حب مصر سيطرتها أيضًا على جميع القوائم بعدما استقطبت أفراد من أحزاب المؤتمر، والغد، والجبهة المصرية، لتواجه التحالفات القائمة مشكلة في انسحاب عدد من أعضائها قبل أيام من تقديم أوراق الترشح.

مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -