بكت طويلاً وهي تسرد معاناتها هي وأطفالها وكانت دموعها أشد غزارة من مياه الأمطار التي أغرقت ما حولها وهي تقوم بنزح مياه الأمطار التي جاءت بها العاصفة "جنى" والتي أغرق كرفانها الذي تقطن فيه هي وأفراد أسرتها بعد أن هدم منزلها في منطقة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة خلال العدوان الأخير على القطاع , والذي تسبب في تشريد آلاف العوائل الغزية.
هذا هو حال المواطنة ميسون أبو ريدة وهو حال كذلك كافة الغزيين الذين هدمت منازلهم خلال الحرب في ظل فقدان الأمل في إعادة الإعمار وتوقف تقديم المساعدات من قبل المؤسسات الدولية للأسر المشردة.
" مصر العربية" كانت في زيارة لمنطقة خزاعة بمدينة خان يونس جنوب غزة ورصدت عن قرب معاناة العوائل المشردة والتي تقطن في كرفانات سلمت لهم من قبل وزارة الأشغال في غزة كحل مؤقت لاستيعاب آلاف العوائل التي لجأت للمدارس بعد أن هدمت منازلهم خلال الحرب على غزة فقالت الحاجة نظمية أبو روك غاضبة " لو بقينا في بيوتنا المهدمة نعيش بين الركام وفوقنا بلاستيك أشرف لنا من أن تبقى في هذه الكرفانات التي لا تصلح للإنسان فهي تصلح فقط للحيوان وليس للبشر " .
وتابعت : نحن جالسين فيها وخائفين منها على أطفالنا خوفاً من الصفيح ,لأنه إن سقط الصفيح علينا سيذبحنا وكأنه سكين ويزيد من معاناة المشردين " .
في حين يقول الحاج كامل رضوان " أنا أتكلم باسم المشردين من بيت حانون شمالاً حتى رفح فجميع من شردوا خلال الحرب وكان نصيبهم العيش في كرفانات هي أشبه بثلاجات الموتى فالجو فيها بارد جدًا فلم تقينا من البرد والمطر, العاصفة أغرقتنا ولم يبق لنا شيء إننا نعيش الآن مأساة ثانية بعد الحرب هي مأساة الكرفانات ".
وأضاف : مللنا من توجيه نداءات الاستغاثة من الجميع سواء كانت هيئات محلية ودولية ولا أحد يجيب ووصلنا لمرحلة اليأس ربنا يرحمنا هو برحمته" .
من جانبها قالت أم محمد النجار "وهي تمسك فراشها المبلل بمياه الأمطار التي غمرت الكرفان الذي تقطن فيه, هذا هي حياة كل من هو متشرد الأمطار أغرقتنا وأغرقت أثاثنا وفراشنا, والصغار سيموتون من البرد هذه مأساة فحياتنا أصبحت لا تطاق تتطلب من كل الضمائر الحية أن تنظر إلينا وتتلمس معاناة الأسر المشردة بفعل العدوان والتي فقدت منازلها" .
وأشارت النجار إننا نعيش حالة من الإحباط البرد يقطنا والمياه غرمت كل ما حولنا الكرفانات أصبحت تعوم في مياه الأمطار كالسفينة في البحر " .
في حين يقول الشاب أحمد عميش ومياه الأمطار تسقط على رأسه والمياه تسيل من تحت قدميه "هذه الكرفانات التي سلمتنا إياها وزارة الأشغال وبلدية خزاعة أنظروا لها جيدًا فهي غير صالحة للسكن الجبس تفكك والأسطح سقطت وكذلك انهارت فيها شبكة الكهرباء.. " .
وتابع : كنا في مراكز الإيواء وأخبرونا بأنهم وفروا لنا كرفانات تحمينا من البرد وتسترنا نحن وأطفالنا وهي مأساة بكل ما تحمل الكلمة من معني فلا أجد مكان لأطفالي أضع فيه فرشه لأطفالي حتى يناموا فهي عبارة عن بركة متنقلة فلم نذق طعم النوم منذ دخول العاصفة علينا " .
0 التعليقات:
Post a Comment