بين الانتظار لساعات في طوابير البوتاجاز ومثلها في طوابير أمام محطات السولار يقضي أهالي الدقهلية أوقاتهم الصعبة يوميًا باحثين عن الوقود.
تشهد المحافظة كلا الأزمتين بشكل متزامن للأسبوع الثالث على التوالي، حتى أصبحت الطوابير مشاهد يومية اعتاد الأهالي على التعايش معها.
المشهد أمام مستودعات البوتجاز لا يفرق بين رجل وامرأة، فالاشتباكات والزحام باتا عادة يومية من أجل الحصول على "أنبوبة" والتي تمتد أحيانا إلى إصابات بين المواطنين الذين وضعوا آمالهم على تطبيق المنظومة الجديدة وتوزيع الاسطوانات على بطاقات التموين.
إلا أن البطاقات خذلتهم، بحسب قول محمد ياسين (من مدينة دكرنس) والذي أكد أن الأزمة مستمرة، متهما المسئولين بالاكتفاء بالتصريحات المطمئنة دون تدخل فعلي لحلها على الأرض.
تطور المعاناة أودى بحياة احد المواطنين بقرية ليسا التابعة لمركز الجمالية منذ عدة أيام، وذلك بعد وقوع اشتباك بين المتوفى وصاحب المستودع بسبب عدم التزامه بالطابور، فألقى عليه صاحب المستودع حجرًا أصابه في جبهته وقتله في الحال.
منال محمد (من قرية منية سندوب) تؤكد أن تطبيق منظومة التموين الجديدة لم يسهم في حل الازمة، "لأنه لا توجد رقابة عليها من قبل الوزارة، كما أن تجار السوق السوداء يبيعون الأسطوانة الواحدة بـ 50 جنيهًا" حسب قولها.
وفي المقابل، يقول المهندس حسام الدين أمام، محافظ الدقهلية، أنه أمر بتشكيل لجنة لمتابعة أزمة الوقود وعمل تقرير يومي بشأنها، إضافة إلى وضع خطة تستهدف مراجعة المراكز الخاصة بالتوزيع على محطات الغاز.
وفي تصريح لـ "مصر العربية"، أكد المحافظ عقد اجتماع مع مسؤولي التموين بالمديرية ومباحث التموين والرقابة، بالإضافة إلى مسؤولي المواد البترولية وأصحاب محطات الغاز، مشددا على عدم توزيع أسطوانات ليلا، وحصر والتوزيع نهارا بدء من الساعة السادسة صباحا
المشهد لا يختلف كثيرًا أمام محطات الوقود، فالطرق الرئيسية تشهد زحامًا أمامها، ما يعيق حركة المرور، ويتسبب في الزحام الشديد.
وظهر أصحاب الجراكن مجددًا، والذين يعرضون صفيحة السولار بـ 100 جنيه، وفقا لسائقي السيارات الذين طالبوا مسؤولي التموين بالتدخل وانقاذهم من الوقوع فريسة لتجار السوق السوداء
ويؤكد فرحات محمد، صاحب إحدى محطات الوقود، أن المحطات تشهد اشتباكات ومشاجرات دائمة، خاصة من قبل أصحاب سيارات النقل والميكروباص مع العاملين بالمحطة، والذين يتهمونهم دائمًا بالتقصير وبالبيع في جراكن.
ويشير صاحب المحطة إلى أن العاملين لا دخل لهم بالأزمة، مرجعا السبب وراءها إلى نقص حصة المحطات من البنزين والسولار.
وبدوره، قال محافظ الدقهلية إنه شدد على المراقبة الصارمة على جميع محطات الوقود بنطاق الإقليم، وعدم تعبئة البنزين في جراكن وبيعه بالمخالفة للقانون والقرارات المنظمة بهذا الشأن.
وبين معاناة المواطنين وتطمينات المسؤولين تستمر صورة المعاناة ترصدها "مصر العربية" حتى تجد من يقدم لها حلولا عملية على الأرض تمنع تكرارها في المستقبل
.
0 التعليقات:
Post a Comment